مسؤولون خليجيون: نهج السعودية واضح .. إسلام معتدل لا يفرق بين سني وشيعي
قال سياسيون ومختصون: إن السعودية تعلم وهي في حركتها الدائبة المليئة بورش العمل والهيكلة، أن أمامها تحديات جسيمة سواء في الداخل أو الخارج. يأتي في مقدمتها وجود التطرف كفكر والإرهاب كسلوك، فضلا عن التمدد الإيراني في المنطقة وما يقوم به من أفعال تمس استقرار الدول العربية.
منوهين أن النقطة المفصلية هي استهداف السعوديين واختراق كل شرائحهم خاصة صغار السن منهم، ودفعهم للانخراط في أجندة معادية لسهولة التغرير بهم، ودفعهم للقيام بأعمال إجرامية وإرهابية كالقتل والتفخيخ.
وأكد عادل المعاودة نائب البرلمان البحريني أن المنهج الإسلامي في السعودية واضح وناصع ومعتدل، وفيما يخص تساوي الحقوق بين السنة والشيعه أمام الدولة، هناك من يحاول أن يرغم الشيعة على أنهم جزء منفصل، ويحاول أن يغرس هذا الأمر، بينما السعودية تتعامل مع مختلف الأفكار، ولا شك أن المنهج العام الصحيح المعتدل البعيد عن الخزعبلات ديدن السعودية، ولا تتدخل في الشأن الخاص لتفرعات، ولم ترغم أحدا لا بالقوة ولا بالمنهجية كما تفعل بعض الدول المتعصبة مذهبيا وتقتل المخالفين.
وقال: "فيما يخص العلاقة بين التوجه الداعشي والتوجه الصفوي الإيراني أنهما ينتميان بأمر ويختلفان بأمر، حيث يختلفان في أنهما ينتميان بزعمهما بمذاهب مختلفة، ويتفقان بأنهما يكفرون الأمة وهذا اعتقادهما، الا أن "داعشا" تعلن المخالفة للغير، بينما إيران تتظاهر بالموافقة والألفة، ونستطيع أن نقول بالأدلة والبراهين إنها أخطر وأشد من إرهابية "داعش"، وكلاهما مدمر ومعاد للإنسانية والعقلانية والإسلام الصحيح، والإسلام بريء منهما.
ولفت إلى أن ما تردد حول الربط بين تطابق المادة المستخدمة في تفجير مسجد القديح، والمادة التي رصدتها السعودية عبر منفذ جسر الملك فهد من البحرين قائلا: "إن إيران لا تتوانى أبدا في استخدام أي سلاح، حتى باستخدام رجالها وأشخاصها، ونكاد نجزم أن عوام الشباب المضلل "لداعش" على عداء مع إيران ومنهجها، لكن كل الأدلة تثبت أن إيران لها أيد في قضية التوجه لهذا التنظيم الخبيث بطريقة أو بأخرى، إما بزرع عناصر وهي من أسهل الأمور اختراقا لهذه الجماعات، أو شراء ذممهم ، منوها الى أن بعض منتسبي "داعش" كانوا من أحسن الناس أخلاقا وسلوكا إلا أنهم سلكوا طريقا لا يمكنهم الرجوع منها، ويستفيدون منها ماديا"
وأضاف المعاودة: "أعتقد أن المواد التي ضبطت على منفذ الحدود البحريني السعودي في جسر الملك فهد أخيرا، تعطي مؤشرا أن هناك غيرها لم تضبط".
وعن العناصر الصغيرة التي ضبطت في الحادثة قال:" هذا العمل لا يقوم به عاقل، لابد من تجنيد سفهاء الأحلام، وهؤلاء بضاعة الخوارج وهذا ما ذكره علماؤنا منذ عقود.
وأكد أنه رغم خلافنا مع إيران والشيعة إلا أننا لم نقتل بريئا أبدا، ولا نرضى بذلك، ونستنكر الفعل الشنيع ونجرمه ومن يستغرب ذلك نقول له "هذه ليست تزكية لمنهج لكنها حقوق، والدور الآن على هؤلاء الذين فجروا ألا يقبلوا أن يكونوا هم أدوات، ووقف المسيرات السيئة التي تنسب لهذه المناطق، ونقول لهم متى سيعقلون ويعودون إلى أوطانهم وشعوبهم؟ ونحن نرى منذ سنين في دول الخليج أنه لم يتم إكراه أحد على منهج".
من جهة أخرى قال الدكتور فيصل عبدالقادر محمد مستشار شؤون المنظمات الدولية في الديوان الملكي البحريني:" من وجهة نظري أعتقد أن عملية تصنيف الشيعي والسني في صراعات المنطقه ليس هدفا طائفيا لإيران، ولا يعتبر استراتيجية للنظام الصفوي، وإنما تستخدم للوصول لمآربها، والهدف الأساس أطماع توسع الدولة الفارسية، بدليل الأطماع في البحرين، وذكر أن الأطماع مبنية على توسع الإمبرطورية الفارسية، وهذا تاريخيا المنهج الصفوي.
وأضاف أن الصراعات والأحداث الغريبة التي نشاهدها وتنظيم داعش وأحداث اليمن والقطيف، هذه الأعمال الإرهابية لا علاقة لها بالإسلام، وايران نفسها على رغم من اداعائها محاربتها لتنظيم داعش إلا أنها تمهد الطريق له، وهيأت الظروف الاجتماعية والزخم الديني في السنوات الماضية لقيام مثل هذه التنظيمات وبطرق غير مباشرة مكنت هذه التنظيمات من النمو، ولها يد خفيه بالفصائل الإرهابية التي أصبحت الآن جزءا من هذه العملية.
وبين أن أحداث ما قبل 2011 عندما تقرأ تجد أن قيام هذه التنظيمات في حروب لبنان، وكانت تلك الحروب نواة لتشكيل هذه التنظيمات الإرهابية دعمتها الدولة الصفوية من البداية بهدف توسعها سياسيا والمد الصفوي في دول أخرى من خلال تكتيك رئيس لإيجاد هذه التنظيمات الإرهابية.
في حين يرى الدكتور زهير الحارثي عضو لجنة الخارجية في الشورى السعودية، تعلم السعودية وهي في حركتها الدائبة المليئة بورش العمل والهيكلة، أن أمامها تحديات جسيمة سواء في الداخل أو الخارج يأتي في مقدمتها وجود التطرف كفكر والإرهاب كسلوك فضلا عن التمدد الإيراني في المنطقة وما يقوم به من أفعال تمس استقرار الدول العربية.
وأضاف" أن الفكر القاعدي والداعشي لا يزالان ينخران في عظم المجتمع ما يعني ضرورة مواجهتهما بأسلوب نقدي معرفي، وليس باجترار مقولات عقيمة وآراء دفاعية، لأن الفكر لا يواجه إلا بفكر مماثل، برغم ممانعة البيئة الحاضنة له ما يجعل مهمة اجتثاثه صعبة ولا أقول مستحيلة.
ولفت الحارثي إلى أن "المتأمل لحديث الملك سلمان بن عبدالعزيز يلمس شعور الأب الذي فجع بفقد أبنائه في هذا الاعتداء الإرهابي، وكذلك لغة الحزم في محاسبة كل من شارك أو خطط أو دعم أو ساهم في ارتكاب هذه الجريمة البشعة، والملك دائما ما يؤكد على ثوابت الدولة وما صنعه المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز، وأن هذه الدولة قامت على سواعد الأجداد فصنعوا الوحدة وحافظوا عليها مشددا على تعزيز الوحدة الوطنية حيث المساواة فلا تمييز ولا تفرقة ولا عنصرية، لا بين مواطن وآخر ولا منطقة وأخرى، مؤكدا أننا جزء من هذا العالم ولدينا تحديات وعلينا مواجهتها بشجاعة. يجب علينا كبشر النظر إلى بعضنا بعضا على أننا متساوون في الحقوق والواجبات كما قال الملك سلمان. إن التلون المذهبي والثقافي والاجتماعي والرصيد التاريخي لبلادنا وإرثها الضخم وقيمها وطبيعة العقد الاجتماعي ما بين القيادة والمواطنين، قادرة على الإمساك بزمام الأمور ضد العابثين والطامعين.
ويين أن النقطة المفصلية هي استهداف السعوديين واختراق كل شرائحه خاصة صغار السن، ودفعهم للانخراط في أجندة معادية لسهولة التغرير بهم ودفعهم للقيام بأعمال إجرامية وإرهابية كالقتل والتفخيخ، مستخدمين كل الوسائل والطرق من ترويج إشاعات، وماكينة إعلامية بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، وهنا تكمن الخطورة. وهذا يتطلب كما أتصور ضرورة إعادة النظر في مسألة الانتماء والولاء وحقيقة الشعور الوطني على كل الأصعدة والشرائح، وذلك بوضع استراتيجية وطنية لمعرفة الأسباب ومعالجة الخلل، لأنه لا أحد يستطيع أن ينكر أن ثمة حالة من الاختراق قد تمت في نسيجنا المجتمعي بات يهدد استقرارنا ووحدتنا وهي الحركات المتطرفة من قاعدة وإخوان وداعش وحوثيين وغيرها فضلاً عن إيران. فعلتها القاعدة من قبل في التغرير ببعض شبابنا وتجنيدهم، ثم جاء دور إيران باستهدافها لشرائح معينة من مجتمعنا، تسعى من خلالها لتحقيق أجندتها، وانتهاء بدور داعش. لم تعد هناك شكوك في أن ثمة تآمراً وتدخلاً في شأننا الداخلي وأن التراب الوطني مهدد وذلك باختراق تركيبته المجتمعية وإثارة الفتنة فيه، وذلك عبر استخدام مفردات الطائفية، والتجزئة والتصنيف ودعوات التخوين، والإقصاء والاستبعاد، وتعليق المشانق بالباطل والتشفي والانتقام.
كما تطرق الى أن بلدة القديح تعرضت لسيناريو مريع بذرته فكر متطرف، فكان طعنة غادرة وعملا إرهابيا جبانا يتنافى مع كل القيم الإنسانية، ويتعارض مع كل الشرائع السماوية والقوانين. أصبح واضحا أن ثمة استهدافاً لبلادنا ومحاولة جرها لصراع طائفي، وبالتالي ضرب وحدتها الوطنية وهز استقرارها وشق تناغم نسيجها المجتمعي بإثارة الفتنة فيه، ولذا فالتراب الوطني مهدد من عدة جهات سواء كانت دولاً إقليمية أو جماعات راديكالية فضلاً عن شريحة في الداخل متعاطفة أو مؤيدة لتوجهاتهما.
وأضاف "كانت رسالة لافتة إدانة سماحة المفتي ومثقفينا ومفكرينا شيعة كانوا أم سنة. والتحريض الطائفي بات ورقة تلعب بها وبامتياز الحركات المتطرفة، وتشجعها إحدى القوى الإقليمية التي تستفيد من استغلال الوتر الطائفي من تعكير أجواء لضرب وحدة نسيجنا المجتمعي. كما أنني أشعر بسعادة غامرة وأنا أقرأ تعليقات إخواني الشيعة الذين فوتوا الفرصة على الطامعين بأطروحات وتعليقات تنضح بالعقلانية والحس الوطني والرؤية الشاملة، التي تضع مصالح الوطن في المقام الأول.
- أثبت الوطن أن الجماعات المتطرفة مصابة بعمى ألوان مذهبي فالحدث مس أمنه وبالتالي قُطعت الطريق وأُخمدت نار الفتنة. كانت رسالة جريمة القديح واضحة ومباشرة. الوحدة الوطنية خط أحمر ولن نسمح بالنيل من تماسك الوطن واستقراره وأمنه وقد تكون هناك تجاوزات من هذا الطرف أو ذاك وسقطات من الشواذ في الجانبين إلا أن الغالبية مع وحدة هذا الوطن والولاء لقيادته.
وما زلت على قناعة راسخة بأنه يجب المحافظة على تجربة الملك عبدالعزيز في تكريس الوحدة الوطنية وما يجمعنا كشعب أكثر مما يفرقنا ولذا فعلى الدعاة وخطباء المساجد والإعلام والكتّاب والمثقفين ومناهجنا المدرسية عدم اللعب على وتر المناطقية والمذهبية ومحاربة الآراء والأطروحات الشاذة. هذه عوامل ومقومات فريدة لا بد من استثمارها وتوظيفها لمصلحة الوطن الذي هو في أمس الحاجة الآن للبعد عن المجاملات والتزلف والنفاق وعبارة أن كل شيء على ما يرام. هناك أولويات في حياة الدول والبشر، وأولويتنا بعد ديننا هو هذا الكيان الذي يجب ألا نفرط فيه بتقاعسنا لاسيما في ظل ما نشاهده اليوم من اقتتال واحتراب ودمار فيما يجاورنا من دول.
- بعد حادثة القديح الدنيئة، علينا إعادة النظر في مسألة تعميق الانتماء وتجريم التطرف والعنصرية وذلك بوضع استراتيجية وطنية شاملة تشارك فيها كل أطيافنا وألواننا المذهبية والفكرية والثقافية للوقوف ضد محاولات الاختراق والتمزيق.