صغار السن .. أدوات الجماعات الإرهابية
اتضح من كل العلمليات الإرهابية المنفّذة أخيراً، أن صغار السن هم وقود الجرائم وأداوات التنفيذ من قبل الجماعات الإرهابية. ولخّصت الخلية الأخيرة المتورطة في جريمتي "القديح" وقتل رجل الأمن الغامدي، قصة توظيف الحدثاء والمراهقين في جرائم بالغة البشاعة والخطورة.
وأجمع إخصائيون اجتماعون وأسريون على بشاعة الجرم الذي قامت به الجماعات الإرهابية في بلدة القديح شرق الممكلة، آسفين على الأرواح البريئة التي أهدرت بغير وجه حق ولم يكن الهدف منها إلا زعزعة أمن المملكة و استقرارها.
وقالت لـ"الاقتصادية" الدكتورة زهرة سعد مستشارة أسرية ورئيسة مجلس شؤون المرأة العربية في اتحاد المدربين العرب، إن هذا الجرم على مستوى الرأي العام وعلى مستوى رأي الدولة وآراء الأهالي مخز ومؤلم للغاية لأنه لم يكن سوى اعتداء مسلمين على بعضهم البعض وإن اختلفت طوائفهم تبقى هويتهم واحدة وهذا ما يضاعف الجرم.
وتضيف سعد أن الإرهابيين استغلوا صغر السن وقلة الخبرة حتى ينفذوا رغباتهم بكل سهولة بإقناعهم أن الموت أسهل السبل للوصول إلى الجنة وهذا ما ينافي ديننا الحنيف الذي ينص على حرمة قتل النفس بغير وجه حق فما بال قتل النفوس البريئة.
وتشير ميّ بصنوي إخصائية اجتماعية وأسرية، إلى أن المملكة مستهدفة بأمور عديدة منها السعي وراء اختلال الأمن و الأمان فيها، وتنفيذ مثل هذه العمليات ما هو إلا لزيادة الأحقاد وبث الذعر ونزع اللحمة الوطنية، واختيارهم لمنطقة القطيف ما هو إلا لنشر الفرقة بين السنة والشيعة الأمر الذي تحرص المملكة على تفاديه.
وفيما يخص استغلال المراهقين لتنفيذ هذه الجرائم تضيف بصنوي، أن الإهاربيين يقومون بوضع الخطط التي لا يستطيعون تنفيذها إلا باستغلال طاقات شابة لا تملك إلا الحماسة دون التفكير في عواقب هذا الجرم خصوصا أن مميزات سن المراهقة حب التجمع والشعور بأن هناك من يلتفت إليهم ويهتم بهم ويعطيهم الزعامة، فهذه الجماعات تهتم بدراسة التأثير النفسي الدقيق حتى تصل إلى هدفها دون أدنى إنسانية فيما سيحدث بعد تنفيذ هذه المخططات.
وتذكر نجاة العطاس مستشارة أسرية، أن هذه الفئة تربّت على فكر ضال وانطلقت من معتقدات خاطئة وكانت النتيجة السلوكية تدميرا غير واع، و مفهوم غير صحيح لمعنى الالتزام الذي هو في الأصل إعطاء حق لدينك ونفسك ووطنك وأمتك. وتضيف أن لكل نجاح أعداء فالمملكة ناجحة ومتماسكة وستظل كذلك ولن تغيرها مثل هذه الاعتداءات.