عسكريون: حادثة القديح تستهدف المساس بأمن الوطن .. والمتورطون سينالون عقابهم
أكد لـ"الاقتصادية" عدد من المختصين في الشؤون الأمنية والعسكريين السابقين أن وزارة الداخلية أثبتت خلال الفترة الماضية تطورها واحترافها في العمل الأمني، وأن الحوادث الأخيرة، التي شهدتها المملكة من القبض على عدد من الخلايا النائمة، إضافة إلى قدرات الجنود والمحققين في التعرف على منفذي الجرائم وكشف الكل المعلومات المتعلقة بهم والقبض على الأطراف، التي حرضتهم وشجعتهم، وأشار المختصون إلى أن المنظمات الإرهابية تستهدف الشباب وصغار السن وتستغلهم في تنفيذ مخططاتها الإجرامية لأن الشباب لا يعرفون أهدافهم الحقيقية، ولا يعرفون خفاياهم ويقومون بغسل أدمغتهم وجعل تفكيرهم ضد الدولة، إضافة إلى تعليمهم بعض الأعمال العسكرية ليستهدفوا بعدها الوطن وأبناء الوطن.
#2#
وأوضح لـ"الاقتصادية" الفريق سلطان المطيري نائب رئيس هيئة الأركان العامة سابقا، أن حادثة "القديح" مصاب عظيم على المملكة وأبنائها، خاصة أن العملية استهدفت بيتا من بيوت الله، حيث يشعر المسلمون بالأمان والطمأنينة فيها ومن قام بهذا العمل مع الأسف الشديد هو أحد أبناء هذا الوطن وهذا يزيد من حجم المصيبة علينا ولو تابعنا حال الشاب قبل العملية لاتضح لنا تخبطه الواضح فهو تارة يؤيد "داعش" وتارة منظمات إرهابية أخرى".
وأضاف المطيري، "إلى أن "داعش" والمنظمات الإرهابية يستهدفون الشباب، لأنهم لهم فرص أكبر في الدخول في مختلف الأماكن، كما أنهم ليسوا موطن شبهة في الغالب ولا بد للقادة الأمنيين والجهات الأمنية المسؤولة من متابعة الشباب والاهتمام بهم والحرص عليهم من الانجراف وراء أعداء المملكة والمنظمات الإرهابية والوضع في الوقت الحاضر صعب جدا، ونحتاج إلى مزيد من التعاون والتكاتف ولم نشهد من قبل في المملكة عملا إرهابيا استهدف مسجدا من مساجد المسلمين في يوم عيدهم.
#3#
وأشار الفريق المطيري "إلى أن الأحداث الأخيرة أثبتت لنا نجاح وزارة الداخلية في التعامل مع مثل هذه الحالات، سواء في تفاديها قبل وقوعها والقبض على المخططين أو في التعامل مع الحادثة قبل وقوعها وسرعة التحقيق فيها والقبض على المنفذين".
وقال لـ"الاقتصادية" الفريق عبدالعزيز الحسين المختص والخبير في الشؤون الأمنية أن حادثة "القديح" جريمة شنيعة ومن قام بها يجب أن يحاسب هو ومن خلفه ومن حرضه على هذا الفعل الشنيع ومن تابع تشييع الشهداء أمس يرى لحمة المواطنين بشكل واضح واختفاء الطائفية وحضور الوحدة الوطنية.
وذكر الفريق "أن وزارة الداخلية دائما سباقة للأحداث وتقضي عليها قبل وقوعها، وهذا يدل على حرفية العمل والتطور الملحوظ لدى الوزارة ورجال الأمن كان تجاوبهم بكل احترافية وجاء في وقته المناسب".
من جهته، قال لـ"الاقتصادية" اللواء خالد الطيب كبير المستشارين في الأمن العام سابقا، "إن هذه المحاولة الفاشلة والآثمة من فئة ضالة تحاول المساس بأمن هذه البلاد وهي بالدرجة الأولى جريمة ضد الإنسانية وأصبحت مكان استهجان واستنكار من العالم أجمع، وليست المملكة فقط وأي مساس بأن هذه البلاد سيكون الرد عليه قاسيا جدا، وسيكون الرد من المواطنين قبل الدولة، لأنهم صف واحد مع قيادتهم عندما يحاول أحد تجاوز الخطوط الحمراء والمواطن هو رجل الأمن الأول".
#4#
وبين أن قوات وزارة الداخلية أصبحت اليوم قوة احترافية وتتعامل مع مثل هذه الأحداث بكل مهنية، ولذلك نلاحظ أن العمليات فور وقوعها يتم القبض على الجناة، وكشف مخططاتهم المستقبلية، وكما نرى الاحتراف في عمليات المراقبة والمتابعة، وكذلك عمليات المناصحة لمن يقومون بمثل هذه الأعمال وهذه التصرفات.
وأضاف لا بد أن يكون المواطن العين الساهرة على أمن هذا الوطن، لأن المواطن أكثر انتشارا من رجل الأمن وهو موجود في كل الأماكن في الشارع والحي والسوق والبقالة والمسجد وأي حركة مشبوهة يجب أن يتم الإبلاغ عنها، ولن يكون موضع مسائلة ونحن اليوم في مرحلة يسير فيها رجل الأمن والمواطن في قارب واحد، وليس هذا فقط في العمليات الإرهابية، بل يجب أن يكون في كل من يشتبه به، سواء في مخدرات أو سرقة أو غيرها من الأعمال الإجرامية.