السعوديون: «وحدتنا».. ستفشل خطط الإرهابيين
وصف قضاة وأئمة مساجد، الحوادث الإرهابية التي استهدفت المصلين في صلاة الجمعة، في كل من بلدة القديح في القطيف، وجامع العنود في الدمام، بأنها استمرار للأعمال الإرهابية المكشوفة لإيجاد الفوضى بين أبناء الوطن الواحد، وإثارة الفتنة.
واعتبر الأعضاء والمختصون خلال حديثهم لـ"الاقتصادية" أن هذا الفعل الإجرامي يؤكد ضلال المنهج الذي تقوم عليه هذه الفئة، وتماديها في الانحراف متخذة القتل والتدمير سلاحاً لترهيب أبناء الوطن الواحد، ومحاولة يائسة لدك حصن الوطنية، داعين المواطنين بجميع أطيافهم أن يتنادوا إلى تقوية اللحمة الداخلية وتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين، الذين ما فتئوا ومنذ عقود يتحينون الفرصة لزعزعة أمن واستقرار الوطن.
#4#
من جهته، أوضح الشيخ سلمان بن محمد النشوان الأمين العام والمتحدث الرسمي للمجلس الأعلى للقضاء، أن الحادث الآثم الذي وقع في جامع العنود في الدمام، بعد أسبوع واحد فقط على حادث مسجد القديح في القطيف، يعد تأكيداً على استهداف أمننا واستقرارنا ووحدتنا، ويسعى مخططوه ومنفذوه لإذكاء نار الطائفية وإشعالها، وتأجيج الخلافات المقيتة، خدمة للقوى الخارجية التي تحاول إشغال دولتنا.
وقال النشوان: "هذه الحوادث ليس المستهدف منها طائفة معينة، بل هي ترمي لما هو أبعد من ذلك، لشحن النفوس ونشر الفوضى والعنف دون أي إحساس بحرمة الدماء وعصمتها، فنحن أمام منعطف خطير واختبار كبير لوحدتنا والتفافنا حول ولاة أمرنا وعلمائنا، فينبغي أن تزيدنا هذه الحوادث قوة وتعاوناً للتصدي للمحاولات البائسة والأفكار التكفيرية التي يدعو لها فئة من الناس أعماهم الجهل، وصمّوا آذانهم عن صوت العلماء الراسخين في العلم، فتلطخت أيديهم الغادرة بدماء سيُسألون عنها يوم القيامة عند حكم عدلٍ لا يظلم مثقال ذرةٍ جل في علاه".
ودعا أمين مجلس القضاء إلى الاجتماع على الهدى والحق، والوقوف صفاً واحداً ضد هذا الفكر الضال المنحرف، الذي يريد من خلال قيامه بهذه الجرائم إحداث فتنة وفرقة، سيكون لَهَا الأثر السيئ في الجميع، إن لم نحكم عقولنا ونجتمع على كلمة سواء خلف ولاة أمرنا وعلمائنا الذين يسعون للقضاء على هذا الفكر المنحرف وهذا الاستهداف السافر.
#3#
وأضاف خليل بن عبدالله الخليل عضو سابق في مجلس الشورى: "إن تلك الجرائم بدأت في الرياض 12 مايو 2003 وتلونت وتنوعت تحت دعاوى باطلة وبأسماء وعناوين مختلفة، فالوطن يمر بمرحلة عصيبة، ما يوجب الحذر والتكاتف وتقدير معني اللحمة الوطنية.
وأضاف الدكتور الخليل علينا التمسك بالوحدة ودعم القيادة، لينتصر الوطن بأكمله على الدواعش الظاهرين والمختفين، وعلى من خلفهم ممن يستثمر ما لدى مجتمعنا من قوى متهورة متعصبة لضرب الوطن بعضه بعضا، ما لا يخفى على المتخصصين والمتابعين.
يأتي ذلك في الوقت الذي أصدرَ أئمة وخطباء ومشايخ ودعاة محافظة الأحساء بياناً استنكارياً للحدثين الإجراميين اللذينِ وقعا في "القديح والعنود" في المنطقة الشرقية، مؤكدين أن هناك من يريد نقل الفتنة من جحورها الموبوءة إلى المملكة التي تنعم بالأمن والأمان، وقالوا: هيهات لهم أن يبلغوا مآربهم الخبيثة.
#2#
وقالوا في بيانهم: "فباسم أئمة مساجد محافظة الأحساء وخطبائها ودعاتها نستنكر الحدثين الإجراميين اللذين وقعا في مسجد علي بن أبي طالب ببلدة القديح ومسجد العنود بالدمام، ونعزي أهالي الضحايا ونواسيهم في مصابهم الجلل، فالأنفس المعصومة لا يتعدى عليها إلا المجرمون السفاحون، الذين غسلت أدمغتهم من قبل أجندة خارجية دخيلة على أهل هذه البلاد، التي جعلت أمن كل نفس على أرضها ركيزة من ركائز عزها ومكانتها، لا تفرق في ذلك بين نفس ونفس، ولا مذهب طائفة وأخرى".
وأضاف البيان: "أن التعايش بين كل الأطياف في المملكة على مر تاريخها المجيد يعد من أبرز سمات الوطن التي نفتخر بها، ونعتز بانتصارها على كل التحديات التي تواجهها، ولذلك فإن العدو ينظر إلى هذه النعمة نظرة الحقد، فراح يجنّد سفهاء العقول ليغرر بهم، ويستعملهم استعمالاً دنيئاً، فيجعلهم أداة لسحق أنفسهم، وإزهاق أرواح الآمنين، وتفجير الممتلكات، بل دور العبادة التي هي محل الطمأنينة والسكينة والأمان".
وحملوا الأئمة والخطباء كل من يسهم في الفتنة أو يدعو إليها أو يساعد عليها أو يتستّر على مجرميها أو يشرّع لها أو يخطط لها المسؤولية، وقالوا: "إننا وباسم كل من يحمل في قلبه حباً لدينه ووطنه نحمّل كل من يسهم في الفتنة أو يدعو إليها أو يساعد عليها أو يتستّر على مجرميها أو يشرّع لها أو يخطط لها، نحمّلهم جميعاً مسؤولية افتراق الكلمة وتمزيق الصف وما يترتب عليها من إراقة للدماء المعصومة، والأنفس البريئة، وسنظل صفاً واحداً نحمي ديننا ووطننا وندين الله بولائنا لحكومتنا ونقف معها ورجال أمننا في السراء والضراء، ولن نقبل بأي مزايدات على وحدتنا وترابطنا وأمن بلادنا، فتلكم أصول وثوابت يجب أن تبقى راسخة في عقولنا، ثابتة في قلوبنا، نعتقد بها، ونربي عليها أجيالنا حتى يرث الله الأرض ومن عليها".