مثقفون : الملك سلمان لم يكن يهتم بالتطوير العمراني فحسب بل اهتم بتطوير الإنسان

مثقفون : الملك سلمان لم يكن يهتم بالتطوير العمراني فحسب بل اهتم بتطوير الإنسان
مثقفون : الملك سلمان لم يكن يهتم بالتطوير العمراني فحسب بل اهتم بتطوير الإنسان
مثقفون : الملك سلمان لم يكن يهتم بالتطوير العمراني فحسب بل اهتم بتطوير الإنسان

وصف أدباء ومثقفون علاقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بالعاصمة الرياض بقصة حب بلغت فصولها أكثر من نصف قرن، حيث شهدت توأمة تاريخية منذ تعيينه أميراً عليها وهو لم يتجاوز عقده الثاني بعد ، مبينين أن خادم الحرمين الشريفين يعد المهندس الأول للعاصمة إبان إشرافه على تطورها التاريخي منذ أن كانت مجموعة من الأحياء القديمة وحتى أضحت إحدى أكبر العواصم العربية، مؤكدين أن تلك العلاقة رواية تستحق أن تروى للأجيال القادمة للتعريف برجال ساهموا في بناء الوطن ونهضته العمرانية.

ويعود تاريخ علاقة خادم الحرمين الشريفين بمدينة الرياض حين عين أميراً عليها بالنيابة وهو في التاسعة عشرة من العمر في 16 مارس 1954م وبعد عام واحد عُيّن حفظه الله حاكماً لمنطقة الرياض وأميراً عليها برتبة وزير وذلك بتاريخ 18 أبريل 1955م ، واستمر أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود أشرف خلالها على عملية تحول المنطقة من بلدة متوسطة الحجم يسكنها نحو 200 ألف نسمة إلى إحدى أسرع العواصم نمواً في العالم العربي اليوم، حيث تحتضن أكثر من ستة ملايين نسمة.
#2#
واستعاد الدكتور عبدالله العسكر عضو مجلس الشورى تاريخ علاقة الملك سلمان في الرياض قائلاً إنه من النادر أن تجد حاكما إداريا لمنطقة طوال أكثر من خمسين عاماً وهو في حركة دؤوبة يتابع ويراقب تطورها العمراني، مضيفاً أن الملك سلمان هو المهندس الحقيقي لمدينة الرياض حيث عرفه عنه عدم اكتفائه بمتابعة العمل مكتبياً، بل كان يتابع المشاريع ميدانياً أولا بأول وذلك عبر الزيارات الميدانية المتكررة على طائرات الهليكوبتر مع المهندسين ليرى ويتابع ويناقش توسع المدينة.

وأضاف العسكر " الملك سلمان أتعب من بعده، حيث سن نظاماً وضع حكام وأمراء المناطق على الخط الأول في تحمل المسؤولية مع الوزارات والمؤسسات الحكومية، بمشاركة جميع الوزارات الخدمية في التخطيط ووضع آلية التنفيذ، وهو ما يسهم في تحمل مختلف الجهات مسؤولياتها في سرعة سير وإنجاز العمل ويسهل عملية المراقبة والمحاسبة".
#3#
من جهته أكد الدكتور سعد البازعي عضو مجلس الشورى ورئيس سابق لأدبي الرياض أن الملك سلمان عرف إبان إمارته للمنطقة باهتمامه بالتاريخ والثقافة في منطقة الرياض، حيث كانت مجالس الإدارات المتعاقبة على النادي الأدبي في الرياض تزوره باستمرار وتلقى منه دعما معنويا وتشجيعا والجميع يعرف حجم اهتمامه ورعايته لدارة الملك عبد العزيز.

وأشار البازعي إلى أن الملك سلمان أحد البناة الأساسيين لهذا الوطن وبشكل خاص منطقة الرياض، وطوال إمارته لمدة نصف قرن، كانت علاقته بجوانب التنمية المختلفة وثيقة، وكان متابعا للحركة الثقافية وظهور المنشآت الثقافية والأدبية، وثيق الصلة بالمشهد وأشخاصه، ويستحيل كتابة التاريخ الثقافي السعودي، دون أخذ دوره الأساسي بعين الاعتبار.

وحول الدور التاريخي لخادم الحرمين الشريفين عاد الدكتور عبدالله العسكر ليؤكد أن علاقة الملك سلمان والرياض قصة حب وتوأمة تاريخية لأكثر من نصف قرن فقد عرفها وهي مدينة بسيطة وتركها وهي من أكبر العواصم العربية، مترامية الأطراف تعد من أكبر المدن العربية، يشكل عدد سكانها سكان دولة.

وأوضح العسكر أن مدينة الرياض شهدت في فترة إمارته ثلاث حقب زمنية أولها الانطلاقة في التوسع للأحياء القديمة وإنشاء الشوارع الفسيحة والثانية الانطلاقة الواسعة الكبرى نحو الشمال والشرق والجنوب وقليل من الغرب بحكم وجود العديد من الأودية فقد كان التوسع فيها قليلا، وثالث تلك المراحل أن أصبحت من أكبر المدن مترامية الأطراف تضم شوارع فسيحة وطرق سريعة.

وأضاف" لقد شهدت الرياض إبان إمارته إنشاء مشاريع حيوية وتنموية كبيرة مثل الحي الدبلوماسي والمتاحف وتطوير مركز المربع و إنشاء الطرق والمواصلات السريعة ومشاريع المستشفيات والأندية والجامعات".

وأكد العسكر أن الملك سلمان لم يكن يهتم بالتطور العمراني فحسب، بل أهتم بتطور الإنسان ثقافيا وعلميا عبر دعم وتشجيع المؤسسات المجتمعية ومؤسسات المجتمع المدني فكان يرأس أكثر من سبعة وعشرين جهة ذات علاقة بالنواحي الاجتماعية والسياسية والحقوقية والأمنية، وأسهم ذلك في متابعة واهتمام الجهات التي تعود إليها من قبل مختلف المؤسسات الحكومية ومن قبل إمارة المنطقة.

وذكر العسكر أن اقتراح إنشاء مجمع الحي الدبلوماسي كان أحد أفكاره حيث منحت كل سفارة دولة لم يرد أن يكون الحي مغلقا بل بطابع سعودي وضم جهات حكومية وسكان سعوديون وأجانب، والحي ليس أجنبيا ولا سعوديا 100 في المائة، مستذكراً حديث أحد الدبلوماسيين الأجانب حيث يقول نحن نطمئن للسكن في الحي الدبلوماسي بالنظر إلى وجود مواطنين ولسنا في عزلة عن المجتمع السعودي، كما أنه راعى خصوصية الجهات الأجنبية".

وأضاف الدكتور العسكر " الملك سلمان التوأم الروحي للعاصمة وكبر معها وأعطى حياته وفكره وثقافته وعمره الكثير، ولا ننسى اهتمامه التاريخي بأحيائها القديمة مثل الديرة وسوق الزل والمعيقلية وغيرها حيث أعيد بناؤها بطريقة تحافظ على عبقها التاريخي، ومن يزورها وإن كان لا يعرف الرياض قديما إلا أنه يشم رائحة عبق المكان القديم، وأنا لا أعرف مسؤولاً رفيع المرتبة والمقام التصق بالمدينة التي يديرها مثل التصاق الملك سلمان بن عبدالعزيز بمدينة الرياض".

الأكثر قراءة