التربية الوطنية المنسية
تعليم الوطنية، وحب الوطن يفترض أن يكون منذ النشأة الأولى للإنسان، حيث يربط أمنه، ومعيشته بالشكر لله ثم لهذا الوطن المستقر الآمن، ويلقن منذ الطفولة أن حب الوطن هو الحب الكبير فوق كل حب.
هذا ما كان يفترض أن يكون؛ لكن مع الأسف وجدنا أصواتا، ودعوات أممية، ضد فكرة الوطن ترددها فئات لها مصلحة ولا تضمر الخير للوطن، ومع هذا البث المضاد لفكرة الوطن طالبنا منذ زمن طويل بوضع برامج وطنية تعزز فكرة الانتماء للوطن، وقلنا إن هذه البرامج هي ضرورة وإنها بحد ذاتها عمل وطني يجب أن تقوم به جهات رسمية، تهتم بالتعبوية العامة لمصلحة الوطن، وسيتطوع كثيرون لحمل فكرة رفع شعارات الوطن لسحق أي فكرة مضادة تزعم أن الدين لا يحتفي بالوطن، وتقدمه.
كتبت كثيرا أن لدي مشروعا للتثقيف بالوطنية وحب الوطن من يقف معي ليكون هذا المشروع سمة عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، ومشروعي سأطرحه في نقاط ليسهل تتبعه:
أولا، أن الثقافة والأثر يتمان بالفنون والرؤية المباشرة أكثر من الوعظ. والدراما والمسرح والفنون هي الأقدر على نقل القيم الوطنية من خلال ثيمات تمثيلية مدروسة تعرض في المدارس والتجمعات والمناسبات كافتتاحية يسبقها عزف السلام الملكي ورفع صورة الملك لتهيئة الذهن لتقبل العمل الوطني، والاحتفاء بالوطن ورموزه.
ثانيا، إعداد مسرحيات وأفلام قصيرة مكثفة كوجبات لشرح فكرة (ما هو الوطن ومن أين جاء الوطن؟ وكيف اجتاز الوطن ظروف مرت به ليكون الكيان الكبير الذي ننتمي إليه)، مشاهد قصيرة مركزة ومفهومة للصغار ومناسبة للكبار.
توضع برامج التثقيف عن ماهية الوطن ومن أين صار الوطن ومن أنت كمواطن في كل المناسبات على أنها عملية تعبوية للوطن لتغيير بعض الصور الذهنية التي رسبت في أذهان الشباب.
المبرر أننا نستعمل أداة العصر البصري ونخاطب الجمهور لأن قصيدة عمودية موزونة بقافية، لم تعد أداة العصر للإعلام التعبوي بالوطنية، فنحن لسنا في عصر القبيلة، والحي، ودور الشاعر يتراجع كثيرا على حساب الأدوات الجديدة المصنعة بأدوات السينما والمسرح والفيلم والمسلسل، ولكي أوضح الفكرة فإن عملا دراميا من هوليوود أو من اليابان، أو حتى من تركيا سيكتسح العقل أكثر من البث المباشر.
وطننا له حق علينا، ووضعه في قلوبنا وفوق رؤوسنا واجب كل فرد منا.