المحمدان.. العزم والحزم يجتمعان
دعك من كل أوصاف الثناء التي تصرف بلا طائل دون رقيب أو حسيب، أنظر إلى الأرض ودع الواقع يتحدث، في بلاد كالمملكة العربية السعودية ينام أبناؤها ليلا على وقع إنجازات الأمن بتعقب المفسدين في الأرض، ويصحو طلابها وموظفوها فجرا ليشهدوا حركة انتقال سلسة لمؤسسة الحكم من جيل أبناء المؤسس إلى جيل الأحفاد، فيحمد كثيرون منهم فضل المنعم المنان على نعمة الأمن والأمان.
غفت المملكة ليلا، وفي غمرة الغفوة لملايين الناس ثمة من يعمل ساهرا، يحمي ثغرا، أو يرسم سياسة لتكون السعودية دوما في المقدمة، وفي فجر الأربعاء كان جناحا العهد الجديد يرفران في سدة القيادة تحت امرة القائد سلمان بن عبدالعزيز لترسيخ دعائم عهد جديد أصبحت فيه الرياض قبلة الفعل السياسي والاستراتيجي للأمة العربية، كما أن مكة المكرمة هي قبلة أهل القبلة، وانتقلت المملكة في غضون أسابيع قليلة من خانة المتابعة وردود الأفعال إلى خانة الفعل والمبادرة.
رفرف المحمدان، كجناحي طائرٍ هدفه واحد، حيث المملكة يجب أن تقود، بأهلها ونخبها وقيادتها، لتكون للعالم نبراسا ونموذجا حيا على القدرة على أن تكون بلاد المسلمين واحة اطمئنان لأهلها مصدر سلامٍ للجميع.
يتشابه المحمدان، ليس فقط في الاسم وإنما في كثير من الأفعال، كلاهما قاد وزارته للفعل وأثبت نجاحا على الأرض، فولي العهد الأمير محمد بن نايف كان منذ بداية دخوله للعمل الحكومي في مطلع الألفية الجديدة مساعدا لوزير الداخلية مثالا للمثابرة والجد والاجتهاد ليكلل ذلك بالنجاح في إدارة ملف مكافحة الإرهاب بعد أن كلل الله جهوده بالتوفيق، وفي ذات الوقت كان يتعامل مع تلك النجاحات بتواضع الكبار لا نزق الصغار، يؤكد ذلك تعامله مع أسر السجناء وعدد من السجناء أنفسهم الذين قضوا مدة محكوميتهم كما يروي أحدهم على التواصل الهاتفي للأمير محمد وتنسيقه مع ذويهم لنقل ابنهم إلى أقرب المراكز الإصلاحية لهم.قوة مع حلم، وحزم مع رأفة، توضع كل منها في مكانها المناسب فيأتي السياسي الناجح المكلل بدعوات الناس ورغبتهم في إنجاحه، هكذا كان ابن نايف كما كان قبله نايف، المدرسة التي يتخرج منها السياسيون الناجحون والرجل الذي أفنى عمره خادما لبلاد التوحيد صمام أمانِ لثغورها، فسار محمد على ذات الخطى تحوطه عناية الله لتنقذه من عملية إرهابية في رمضان عام 1430 (2009) وتحوطه الرعاية الملكية والثقة في قدرته على النجاح. وإن كان الأمير محمد بن نايف قاد الداخل أمنيا بنجاح في الأعوام الماضية، فإن الأمير محمد بن سلمان قد قاد في خلال أشهر عدة من تسلمه لمهامه وزيرا للدفاع الأمن السعودي الخارجي، ليحول مناطق التوتر القريبة من المملكة إلى أماكن يتوتر منها من أشعلها بداية لتكون عليه عبئا بدلا من أن تكابد السعودية وشعبها هذا القلق، فكانت الرياض وحلفاؤها في "عاصفة الحزم" في وضع قلب الطاولة على القوى الإقليمية التي تريد شرا ببلاد الحرمين.
وكالصبح الجديد يستشرف السعوديون خيرا بالمحمدين تحت قيادة الملك الحازم سلمان لتكون الرياض وأخواتها من المدن السعودية واحات عدل وأمان بإذن الخالق الرحمن.