المطلوب خطاب الضد
علم النفس الاجتماعي يقدم نظريا كل ما يتعلق بالخطاب الديني، وعوامله وملابساته وبإمكان هذا العلم رسم الخطوط المشتركة بين ملالي إيران، وتجمع الإخوان، وكل الميليشيات التابعة لإيران، أو لمنظمات الإخوان في العراق وسورية ولبنان، هذا الخطاب الديني الحديث أحيانا، والمبني على صيغ تاريخية فاشلة من الخطابات القديمة، أقول هو الخطاب نفسه هو خطاب "القاعدة" وخطاب "داعش"، وله عناصر ومقومات ومغريات جذب ألحقت به وتبناها دعاته، وهو خطاب يرفض الرد والنقاش في ماهيته، ويشترط بيعة منوية للعنصر الذي يتبنى هذه العقائد، وتسليما تاما، والمعنى أنه شبه مصطلح لهذه الفئات المخلة بالأمن والسلام.
هذا الخطاب على بساطته وقربه لفهم أقل الناس ثقافة ومعرفة ترك دعوة مسموحة عند الشيعة والسنة على حد سواء وظهر منه خطاب التطرف وفتواه ولم يقرر أحد إنشاء خطاب مضاد وعندما أقول أحدا لا أقصد إعلاميين أو ساسة، بل خبراء اجتماع وعلم نفس ومثلهم من يستطيعون تطوير هذا الخطاب، فعلم النفس الاجتماعي لو حلل القيم الاجتماعية والنفسية في هذا الخطاب لصار من السهل ابتكار خطاب مضاد يقابل فكرا عاطفيا مهترئا بفكر منطقي.
في مبادئ علم النفس الاجتماعي يقولون فقط تخيلوا لو أن طلابا يحاربون الناس بأمر الغائب، هكذا يقولون ويعتقدون، وهكذا يجدون من يسمع لهم مثل أولئك الذين يستمعون للقاعدة و"داعش" للخروج من إحباطهم عندما يكون الموت مطلبا، فكل مجموعات العنف متشابهة وإن تفرقت فيما تذهب إليه.
ما الذي نحتاج إليه؟ الذي نحتاج إليه هو خطاب فكري بعكس ما تدعو له هذه الجماعات (إيران وربيبتها "القاعدة"، و"داعش"، والحوثي) وهو خطاب يصممه مختصون ولا يصممه إعلاميون في الميدان، فعلى أصحاب القرار السياسي تكوين لجان خبراء من علماء النفس الاجتماعي لتصميم خطاب مضاد يدعو الشباب للحياة بدل الموت ويفسد خطاب إيران و"داعش" و"القاعدة".
منذ ثورة الخميني غير المباركة وما جرته من ويلات على الشعوب العربية شيعة وسنة، وما جرته على إيران من فقر وضيق وتضييق من الثمانينيات لم نسمع من يدعو لتوجه مضاد لكل هذا الهراء المنسوب للدين وما هو منه سواء كان في نظام إيران، أو الإخوان أو "داعش" و"القاعدة" والنصرة وعصائب الحق وحزب الله.