الأسرة.. العنصر الأبرز في محاربة التطرف
تعد الأسرة هي اللبنة الأولى لتكوين الشخصية السوية، متى ما كانت هناك أسرة متماسكة كان هناك شخص واع وسليم نفسيا.
وأكد نفسانيون أن الأسرة هي ذات الدور الأبرز في منع التطرف وانتشاره بين الأبناء، ويليها دور المدرسة، وفتح قنوات الحوار واحتواء الأبناء من العوامل التي تحميهم من التطرف بكل أشكاله.
غالبا ما تكون المشكلات العائلية هي البذرة الأولى للتطرف.
وقال عمر باكلكا الإخصائي النفسي، إن الأسرة لها الدور الأساسي في تنمية الأبناء وتكوين عقلياتهم منذ ولادتهم وتجنيبهم التطرف بحيث تكون تربيتهم بطرق سليمة بعيدا عن العنف ومحاولة احتواء الأبناء. وحماية أفكارهم بأن يكون هناك حب متدفق من الأسرة بين الوالدين، وتعميم هذا الحب بين أفراد الأسرة. الخلافات الزوجية لها تأثير كبير في نفسيات الأبناء، فغالبا إذا كانت الأسرة متحابة والجو الأسري تسوده المحبة، لن يكون الأبناء عرضة لأي نوع من أنواع التطرف.
وأضاف باكلكا: بعد دور الأسرة يأتي دور المدرسة، ففي غياب الأبناء عن نظر الأسرة تتلقاهم المدرسة.
دور المدرسة يعتبر دورا كبيرا مكملا لدور الأسرة ولا يمكن أن تقوم إحداهما دون الأخرى، فالأجواء إذا كانت في المدرسة أجواء جميلة يملأها التفاعل والنشاط الإيجابي، واحتواء الطلاب، وتفريغ طاقاتهم في الأنشطة الإيجابية، يكون ذلك عاملا إيجابيا مهما في إبعاد الأبناء عن دائرة التطرف وعدم جعلهم عرضة لرفقاء السوء الذين يحمِّلونهم بالأفكار المتطرفة والهدامة. وزاد باكلكا: يجب على الأسرة بعد معرفة تطرف أحد الأبناء، أن تتم معرفة أصحاب الابن وعقلياتهم وتفكيرهم، وهل يحملون هذا الفكر المتطرف، وأن يتم إقناع الابن عبرهم إذا كانت أفكارهم إيجابية. يجب على الأسرة أن تحتوي ابنها في حال معرفة تطرفه، وأن يكون الحل بأن تبعد الأسرة عن حل استخدام السلطة، وأن يتم فتح قنوات الحوار مع الابن وإقناعه دون أي عامل قسوة أو شدة، وأن تقوم الأسرة بجلسات حوارية مع أبنائها، وأن نقوم بجعل أصحابه الإيجابيين يعملون على إقناعه والحوار معه بتحضير الحقائق التي تعمل على انتشال هذه الأفكار المتطرفة من عقلية الابن والابتعاد عن الحقائق التي تحمل الشك. وأفضل للأسرة في حال عدم نجاحها في هذه الطرق الإيجابية وكل المحاولات، أن تبلغ الجهات الرسمية لمنع انتشار هذا الضرر للغير، وأن يتوقف الضرر على الابن.
من جهته، أكد الدكتور أحمد مصطفى، إخصائي نفسي، أن الأسرة هي المسؤولة في المقام الأول عن عقليات الأبناء، فالسنوات الخمس الأولى من سن الابن هي الأساس الذي يعتمد عليه، فيجب على الأسرة أن تعطي الابن الحرية في الاختيار وعدم فرض السلطة عليه في هذا السن، مضيفا: يأتي بعدها دور المدرسة، ومن المفترض أن يكون هناك تعاون بين الأسرة والمدرسة في معرفة تطورات عقلية الابن وتفكيره.
وأضاف مصطفى أن الأسرة التي يملأها الجمود يعتبر أبناؤها عرضة للتطرف بشكل أكبر، ولابد من تفاعل الأسرة مع أبنائها واحتوائهم والتحدث معهم.
بعض المعلمين من الأسباب الكبرى في التطرف بصرامتهم المبالغ فيها، وعدم إعطاء الطلبة المجال للحديث والنقاش وتبادل الآراء والأفكار.
وزاد مصطفى: التطرف في الأبناء يغذيه بعض الكتب والفتاوى غير المسؤولة، ولا يقف الدور على الأسرة بل يمتد إلى المدرسة والمجتمع ومؤسسات الدولة، وفي حال اكتشاف أن أحد الأبناء أصبح متطرفا يفضل ألا تقوم الأسرة بالدور لوحدها، ويجب أن تتدخل المؤسسات الاجتماعية، ويجب أن تنتشر مؤسسات اجتماعية تقوم بمحاربة التطرف، وبذلك نكون قد ربطنا دور الأسرة بدور مؤسسات الدولة. وبيَّن الدكتور أحمد عبد الرحمن، المحلل النفسي والمختص في شؤون الأسرة، أن الأسرة هي ذات الدور الأكبر في تنمية الأبناء وتنشئتهم بعيدا عن الأفكار المتطرفة والهدامة، والحب والألفة الأسرية يساعدان على تنشئة جيل إيجابي يساعد في تقدم المجتمع وتطوره. وغالبا ما تكون المشكلات الأسرية هي البذرة الأولى في تطرف الأبناء. وأضاف عبد الرحمن: دور الأسرة لوحده لا يعتبر كافيا فلابد من أن تقوم المؤسسات التعليمية بدورها، ويجب أن يكون هناك دورات تدريبية للمعلمين في فنون الحوار والإقناع بالطرق العلمية، وألا نستهين بعقليات أبنائنا الذين أصبحوا منفتحين على العالم وأن نتعامل معهم بقدر عال من الوعي.