قيادي شعبي: المقاومة تنمو وتتسع .. وتحرير عدن مسألة وقت
قال أبو محمد العدني القيادي في المقاومة الشعبية في عدن وناطقها الرسمي، "إن المقاومة تنمو وتتسع لتشمل كل سكان مدينة عدن تقريبا بمن فيهم النساء والأطفال.. مؤكدا أن تحرير عدن من ميليشيات الحوثي صار مرهونا بالوقت فحسب.
ولفت العدني في حواره مع "الاقتصادية" إلى أن ميليشيات الحوثي تقاتل بلا هدف ولا شرعية ولا غاية، فيما تتوافر لدى المقاومة غاية مؤطرة بالشرعية والهدف النبيل والإرادة والعزيمة التي تعتبر أقوى الأسلحة.
وأوضح أن الفارق بين المقاومة وبين الميليشيات الحوثية كبير من حيث التسليح والتجهيز؛ لكن المقاومة نجحت في هزيمتهم نفسيا ومعنويا وكسرت المقاومة شوكتهم وثقتهم بأنفسهم - وهو الأهم - داخل عدن التي بات تحريرها مسألة وقت.
"الاقتصادية" التقت أبو محمد العدني، ووضعت أمامه عددا من الأسئلة، أجاب عن بعضها واعتذر عن البعض بسبب ضيق الوقت، وانقطاع الكهرباء واستمرار المواجهات العنيفة في المدينة.
صف لنا حقيقة الوضع في عدن بشكل عام؟
- باختصار شديد، عدن تعيش أوضاعا إنسانية كارثية وبالغة الصعوبة على كل المستويات.. الخدمات منعدمة.. غلاء في الأسعار.. شبه انعدام في أغلب المواد الأساسية وعلى رأسها الدقيق والقمح الذي فاقم من أزمته أكثر قصف مستودعات المطاحن، حيث المخزون الرئيسي التمويني لهذه السلعة التي لا غنى عنها يوميا. إضافة إلى انتشار نزوح السكان داخل المدينة وخارجها وخوف السكان من القصف والقنص العشوائي.
ما الصعوبات التي تواجه المقاومة في عدن؟
- كما هو الحال مع أي مقاومة تتشكل تلقائيا وتخوض تجربة جديدة وصعبة؛ كذلك هي المقاومة في عدن، واجهت وما زالت تواجه صعوبات ومشكلات تختلف باختلاف طبيعة المتغيرات والتحديات التي يفرضها واقع وميدان المعركة التي لا يمكن لها أن تكتسب صفة الثبات أو تقف عند حد معين وهي تتوزع على مساحتين (صعوبات داخلية ذاتية) وتتمثل في مدى الجاهزية والخبرة القتالية والأسلحة كما "ونوعا" إضافة إلى الجوانب الفنية واللوجستية التي لم تصل بعد إلى حد الكفاية النسبية لمستوى التحدي الذي تواجهه المقاومة الشعبية للعاصمة عدن التي قدمت وتقدم كل يوم قوافل من أبنائها الشهداء الأبطال.. ومساحة أخرى (خارجية) تتعلق بمنطق القوة المسلحة البربرية التي لا يردعها وازع خلقي أو ضمير ولا زاجر دين أو قانون.
وفي ضوء تجربتنا المتواضعة السابقة في خوض غمار المعركة فإن هذه الصعوبات تجلت بشكل صارخ في مدى الجاهزية القتالية وكمية ونوعية الأسلحة المستخدمة في المواجهات بين خصمين لا يمكن أن يجمع بينهما أي وجه للمقارنة في حجم القوة والعدد والعتاد والآليات والخبرات القتالية النوعية لعصابات الحوثي وصالح الإجرامية، ولا يمكن قياس حجم الفارق بيننا وبين أولئك القتلة؛ لكن -ولله الحمد- تمكنا من هزيمتهم نفسيا ومعنويا وكسرت المقاومة شوكتهم وثقتهم بأنفسهم -وهو الأهم- داخل عدن التي باتت مسألة تحريرها مسألة وقت.
إنهم الآن يقاتلون بلا هدف ولا شرعية ولا غاية، ونحن على العكس منهم تتوافر لدينا الغاية المؤطرة بالشرعية والهدف النبيل والإرادة والعزيمة التي تعتبر أقوى الأسلحة، كما ثبت لدى جميع المطلعين تحقيقا لا تعليقا.
وعلى كل حال فإننا -بإذن الله تعالى- أولا وبمؤازرة جميع إخواننا في تحالف "عاصفة الحزم" وعلى رأسها السعودية، نبحث عن أنجع وأهم الحلول لمختلف الصعوبات التي واجهتنا وتواجهنا إلى هذه اللحظة التي نتحدث فيها التي تكمن في انعدام الخبرة لدى كثير من الشباب الذين تربى جلهم في أحياء وحارات مدينة السلام عدن ولم يعتادوا على حمل واستخدام أسلحة قبل قدوم هؤلاء القتلة، بحكم نمط الحياة المدنية التي تربوا عليها، التي اضطرهم تحالف الشر الحوثي العدواني إلى ما يكرهون من حمل السلاح دفاعا عن النفس.
#2#
هناك من يقول إن الحوثيين يسيطرون على معظم مناطق عدن؟
في رأيي إن هذا التقدير يعتمد على تفسير معنى ومدلول السيطرة المقصودة عمليا.. وعلى العموم ليس المهم هو ما يقال عن سيطرتهم وتمركزهم وحركاتهم المخاتلة هنا وهناك، بقدر أهمية الإجابة عن السؤال المتعلق بمؤشرات وفرص بقائهم في محيط لم يعد يقبل بهم ولا سيما أن المقاومة تنمو وتتسع لتشمل كل سكان مدينة عدن تقريبا بمن فيهم النساء والأطفال.
تقصد أن لا وجود لحاضنة شعبية لهم؟
نعم. يوجدون في بيئة ترفضهم وتقاومهم وتنكل بهم ولم تعد تقبل حتى بمجرد الوجود الرمزي لهم بعد كل ما ظهر وبدر عنهم من وحشية وهمجية، ولذلك فهم الآن يحاولون بعد كسرهم في عدن التعويض في بناء خطط سيطرة جديدة ترتكز على إخضاع تعز التي تمضي هي الأخرى على خطى عدن في المقاومة لهؤلاء المجرمين.
إلى أي مدى يمكن أن تستمر المعركة في عدن؟ وماذا تحتاج إليه المقاومة لحسمها في هذا الظرف؟
- الحسم يرتبط دائما بالتحرك المادي على الأرض بالتوازي مع الغطاء الجوي والدعم اللوجستي النوعي والمستمر.. وهذا كله يستدعي تأهيل المقاومة وانخراطها في صفوف الجيش والخبرات العسكرية المنضوية تحت مظلة الشرعية، وعندها فقط يمكن تعزيز وتأمين كل المواقع بعد طرد عصابات الحوثي وصالح منها، وهي مسألة لا تغيب عن قيادة عملية "عاصفة الحزم" التي تعرج على مثل هذه المسائل في ثنايا تقريرها اليومي بلسان العميد أحمد عسيري.
ولا شك أن الحروب والمعارك مستمرة باستمرار قدرة الطرف المعتدي على إطالة أمد المعركة لاستنزاف الخصم، وبالتالي فهي لا تقاس بمدى زمني بقدر ما تقاس بالنتائج التي تحسم الأمور وتنهي أسباب استمرار الحرب باقتلاع شأفتها وانتزاع صاعق التفجير المتمثل في صالح وابنه أحمد أولا، وعبد الملك وفريق عصابته المتبقين في مران صعدة ومختلف الجبهات والمحافظات الأخرى.
هل هناك تنسيق بينكم والرئيس هادي والحكومة الشرعية؟
الرئيس هادي لم يتمكن حتى من التقاط أنفاسه بعد أن أفلت من قبضة الحوثيين الذين حاصروه ورئيس الحكومة وبعض الوزراء داخل صنعاء بعد إسقاطها وإسقاط مرجعيات المرحلة الانتقالية ومخرجات الحوار.. وهو ما قوض الشرعية وخلق ذلك الوضع الشاذ والانسداد الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه.. وفي مثل هذا المناخ لم يكن للرئيس هادي إلا أن يقوم بدوره من موقع مسؤوليته في المطالبة باستعادة الشرعية وطلب الحماية من الأشقاء الذين تجمعنا بهم روابط متينة تنبني عليها كل أسس وعوامل وجودنا وأمننا ومصيرنا المشترك.
وفي هذا الإطار فإن عروة التواصل الوثقى مع الرئيس الشرعي ونائبه رئيس الحكومة تتمثل في عملية "عاصفة الحزم" ومدى قدرتها على إعادة الشرعية ولم الشمل الذي عمل انقلاب صالح والحوثي بكل طاقاتهم وإمكاناتهم المتكئة على أطماع إيران لتفكيكه وتشتيته.
هل هناك وحدات عسكرية موالية للشرعية في عدن تقف في صف المقاومة على الأرض؟
موضوع الألوية العسكرية موضوع معقد وشائك بسبب إفساد ولاءات قيادة الجيش.. والنقطة المهمة التي يجب التركيز عليها دائما لتفسير ملابسات الموقف العسكري هي أن مستوى القيادة أو الرأس في الجيش الذي يشكل نحو من 5-10 في المائة مقابل 90 -95 في المائة مستوى الجسد.. وهنا المشكلة تحديدا حيث إن معظم هذه القيادات كانت وما زالت تدين بالولاء للمخلوع وتتصرف تبعا لأوامره ورغباته.. ومع هذه الفجوة بين الرأس والجسد يتخبط الكيان العسكري يمنة ويسرة، لعدم وضوح الهيكل المفكك الحلقات والأوصال إضافة إلى عوامل أخرى.