رجل متعددالوجوه
لقد كنت شخصا عاديا جدا بدون عُقَد. وعلمتني المدن الكبرى أن أكون متعدد الوجوه. إذ لا مكان فيها لمنفرد الوجه. كما أني قررت أن أضع أعصابي، ذات ليلة قديمة، في الثلاجة حتى لا أصدم فأصاب بداء السكري. وعلمني من تتلمذت على أيديهم أن من أراد أن يُحَسن وضعه؛ ويصبح ثريا بعيدا عن أنفاق الفقر، عليه أن يدوس بقدميه كل قيم النبل والصدق والصفاء التي تشبع بها في البادية. وقد وجدت نفسي طيعة لتقبل هذه الأشياء. وطدت نفسي على أن يكون الريال هو المبدأ والمنتهى. يجب أن أمحو صورة القهر التي عاناها أبي وعانيت تبعاتها صغيرا في الطفولة. رحت أتحسس كل الطرق المؤدية إلى الوجاهة والغنى حتى لو كانت تحت الأرض. لقد قيل: “كاد الفقر أن يكون كفرا”.