اللساني واللاوعي
ينضوي هذا الكتاب تحت لواء ما يسمى «كتب المراجعات» في العقد الأول من القرن الـ 21، شأنه شأن كتاب “أريفيه” الآخر الذي نشرته دار الكتاب الحديد المتحدة بعنوان” البحث عن فرديناند دو سوسير”. ويتمثل جوهر الكتاب في مراجعة العلاقة التي تنشأ بين الكلام واللاوعي، وهي علاقة أساسية جدا في منظور المحلل النفسي الفرنسي جاك لإمام - وفي صحيح القول بديهية كل البداهة - حتى أنه من المفترض أن تصبح معروفة على أوسع نطاق ممكن.
وعندما يعلم المرء أن الأعمدة الأساسية التي قام عليها هذا الصرح اللغوي الفكري الضخم هي أعمال: فرويد، سوسير، لاكان، داموريت، بيشون، بينفينيست، ستاروبنسكي، هلمسليف، وغيرهم من علماء نفس ومحللين نفسيين ولغويين، ومن يرى مقدار ما تُرجم من أعمال هؤلاء الكتاب إلى العربية فإنه يدرك مدى أهمية الكتاب، ويحدوه أمل، أن يسهم في تحفيز الدراسات العربية لمراجعة المنجز العلمي العربي في القرن الـ 20، استعدادا لانطلاقة ربما يتخذ العلم بعدها وجها جديدا لا يرحم المتهاونين. وقد حاول المترجم أن يصوغ الكتاب بلغة علمية واضحة، ووثق ما ظن القاريء العربي يحتاج إليه بين يدي مثل هذه الكتب ليحقق الهدف المنشود من ترجمته ونشره.