محلل سياسي: «عاصفة الحزم» أول حرب بقرار سعودي خليجي عربي منذ عام 1973
أكد الكاتب السياسي الدكتور خالد الدخيل أن عملية "عاصفة الحزم" ستعيد رسم خريطة توازن القوى في منطقة الشرق الأوسط، وعزا الدخيل تذبذب وارتباك الموقف التركي إلى أسباب تتعلق بين اهتمام بوجود سوق للمنتجات في الدول العربية وبين تحجيم الدور الإيراني، مشيراً في السياق ذاته إلى أن نظرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في إدارة السياسة الخارجية السعودية تجاه تركيا تتحسن للأفضل، مشيداً بموقف حزب الإصلاح اليمني في تأييده "عاصفة الحزم".
واستعرض الباحث السياسي أهداف العاصفة الأربعة حيث تأتي في مقدمتها عودة الشرعية؛ وإيقاف تمدد الحوثيين؛ وعودة الأطراف للحوار بمن فيهم الحوثيون؛ ونزع سلاح الحوثيين، مضيفاً أن الهدف الخامس غير المعلن حتى الآن هو قطع الطريق أمام تنظيم القاعدة، مؤكدًا أهمية الإنزال البري لإكمال أداء المهمة.
وأشار الدكتور خالد الدخيل خلال محاضرة ألقاها في سبتية حمد الجاسر صباح أمس وأدارها الدكتور عبدالله الشمري إلى أن عنصر المفاجأة كان العلامة البارزة لـ"عاصفة الحزم" فقد فاجأت الجميع لأنها بمنزلة أول حرب بقرار سعودي خليجي عربي منذ عام 1973، فرغم الغزو الإسرائيلي للبنان في عام 1982م والحرب العراقية الإيرانية لم يتخذ العرب قرار الحرب بصفة واضحة كما حدث في "عاصفة الحزم"، مضيفاً أنها تعد أول مبادرة في قرار دخول الحرب بصفة عربية خالصة دون مشاركة غربية، وتحدث عن أهداف "العاصفة" والبدايات الأولى للتخطيط والفرق بينها وبين "عاصفة الصحراء".
وشدد المحاضر على أهمية دور القبائل في الحسم، مشيرًا إلى أنه لا توجد أي أطماع جغرافية ولا أجندة سعودية خفية في اليمن، وقدم الباحث السياسي خريطة طريق مقترحة لـ"عاصفة الحزم" بإنشاء قوة عربية مشتركة تحت قيادة قوات التحالف تكون مهامها: تجميع السلاح غير المرخص في اليمن، وإعادة تأهيل الجيش اليمني وفق ولاءات وطنية يمنية وحماية العملية السياسية من التدخلات الخارجية. وأكد الدخيل ضرورة نزع سلاح الحوثيين لأن السلاح حق حصري للدولة، ولنجاح الحوار يجب أن تكون الأطراف المتحاورة منزوعة السلاح حيث لا يمكن إجراء حوار سياسي بين أطراف بينما يقوم طرف بفرض إملاءاته بالقوة، كما أن من أهداف "العاصفة" منع استنساخ الميليشيا المسلحة التي تفرض إملاءاتها على الدولة مثل حزب الله، لافتاً إلى أن قرار مجلس الأمن الأخير جاء ليعطي شرعية لقيادة تحالف "عاصفة الحزم"، وقد تم عزل صالح دولياً وإن ثبتت جدية فك ارتباطه من الحوثيين يجب أن يُستفاد منها تكتيكياً إذ لا يملك صالح الرؤساء الذين كان يستنجد بهم في السابق مثل بشار وصدام والقذافي.
وتساءل الدخيل عن التخطيط لـ"عاصفة الحزم" متى وكيف بدأ، وعن العراق الذي كان يمثل توازن رعب لإيران وكيف بدأ النفوذ الإيراني ينتشر في المنطقة العربية بعد ضعف ثم انهيار الدولة العراقية بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م حيث كانت النتيجة سيطرة إيران على العراق ولبنان وسورية رغم أن الأخيرتين كانتا الأكثر عروبة بالنظر إلى حكم حزب البعث العربي القومي، وقال إنَّ السؤال الأهم خليجياً هو: لماذا سلّمت الولايات المتحدة الأمريكية العراق لإيران؟
وأوضح الدخيل في معرض ردّه على خطاب نصر الله أن "العاصفة" جاءت من أجل حماية عروبة اليمن من النفوذ الإيراني، لا من أجل محاربة اليمن كما ادعى حسن نصر الله في خطابه الذي أشار فيه إلى أن "العاصفة" عدوان على اليمن أصل العروبة. وأضاف تثبت "عاصفة الحزم" أهمية وجود القدرات العسكرية للدولة وتعزيز القوة بوجود الإرادة السياسية لتوظيف هذه القوة العسكرية لحماية أمنها الوطني والدولة التي لا تملك قوة عسكرية ضاربة هي دولة ناقصة.