الرياض .. من قلب سلمان إلى قلب العالم

الرياض .. من قلب سلمان
إلى قلب العالم
الرياض .. من قلب سلمان
إلى قلب العالم
الرياض .. من قلب سلمان
إلى قلب العالم

تحتفل الرياض بأميرها وملكها المحبوب سلمان بعد عقود من اهتمامه واحتفاله بها. تحتفل وهي اليوم تضاهي أكبر العواصم العالمية تقدما ونشاطا وحيوية. إذ كان في ريعان شبابه حين عُين أميرا على الرياض الصبية. هو العاشق لها ولتاريخ الآباء والأجداد وهي تتمثل كل ذلك بهضابها وأوديتها التي تحفظ له في ذاكرتها مثلما يحفظ لها الكثير. فكان الاختيار موفقا والحب متبادلا بين الأمير ومدينته التي لم تقف منذ ذلك اليوم عن النمو والتطور.

###عاصمة البناء

16 مارس 1954 عندما عين أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة عن أخيه الأمير نايف بن عبدالعزيز، وبتاريخ 18 أبريل 1955 عين أميراً لمنطقة الرياض، حيث أدرك الأمير منذ البدء أن هذه العاصمة الفتية تستحق الكثير وأن أمامها الكثير أيضا على مستوى الوطن الذي ينظر لها بعيني الحب والولاء. وعلى مستوى العالم الذي ستكون هذه المدينة محط أنظاره وزياراته، فشأن الدولة السعودية وثقلها السياسي والاقتصادي بات حديث الجميع ومحط اهتمامهم. فكان لا بد لهذه الدولة من عاصمة توازي ذلك الثقل الدولي من جهة وتحتضن هذا الحب والولاء الوطني من جهة أخرى. 
#2#
دقت ساعة العمل، وبدأت الرياض والمخلصون من أبنائها بضبط ساعاتهم على مواعيد الأمير الدقيق جدا في حضوره وانصرافه. والدقيق جدا في متابعة تنفيذ الأعمال، يساعده في ذلك سرعة بديهة وذاكرة حاضرة ومعرفة واسعة بالأشخاص الذين يعملون معه. معرفة مباشرة بهم وبآبائهم، تحمله على الاهتمام بهم شخصيا والسؤال عنهم عند أي غياب. إضافة إلى مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم كفرد من أفراد المدينة التي ولد فيها بتاريخ 31 ديسمبر 1935. إذ نشأ مع إخوانه في القصر الملكي في الرياض حيث كان يرافق والده في مجالسه المحلية وفي لقاءاته الرسمية مع ملوك وحكام العالم. كما تلقى تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالرياض حيث درس فيها العلوم الدينية والعلوم الحديثة وختم القرآن الكريم كاملاً وهو في سن العاشرة على يد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالله خياط ــ رحمه الله.

###رياض الإنسان

أما ركائز بناء العاصمة الرياض فقد أخذت من شخصية أميرها الكثير، ليكون الإنسان محور العمل والتنمية. وللعمل الخيري بجميع جوانبه الإنسانية كامل الأولوية، حيث عرف عن الملك سلمان متابعته وإشرافه على ما يفوق 22 جمعية خيرية تتفاوت خدماتها بين العناية بالفقراء والمعوزين والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة. إضافة إلى العناية بريادة الأعمال وروادها من الشباب الطموحين، إذ يحسب للملك سلمان أنه من الأوائل الذين أخذوا بيد العمل الخيري والتطوعي وبتطويره إداريا واقتصاديا، فكثرت الأعمال وتنوعت لتصبح ذات مردود يضمن استمرارية العمل الخيري وتدويره بما يعود بالنفع على المحتاجين وغيرهم من العاملين على هذه الأعمال الخيرية التطوعية.

كما كان للبيئة والتراث والعناية بهما بالغ الاهتمام الذي تجسد بداية في تطوير وسط البلد أو ما يعرف بمنطقة "الديرة" وما حولها من مناطق ترفيهية وحيوية دون أن تفقد بريقها السعودي وملامحها التاريخية. يذكر أن هذه المنطقة تحديدا كانت بمثابة القلب النابض لهذا العمل الجماعي الذي كان يقوده الأمير سلمان منذ اللحظة الأولى. العناية بالتراث والعمران يؤكد، بحسب باحثين، إدراك الملك ضرورة الحفاظ على هذا التوازن بين العمران المتقدم الذي يعكس شخصية المدينة العصرية والحفاظ على التراث الأصيل الذي يعطي المدينة رونقها الخاص المتفرد. إذ إنه بهذا الرونق التراثي الأصيل فقط يمكن التميز بحيث لا يمكن أن تجد ما يضاهيه في أماكن أخرى حول العالم.

###تتويج المسيرة

اهتمام الملك سلمان بالبيئة والتراث والإنسان تُوج وتجلى بعنايته الخاصة بمشروع وادي حنيفة الذي كان بحسب كثير من المختصين أنه على وشك الاندثار بسبب كثير من التغيرات الديموغرافية التي أضرت به وبالمنطقة المحيطة به، إلا أن الملك سلمان أولاه عنايته الخاصة. فعاد اليوم ليكون بمثابة أكبر متنزه في المنطقة ينبض بالحياة وبمحاذاته حي طريف التاريخي الذي شهد الملك افتتاحه قبل أسابيع قليلة بعد أعمال تطوير دؤوبة انطلقت بتوجيهاته ومتابعته.
#3#
الجدير ذكره أن "مشروع التأهيل البيئي الشامل لوادي حنيفة" عني، بحسب المختصين، بإزالة جميع المظاهر السلبية القائمة في الوادي، وإعادة الوادي إلى وضعه الطبيعي من خلال العمل على محورين أساسيين: يهدف الأول إلى إعادة وادي حنيفة إلى وضعه الطبيعي كمصرف لمياه الأمطار والسيول وللمياه دائمة الجريان الواردة إلى الوادي من عدة مصادر من المدينة، وجعل بيئته الطبيعية خالية من الملوثات والمعوقات التي تحول دون إطلاق آليات التعويض الطبيعية في الوادي، وازدهار بيئته النباتية والحيوانية، وإعادة تنسيق المرافق والخدمات القائمة بحيث تتناسب مع بيئته. فيما يعمل المحور الثاني على توظيف الوادي بعد تأهيله ليكون إحدى المناطق المفتوحة المتاحة لسكان المدينة، الملائمة للتنزه الخلوي من خلال إضافة الطرق الملائمة والممرات وبعض التجهيزات الضرورية.

ليأتي هذا المشروع المميز على جميع المستويات، بيئيا وعمرانيا وتراثيا، تتويجا لمسيرة طويلة من الحب المتبادل، بين الملك ومدينته الغالية. كما يشهد على ذلك اختياره لهذه المنطقة تحديدا لإقامة قصره الأثير على قلبه، قصر العوجا، الذي شاعت صوره أخيرا بعد أن توافد عليه في وقت قصير كثير من الزعماء والقادة. ليؤكد الملك للجميع، محليا وعالميا، حبه للرياض وارتباطه بماضيها وحاضرها فضلا عن عنايته بمستقبلها.

الأكثر قراءة