قيادات تعليمية وتربوية: جريمة «القديح» عمل بشع جبان .. هدفه الفتنة وزرع الشقاق
استنكر عدد من القيادات التعليمية والتربوية الحادثة الإرهابية، التي استهدفت المصلين في بلدة القديح في محافظة القطيف، مشيرين إلى أن الجريمة الجبانة البشعة تؤكد استهداف الإعداء النيل من وحدة هذه البلاد، وذلك بهدف إثارة الفوضى والفتنة بين أفراد الشعب الواحد.
وقال التربويون خلال حديثهم لـ"الاقتصادية" إن من يخطط لهذه الأحداث الإجرامية إرهابيون مخربون لهم أجندات خارجية يستغلون صغار السن في تنفيذ أجندتهم، وليس لهم ذمة ولا يراعون حرمة الدم، مضيفين: غاظهم أشد الغيظ قيام قيادات المملكة بواجباتهم الدينية والعربية والإسلامية.
ووصف محمد بن عبد الله المرشد مدير عام التعليم في الرياض، العمل الإرهابي بـ"الغادر والجبان"، مؤكدا أن الجميع مطالبون بالوقوف صفاً واحداً مع قيادة البلاد لمواجهة التطرف والإرهاب.
وأكد المرشد أن هذا العمل الإرهابي الجبان لن يزيد مجتمعنا إلا تمسكاً بدينه ومبادئه ووسطيته ومنهجه المستمد من الشريعة السمحة، مبيناً أن هذه العناصر الإرهابية التي اعتنقت التكفير عقيدة وأوغلت في الشر قد استحلت دماء المسلمين وأفسدت في الأرض.
وأشار مدير تعليم الرياض إلى ضرورة تكاتف الجهود للقضاء على هذا الفكر التخريبي، وعدم السماح لأي عابث ينوي شق وحدة الشعب بالقيادة، وأن نكون يدا واحدة تقف في وجه الإرهاب, مشدداً أهمية العمل على إبطال دعاوى المخربين والمشوشين، وذلك بالتوعية وبيان خطر من يحمل الأفكار الضالة، والتحذير من مخاطر أهوائهم المنحرفة، التي تعمل جاهدة على محاولة تخريب هذه البلاد، وتفويت الفرصة عليهم بفضحهم ومحاربتهم والقضاء عليهم.
من جانبه قال محمد بن سعد الدخيني مدير الإعلام التربوي والمتحدث السابق لوزارة التعليم، ورئيس تحرير مجلة المعرفة، إن الحادثة عمل إجرامي لا يتفق مع ثقافة المجتمع السعودي، الذي عُرف عنه المحبة والتسامح والتعايش، مبيناً أن مخططي هذا الفعل لم يسرهم ما تنعم به البلاد من الأمن والاستقرار والوحدة، وأرادوا أن يستهدفوها من خلال إثارة النعرات المذهبية.
وأضاف الدخيني أن بعض المحن توجد منحا، فهذا الحدث رغم شناعته وفداحته، إلا أنه عكس صوراً للتلاحم بين أفراد الشعب بجميع أطيافه، وهو الشيء المتعارف بين السعوديين، حيث إن ثقافة الألفة والوحدة هي ما تجمعهم، مشيرا إلى أن هذا العمل الإجرامي الخبيث لا يمت إلى الإسلام والدين بأي صلة، ولا يمكن تصور أن يرتكبه مسلم عاقل عالم بالحلال والحرام مدرك لحرمة الدماء وعصمتها.
وشاركهم الرأي الدكتور أنور بن عبد الله أبو عباة مدير إدارة النشاط الطلابي في تعليم الرياض، وقال: "إن الهدف من مثل هذا الاعتداء إيجاد الفرقة وزرع بذور الطائفية البغيضة بين أبناء الوطن بإيقاد نيران الخلافات المقيتة، التي لها نتائجها الخطيرة في المجتمع وتؤدي إلى الشقاق والفرقة والخلاف، ونشر البغضاء والكراهية".
وأكد أبو عباة أن للمواطن دورا كبيرا في المساهمة في حفظ أمن هذا البلد من خلال المحافظة على مكتسباته ومقدراته، وأن يكون سندا وعيناً للأجهزة الأمنية، مستشهداً بمقولة الأمير نايف بن عبد العزيز – رحمه الله- "إن المواطن رجل الأمن الأول"، مشدداً على ضرورة تكاتف الجهود والتلاحم مع رجال الأمن كصف واحد للقضاء على الفكر الضال، وتحذير النشء من خطورة الأفكار والمعتقدات الضالة المنحرفة.
وأشار مدير الأنشطة الطلابية إلى أنه تمت إقامة برامج تدريبية للطلاب لتعزيز الوعي لديهم، والتعامل مع الإشاعات، وما تبثه وسائل الإعلام المغرضة في أوقات الأزمات ضد الوطن، وذلك من خلال تربويين أعدوا لذلك.
وقال أبو عباة تمت إقامة عديد من المناشط والفعاليات الوطنية التي تعزز فخر السعوديين بوطنهم وقادتهم، وثقتهم برجال أمنهم، رغبة في التأكيد على هذه القيم الوطنية، وأن المجتمع بجميع أطيافه يد واحدة ضد الإرهاب وجنوده.