المواطنون والمسؤولون يتوافدون على «القديح» من مختلف المناطق لتقديم واجب العزاء
تختتم اليوم "الخميس" مراسم العزاء لشهداء تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب التي وقعت الجمعة الماضي، ونتج عنها وفاة 21 مصليا وإصابة أكثر من 100 بإصابات مختلفة منها ست حالات حرجة ما زالت ترقد في قسم العناية المركزة. ونصب أهالي الضحايا أربعة مخيمات لاستقبال المعزين من داخل وخارج المملكة، وشهدت المخيمات أمس من بعد صلاة العصر توافد المعزين الذين تجاوز عددهم الـ 250 ألف معز قدموا من مدن ومحافظات المنطقة الشرقية وبعض دول الخليج المجاورة.
ومدد أهالي الشهداء العزاء إلى الخميس المقبل حتى يتمكن المعزين الساكنين خارج المنطقة تقديم واجب العزاء، وتبرع عدد من رجال الأعمال في المنطقة الشرقية بتوفير حافلات تقل المعزين القادمين من خارج المنطقة لأداء واجب العزاء.
وشهد موقع العزاء الذي أقيم في بلدة القديح بجوار مسجد الإمام علي بن أبي طالب توافد المعزين من داخل المملكة، ومن دول الخليج لتقديم واجب العزاء يتقدمهم الأمير محمد بن نايف ولي العهد ووزير الداخلية والأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية ورجال الأعمال والوجهاء.
كما قدم وفد من غرفة الشرقية، ممثلاً عن قطاع الأعمال بأداء واجب التعزية والمواساة لأسر ضحايا الاعتداء الآثم الذي طال مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح بمحافظة القطيف, إضافة إلى زيارة المصابين المنومين في مستشفيات المنطقة ومواساتهم والتخفيف من آلامهم
وقد أبدى الوفد برئاسة عبدالرحمن العطيشان رئيس الغرفة وأمينها عبدالرحمن الوابل وعبدالحكيم العمار عضو مجلس الإدارة وبقية الأعضاء تعاطفا مع أسر الضحايا والجرحى والمصابين، مؤكدين أن الذي جرى عمل خارج عن الروح الإنسانية، ويدخل في نطاق العمل المضاد للوطن والمواطن، يبتغي الفاعلون من ورائه المساس بالأمن والوحدة الوطنية.
كما زر الوفد خيمة العزاء التي نصبها أهالي الضحايا في بلدة القديح والتقوا بذوي الضحايا وأعيان وعلماء محافظة القطيف، مبدين تضامنهم مع ذوي الضحايا، ومؤكدين أهمية التمسك بخيار الوحدة الوطنية كمظلة جامعة.
#2#
وقد أبدى الأهالي خالص شكرهم لغرفة الشرقية ولرجال الأعمال على هذه المبادرة.
من جهتها أكدت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية انخفاض أعداد المصابين المنومين لتلقي العلاج في المستشفيات نتيجة الانفجار الآثم إلى 23 مصابا فقط من بينهم ست حالات في أقسام العناية المركزة، بعد أن غادر اثنان من المصابين المستشفى بعد تماثلهم للشفاء، وذلك حتى صباح الأمس، وبالتالي فإن عدد الحالات التي غادرت المستشفيات بعد شفائها منذ الجمعة الماضي ( يوم وقوع الانفجار) بلغ 64 حالة، فيما اقتصرت حالات الوفاة على 21 حالة وفاة حتى الآن, مشيرة إلى أن وفداً من المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية يترأسهم الدكتور خالد بن محمد الشيباني مدير عام الشؤون الصحية قد قدموا صباح أمس واجب العزاء لأسر المتوفين في حادثة القديح.
وأوضحت أن لجنة الدعم النفسي والاجتماعي التي باشرت عملها مطلع الأسبوع الجاري قد استقبلت 11 حالة من بينهم حالة لطفل في الثامنة من عمره كان موجودا في موقع الانفجار وقت وقوعه, مضيفة أن اللجنة استقبلت سبع حالات من أصل 11 حالة في مركز صحي القديح، فيما استقبلت ثلاث حالات لنساء في مخيم عزاء النساء، وحالة لطفل، حيث تم تشخيص معظم الحالات بأنها تعاني ضغطا عصبيا، نتيجة الشحن العاطفي والحزن الشديد، حيث تم التعامل معها من خلال العلاج النفسي والتدعيمي، وما زالت لجنة الدعم النفسي تواصل أعمالها بانتظار المراجعين.
ووعد عدد من وجهاء أهالي المنطقة الشرقية بترميم مسجد علي بن أبي طالب الذي وقع فيه التفجير، وتضرر أكثر من 70 في المائة منه لأداء جميع الصلوات فيه قبل دخول شهر رمضان المبارك, وتزاحم عدد من المصلين لأداء أول صلاة فيه صلاة الظهر بعد الحادثة، حيث شهدت صلاة الظهر حضور أكثر من 200 مصل في المسجد الذي يتسع لأكثر من 500 مصل وتبلغ مساحته الإجمالية 400 متر مربع. وقد تم تشييد المسجد قبل نحو 40 عاما ويتوسط مسجد الإمام علي بن أبي طالب منطقة سكنية في القديح التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 50 ألف نسمة, يؤدون صلواتهم في 12 مسجدا في القرية.