«الداخلية»: الثورة المعلوماتية أفرزت مخاطر للتخريب ونشر الأفكار المتطرفة

«الداخلية»: الثورة المعلوماتية أفرزت مخاطر للتخريب ونشر الأفكار المتطرفة

أكد الأمير الدكتور بندر بن عبدالله بن مشاري مساعد وزير الداخلية لشؤون التقنية، أن الخدمات الإلكترونية للمؤسسات الحكومية أسهمت في استفادة نحو خمسة ملايين شخص من تلك الخدمات، مشيرا إلى أن السعودية قطعت شوطا كبيرا في التحول للخدمات الإلكترونية ورفع الإنتاجية والسرعة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الثورة المعلوماتية تزامنت مع خطرين رئيسين يتمثلان في خطر التخريب واختراق الأنظمة والشبكات وسرقة البيانات، وخطر توظيف خدمات الإنترنت في نشر الأفكار المتطرفة والمعتقدات الباطلة ومحاربة القيم الإسلامية، وهو ما جعلها هدفا لأصحاب الأهداف المشبوهة سواء كان في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وقال مستشار وزير الداخلية لشؤون التقنية خلال افتتاحه الندوة الوطنية لأنظمة القيادة والسيطرة والأمن السيبراني، نيابة عن الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد وزير الداخلية في جامعة الملك سعود البارحة الأولى: "إننا في هذه الأيام أكثر حاجة من أي وقت مضى إلى صناعة تقنية معرفية ومعلوماتية متقدمة، وأن نتحول من شراء البرامج والأجهزة إلى صناعة التقنية والمعرفة والإبداع".
و في تصريح صحافي بعد افتتاح الندوة ردا على سؤال "الاقتصادية" حول الأهداف المستقبلية من الشراكة في تنظيم الندوة بين وزارة الداخلية وجامعة الملك سعود قائلا: إنها تتمثل في تحقيق ما خطط له، أملا أن تسفر الندوة عن توصيات عملية تسهم في نقل التقنية وتوطينها، وموضحاً أن أبرز نقاط الشراكة التركيز على وجود صناعة تقنية وطنية محلية يقوم عليها الشباب السعودي، وترى فيها جميع الجهات المستفيدة الخيار الأمثل لها في السوق المحلية والعالمية.
وأضاف: "المسؤولية مضاعفة للتصدي للتحديات أمنيا وفكريا وتقنيا للحفاظ على مكتسبات الوطن ونعول على دور الجامعات السعودية في امتلاك وتقديم التقنيات الحساسة لتحقيق التنمية المستدامة للوطن من خلال التطوير والتعليم والأبحاث والدراسات ونتطلع لدور أكبر للمؤسسات الحكومية والخاصة وتقديم الحلول للمشكلات والتحديات التي تواجهها".
وأبان أن المتتبع لمجال الأمن المعلوماتي والتقنيات الحديثة في مجال القدرة العسكرية والأمنية وواقع الجرائم المعلوماتية والمخاطر الأمنية، ليكتشف مدى تأثيرها الكبير، واستنزافها المعنوي والمادي لمقدرات الوطن، ويؤمن بأهمية الاهتمام البالغ بالتقنية، لتعزيز أمنها واستثمارها في تجنب التهديدات الأمنية خصوصا الإلكترونية منها، ومواجهتها باستراتيجيات الدفاع التقني، للحد من التهديدات التقنية في المحيط المحلي والعالمي. من جهته أوضح الدكتور عبد الله الغامدي مساعد وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي والتبادل المعرفي ونقل التقنية أن الجرائم الإلكترونية احتلت المرتبة الثانية في منطقة الشرق الأوسط ضمن الجرائم الاقتصادية الأكثر شيوعا في المنطقة، مؤكدا أنها تزيد مرتين عن المعدل العالمي في دول الخليج، متوقعا أن تشهد الأعوام المقبلة مزيدا من الهجمات الإلكترونية، لافتا النظر إلى أن أنظمة القيادة والسيطرة تسهم في انخفاض معدلات الجريمة بنسبة 10 في المائة. وقال الغامدي "إن التحديات العسكرية والأمنية والمعلوماتية المتلاحقة التي تمر بها دول المنطقة في ازدياد كمي ونوعي, ما يحتم وجود قدرة وطنية مستدامة مبنية على شراكة بين القطاعات العملياتية التنفيذية والمراكز البحثية".
وأشار إلى أهمية وجود دور ريادي للجامعات في إيجاد حلول معرفية مستدامة لأنظمة القيادة والسيطرة والأمن السيبراني يتحقق من خلالها امتلاك التقنية ونقلها وتوطينها, عادا أنظمة القيادة والسيطرة سواءً للعمليات الميدانية أو الأمن السيبراني من الأنظمة المتعلقة مباشرة بالأمن الوطني, وفي الوقت ذاته من الأنظمة المعقدة التي تتكامل فيها أنظمة فرعية متعددة لتقدير الموقف وتحليله واتخاذ القرار المناسب في الوقت والمكان المناسبين ومن ثم التنفيذ، وبعد ذلك تحليل أثر كل تلك المراحل, وذلك يتمثل في التكامل الذي نراه بين مركز القيادة والسيطرة ومركز التميز لأمن المعلومات.
وبين الدكتور الغامدي أن الندوة تأتي لإتاحة الفرصة للمختصين والخبراء محليا وعالميا لتبادل الخبرات والرؤى حول بناء قدرة وطنية مستدامة من خلال نقل التقنية من مراكز الأبحاث وتوطين التقنيات العالمية المتقدمة في مجال القيادة والسيطرة والأمن السيبراني.
إثر ذلك ألقى الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود، كلمة أوضح فيها أن الحروب السيبرانية هي حرب ناعمة صامتة بلا طائرات ولا ذخيرة، يمكن أن يقوم بها فرد واحد داخل غرفته الخاصة للإضرار بمصالح المؤسسات، كما يمكن أن تشنها دول ضد أخرى أو جماعات إرهابية متطرفة، مضيفاً أن دول العالم المتقدم تهتم اهتماماً كبيراً بأنظمة القيادة والسيطرة والأمن السيبراني وتسخر لها الإمكانات والدعم، فكما أنها تهتم بسلامة أراضيها ومقدراتها عبر تعزيز قوتها العسكرية، فإنها تهتم بسلامة أنظمتها الإلكترونية عبر تعزيز الحماية والدعم التقني".
ومن المقرر أن يتم خلال الندوة تسليط الضوء على ثورة المعلومات التكنولوجية المستمرة التي تسهم في الارتقاء بأنظمة القيادة والسيطرة إلى مستويات غير مسبوقة لناحية الفعالية والسرعة والحصانة ضد محاولات التسلل والهجمات التخريبية، بمشاركة مجموعة من كبار المسؤولين في القطاعين المدني والعسكري، وحشد من رجال الأعمال وأصحاب القرار في الشركات والمؤسسات المحلية والدولية، وخبراء عالميين في هذا المجال.
يشار إلى أن الأمن السيبراني هو عبارة عن مجموع الوسائل التقنية والتنظيمية والإدارية التي تحمي أجهزة الحاسوب، والشبكات، والبرامج، والبيانات من اطلاع أي طرف عليها بشكل غير مقصود أو غير قانوني.

الأكثر قراءة