توحيد خطبة الجمعة لاستنكار حادثة «القديح» والتحذير من الفتنة
ألزمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، نحو 15 ألفا من خطباء المساجد بتخصيص خطبة الجمعة غداً، للحديث عن خطر الفتنة وانتهاك حرمة الأنفس المعصومة، وتناول حادثة بلدة "القديح" في محافظة القطيف الذي استهدف مصلين، والاستشهاد بفتاوي كبار العلماء لتبيين مكر وكيد الفئة الضالة.
وقال لـ"الاقتصادية" الشيخ طلال العقيل مستشار وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومدير عام فرع الوزارة في جدة، إن خطباء المساجد سيوحدون خطبهم للتحذير من أفكار الفئة الضالة، مشيراً إلى أن الخطباء سيتناولون خطر ما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الضالة من تضليل، ونشر الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
وأضاف العقيل أن خطابا عاجلا وجهه وزير الشؤون الإسلامية لجميع الخطباء لتناول موضوع جريمة تفجير جامع علي بن أبي طالب في القديح، وأن تتضمن فضح أعمال ومخططات هذه الفئة الضالة، وبيان حكم ما اقترفوه من جرائم، والتأكيد على أهمية الأمن والاستقرار، وإبراز مسؤولية كل فرد في هذا المجتمع عن ذلك، واستنكار استهداف المواطنين الآمنين ورجال الأمن.
وأكد مستشار وزير الشؤون الإسلامية أن خطباء المساجد هم خط الدفاع الثاني لتوعية المجتمع، والتحذير من الأفكار الضالة، وشجب التصرفات التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار ووحدة الوطن، منوهاً أنه تم توزيع كلمة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية على الأئمة، حول الحدث الأخير وتجريمه لكل من شارك في هذا العمل الجبان.
وحذر العقيل من المواقع الإلكترونية التي تهدف إلى زرع الطائفية بين أبناء الوطن، وذلك من خلال تناول بعض التصرفات الفردية المستنكرة، وقال: " إن هذا العمل الإجرامي الخبيث لا يمت إلى الإسلام والدين بأي صلة ولا يمكن تصور أن يرتكبه مسلم عاقل عالم بالحلال والحرام مدرك لحرمة الدماء وعصمتها، ما يدعونا للحذر بأن هناك أيادي خفية تسعى لزعزعة الأمن في بلادنا وإيجاد الفرقة وزرع بذور الطائفية البغيضة بين أبناء الوطن بإيقاد نيران الخلافات المقيتة، التي لها نتائجها الخطيرة في المجتمع وتؤدي إلى الشقاق والفرقة والخلاف ونشر البغضاء والكراهية، التي لها نتائجها السيئة على البلاد والعباد". من جانبه، أكد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد، أن مرتكب تلك الجريمة الشنيعة يعد من الضالين في حق عقيدتهم، ودينهم، وأثم وخالف شرع الله، وسفك الدم الحرام، وروع الآمنين.
وقال السديري:" إن العمل الإرهابي الذي استهدف الآمنين، يعتبر جريمة كبرى منافية للقيم والتعاليم الإسلامية بل هو من أعظم أحوال الإفساد في الأرض، وأن هذا الحادث لن يثني عزيمة ولاة أمرنا في محاربة الإرهاب بكل الوسائل والسبل أياً كان مصدره ومرتكبه، وأن هذا التفجير الإجرامي لن يؤثر في ترابط وتكاتف أبناء الوطن في مواجهة هذه الفئة الباغية التي تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تنشر الفوضى والفتن".
ودعا الجميع إلى الاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والحذر من دعاة الفتنة والفساد، وترويج الشائعات، والتعاون مع رجال الأمن لتتبع المفسدين في الأرض الذين يحاولون النيل من أمن هذه البلاد واستقرارها، مشدداً على أهمية تقوية الجبهة الداخلية في مواجهة الأعداء المتربصين الذين يحاولون باستمرار خلخلة أمن واستقرار بلاد الحرمين الشريفين.