ابن بيه: فرض التجنيد يعود لولي الأمر.. ومن لا يدعم توجه المملكة متخاذل

ابن بيه: فرض التجنيد يعود لولي الأمر.. ومن لا يدعم توجه المملكة متخاذل

قال لـ "الاقتصادية" الشيخ الدكتور عبدالله بن بيه، الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز؛ إن هناك علاقة وثيقة بين التجنيد الإجباري وتأصيل قيم الوطنية في نفوس الأبناء تجاه أوطانهم، لافتاً إلى أن أمر التجنيد يعود في تشريعه إلى الحاكم ولي الأمر، كما جاء في الحديث الشريف: "وإذا استنفرتم فانفروا"، مبيناً أن هذا أمر معمول به في كل دول العالم. وأشار ابن بيه، على هامش مشاركته أمس، في محاضرة "تحالف القيم والأخلاق في خدمة الأمن والسلم في العالم" في مركز الملك فيصل للمؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز، ضمن فعاليات كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية، إلى "أن من يمتنع عن الجهاد بعد أن تدعو الدولة إليه فمعناه أنه متخاذل".
وعلق العلامة ابن بيه على مسألة انخراط الشباب الإسلامي فيما يسمى بـ "داعش"، بعد أن يتم غسل أدمغتهم وإفهامهم بأنه يجب عليهم الانضمام لصفوف المقاتلين هناك، بأن ذلك "من الفراغ النفسي والفكري لدى الشباب، إذ إنه من المعروف أن الشباب لديهم طاقات وقدرات ويجب على الدول الاهتمام بصرفها في الخير وإلا ستنصرف للشر، إذ إن طبيعة النفس لا تحب الفراغ".
وأشار خلال محاضرته إلى أن الأمة التي لا قيم لها، لا يوجد لها مكان في الحياة، لافتاً إلى أن أمتنا تمر بمرحلة غير مسبوقة، إذ تشهد الأمة تغيرا في التحالفات، وتوتر العلاقات، وتهديد السلم لهدم المجتمعات، لافتاً إلى أن التحالف هو التعاقد، وهو بمثابة تعاقد على التعاضد والتساعد.
وأبان أن التحالف لا يكون إلا بين أصحاب المبادئ المشتركة، إذ جاء التحالف بحثاً عن السلام ونصرة المظلوم وإعانة المحتاج، وكما جاء في الحديث أن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال: "لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ، وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الإِسْلامِ لأَجَبْتُ"، وكان هذا الحلف لأن قريش كانت تظلم في الحرم، فتحالف الرسول مع أبناء عمومته بألا يبقى في بطن مكة مظلوم، وجاء التحالف لمساعدة الناس على الحق ضد الباطل.
وأوضح ابن بيه أن الحلف في الإسلام لا يشترط أن يكون بين المسلمين فقط، وقد يكون بين المسلمين وغير مسلمين، إلى قيام الساعة، بهدف أن يعم السلام وكف الحروب، وهذا هو الأولى، أن يعم الأمن والسلام العالم، لكن يجب أن نلاحظ أن مبدأ السلام قد لا ينطبق على جميع البشر، الذين قد يعميهم الكره والكبر، من دعاة الحروب.
وأضاف: "وإن كان التحالف بين أهل القيم لأجل السلام، فهناك أشخاص لا تنفع معهم دعوى السلام، ولا يبقى أمام أهل القيم حل سوى اجتثاث رافضي السلام للقضاء على الطغيان، الذين يخلقون بؤرا لإشاعة الظلم، فآخر الدواء الكيّ"، ولا بد لأهل القيم أن يتحالفوا للدفاع عن الدين والأموال التي تعد قيما. وإذا رأوا أن المعتدي أصم لا يسمع صوت الحق، فلا بد من اللجوء إلى مقتضيات القيم، أي التحالف للرد على المعادين للقيم والمعتدين عليها، هنا يجب التحالف للرد على المعتدين على القيم، فنحن نريد نشر السلام والقيم المشتركة في كل مكان.

الأكثر قراءة