الموقف الخليجي يدعو إلى اتفاق نهائي شامل يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني
أوضح وزير الخارجية القطري الدكتور خالد بن محمد العطية, أن اللقاء التشاوري الـ 15 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حظي بمشاورات لبحث ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أزمات في عديد من أجزائها، إضافة إلى بحث قضايا الأمن والسلم الدوليين، وموضوعات الاجتماع المزمع عقده بين قادة دول المجلس والرئيس الأمريكي أوباما في كامب ديفيد 13 مايو الحالي.
وقال في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الصحافي المشترك، الذي عقده مع الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قصر الدرعية عقب اللقاء التشاوري الـ 15 لقادة دول مجلس التعاون، إنه تم استعراض مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية وتطوراتها في ضوء نتائج "عاصفة الحزم"، والتأكيد على تعزيز الشرعية، واستئناف العملية السياسية وفق مخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومواصلة الجهود لدعم التنمية في اليمن، كما تم التأكيد من خلال القمة على حق السيادة للإمارات على جزرها الثلاث، ودعوة إيران إلى الاستجابة إلى المساعي الإماراتية لحل هذه القضية عن طريق المفاوضات أو القضاء الدولي، وبطبيعة الحال استأثر التعثر المستمر الذي تشهده عملية السلام لبحث موسع لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بعد أن تبين قصور الحلول الجذرية في تحقيق أهدافها، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وفق حل الدولتين على حدود عام 1967.
وأضاف الوزير العطية: كما تم بحث الملف النووي الإيراني، وقد أكد القادة الموقف الخليجي الداعي إلى أهمية التوصل إلى اتفاق نهائي شامل يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني، مع ضمان حق دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها، وأهمية عدم استثناء أي دولة في المنطقة وفق هذه الإجراءات والمعايير, وعبر قادة المجلس إلى تأسيس علاقة طبيعية مع إيران قوامها احترام أسس ومبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول.
وتابع وزير الخارجية القطري يقول: استعرض القادة تطورات الأزمة السورية التي تزداد تفاقماً في ظل قيام النظام بقتل المدنيين بالأسلحة المحرمة دولياً كالغازات السامة، ودعا القادة المجتمع الدولي إلى اتخاذ كل الإجراءات القانونية التي يكفلها القانون الدولي لإنهاء هذه الأزمة، مع التأكيد على الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري المشروعة، والترحيب بمؤتمر في الرياض للمعارضة السورية لوضع خطة إدارة المرحلة الانتقالية لما بعد نظام بشار الأسد, كما تم بحث الأوضاع على الساحة العراقية ومستجداتها في ظل ما تشهده من تردٍّ في أوضاعها الأمنية وتهديد سلامتها ووحدتها، ودعم جهود انتشال العراق من أزمته، وتحقيق أمنه واستقراره ونمائه في ظل استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه بمنأى عن أي تدخل خارجي، ودعم المصالحة الوطنية، كما تناول الاجتماع التأكيد على مكافحة الإرهاب من كل جوانبه، وتكريس التعاون الدولي في هذا الشأن حتى يتم اقتلاع هذه الآفة الخطيرة من جذورها.
عقب ذلك، أجاب العطية والزياني عن أسئلة الصحافيين, حيث قال الدكتور خالد بن محمد العطية في رد على سؤال حول الحوار الوطني بين الأطراف اليمنية الذي دعا إليه الرئيس اليمني في الرياض في السابع عشر من مايو: نأمل أن يقبل الجميع هذه الدعوة، وينضموا إلى زملائهم اليمنيين الآخرين الموجودين في الرياض، لبدء هذه العملية السياسية المبنية على الحوار الوطني ونتائجه وقرار مجلس الأمن ذي الصلة.
وأضاف في رد على سؤال عن مرحلة إعادة الأمل التي تنفذها دول التحالف: أما بالنسبة لعملية إعادة الأمل فإنه اليوم قد أعلنت المملكة تأسيس مركز للأعمال الإنسانية والإغاثية وإقامته في الرياض، ودعت كل الأطراف إلى الانضمام إلى هذا الجهد المشترك للمساعدات الإنسانية في اليمن, وبالنسبة لدخول المناطق فإن قوات التحالف تقوم الآن بوضع خريطة طريق لإيصال المساعدات إلى كل الجهات والمناطق في اليمن.
وفي سؤال حول دعم فرنسا لقوات التحالف ولليمن تحديداً، وهل ترون هناك تأييدا كاملا من فرنسا لقيادات مجلس التعاون الخليجي قال: فرنسا دولة حليفة وصديقة لدول مجلس التعاون الخليجي، ووجود الرئيس الفرنسي أمس في افتتاح الجلسة التشاورية دليل على وقوف فرنسا إلى جانب أصدقائها في دول المجلس؛ للتأكيد على شرعية الإجراءات التي تمت في اليمن، وأيضا لإظهار دعمها الكامل والمطلق للخطوات التي يتخذها التحالف العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية الشقيقة.