متخصصون في شؤون الإرهاب: كلمة الملك أكدت على محاربة الإرهاب بكافة صوره

متخصصون في شؤون الإرهاب: كلمة الملك أكدت على محاربة الإرهاب بكافة صوره

قال متخصصون في شؤون الجماعات الإرهابية إن كلمة خادم الحرمين الشريفين التي جاءت عقب الحادثة الإرهابية التي استهدفت المصلين في صلاة الجمعة، في بلدة القديح في محافظة القطيف، أكدت على محاربة الإرهاب والفكر الضال بكافة صوره، مؤكدين أن الجريمة البشعة تهدف لترهيب أبناء الوطن الواحد، ومحاولة يائسة لدك حصن الوطنية وتدمير ما يجمع المواطنين من ألفة.
وأشاروا إلى أن الكلمة التي بعثها الملك لولي العهد تأتي لتأكيد استمرار الجهود السعودية في محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين، والقضاء على الفئة الضالة التي تهدف إلى قلقلة اللحمة الوطنية، مشيرين إلى أن المملكة تواجه مخططات خارجية تقف وراءها جهات تهدف إلى تمزيق وحدة أبناء الشعب السعودي لتنفيذ أهداف ومصالح تهدف لإيجاد جو مضطرب وغير مستقر في البلاد وهو ماكشفته القوات الأمنية السعودية من خلال الضربات الاستباقية.
من جهته أكد الدكتور عبد الله بن نصيف عضو مجلس الشورى، أن كلمة الملك تضمنت رسائل متعددة، أهمها نبذ الفرقة والشقاق، وأن كل من يتعاطف مع الإرهابيين يعتبر مشاركا لهم.
وأشار ابن نصيف إلى أن كلمة خادم الحرمين الشريفين استمدها من الشريعة الإسلامية وسنة نبينا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - التي جاءت لتحرم وتجرم كل مجترئ على حرمات الناس ودمائهم وأموالهم وأعراضهم، مشدداً على أن الإسلام رفضًا كليًّا الإرهاب بجميع أشكاله وألوانه وصوره، لأنه قائم على الإثم والعدوان وترويع الآمنين، وتدمير مصالحهم ومنافعهم، ومقومات حياتهم.
وأوضح الدكتور سعيد الزهراني الخبير في شؤون الإرهاب أن البرقية التي وجهها خادم الحرمين الشريفين لولي العهد تؤكد اهتمام الملك سلمان بن عبد العزيز على محاربة الإرهاب، حيث أكد خادم الحرمين الشريفين أن المملكة ماضية في حصار الإرهاب ومحاربة التطرف والغلو حتى القضاء عليه، وعلى الفئة الضالة التي اتخذت من الدين الإسلامي جسرا تعبر به نحو أهدافها الشخصية وتصم بفكرها الضال سماحة الإسلام ومنهجه القويم، وأكد خادم الحرمين الشريفين في أكثر من مناسبة على العزم على استمرار الجهود الأمنية في محاصرتهم والقضاء على بؤرهم.
وأشار الزهراني إلى أن الإرهاب كبد المملكة خسائر من أرواح أبنائها وشبابها ولكنها لم تقف مكتوفة الأيدي بل واجهته بحزم وقوة وصبر وإصرار فهزمته وانتصرت عليه وأصبحت نموذجا يدرس وتجربة تحتذي بها الدول في مكافحة الإرهاب، حيث اتخذت المملكة في حربها الطويلة مع الإرهاب جهودا وخططا متوازية لم تقتصر على الجانب الأمني فقط، بل ترافقت معها مشاريع فكرية واجتماعية وتوعوية ولجان مناصحة واحتواء ورعاية للمغرر بهم من ضحايا جماعات التطرف، كما سنت المملكة عددا من التشريعات القانونية، والقضائية التي تسهم في حماية المجتمع من آثار هذه الظاهرة وتقضي عليها، إضافة إلى عمل ندوات ومؤتمرات وورش عمل.
من جانبه أكد الدكتور علي البردي باحث في قضايا الإرهاب أن الملك سلمان بن عبد العزيز أكد في برقيته لولي عهده موقف المملكة الحازم والصارم ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره على الصعيدين المحلي والدولي حيث تصدت المملكة لأعمال العنف والإرهاب على المستويين المحلي والدولي فحاربته محلياً وشجبته وأدانته عالمياً ولفت البردي إلى أن التهديدات المرتبطة بالإرهاب والتطرف تشكل وباء خطيراً يحتاج إلى تفعيل التعاون البناء لمواجهته والقضاء على تنظيماته التي تطال الجميع بتهديداتها.
وأكد البردي أن ما يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى من أعمال إرهابية مخزية ضد المدنيين والأبرياء ما هو إلا دليل على ما يمكن أن يصل إليه الإرهاب من عنف ووحشية وما حادثة القديح إلا أحد الأدلة على ذلك، وقال إن ما يردده بعض هذه التنظيمات من ادعاءات تنسب للدين هي بعيدة كل البعد عن حقيقة الإسلام وتسامحه فالإسلام براء مما تقوم به هذه المجموعات من عنف وإرهاب وانتهاكات ضد الأبرياء وأعمال غير إنسانية خارجة عن روح الإسلام الحقيقية وتعاليمه السمحة.
وفي السياق ذاته قال عبدالعزيز بن حنش متخصص في أعمال المناصحة إن إصرار خادم الحرمين الشريفين وتكتاف أبناء الوطن سيقضي بمشيئة الله على هؤلاء المتطرفين الذين أزعجهم استقرار البلاد فقاموا بتلك الأعمال الإجرامية التي تستهدف الأبرياء من أبناء الوطن ووصل بهم الإجرام إلى استهداف دور العبادة مشيرا إلى أن المملكة بقيادتها الرشيدة قادرة على اجتثاثهم والقبض على من يقف خلفهم.
وأوضح ابن حنش أن رجال الأمن سطروا إنجازات أمنية في التصدي لأعمال العنف والإرهاب ونجحوا بكل شجاعة وإتقان وإبداع بعد أن تشربوا عدالة القضية وشرف المعركة في حسم المواجهات الأمنية مع فئة البغي والضلال فجاء أداؤهم مذهلاً من خلال القضاء على أرباب الفكر الضال بل سجل رجال الأمن إنجازات غير مسبوقة تمثلت في الضربات الاستباقية وإفشال العمليات الإرهابية قبل وقوعها بفضل من الله ثم بفضل الاستراتيجية الأمنية التي وضعتها القيادات الأمنية وحازت تقدير العالم بأسره.

الأكثر قراءة