فيلم «أنا نجوم بنت الـ 10 ومطلقة» .. صور سرا وبالكذب على المحكمة

فيلم «أنا نجوم بنت الـ 10 ومطلقة» .. صور سرا وبالكذب على المحكمة

قدمت المخرجة اليمنية خديجة السلامي الإثنين الماضي في باريس فيلمها "أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة"، الذي صورته سرا في اليمن ويروي قصة طفلة زوجها والدها قسرا.
يستلهم فيلم "أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة" أحداثه من قصة حقيقية، وهو أول فيلم روائي طويل يصور بالكامل في اليمن. تدور القصة في صنعاء عام 2014، حيث أرغمت عائلة نجوم ابنتها، البالغة عشر سنوات من العمر، على الزواج من رجل يكبرها بعـ 20 سنة. كانت نجوم طفلة بريئة في عمر اللعب بالدمى، تعتقد كغيرها من الفتيات أن الزواج هو فستان أبيض وحفل أميرات "ألف ليلة وليلة" وحلم بالسعادة.
لكن بقية الحكاية التي سلطت عليها المخرجة خديجة السلامي الضوء، أشبه بكابوس. فتُزوج نجوم لرجل يضربها ويشتمها ويرهبها... تنجح نجوم يوما في الهروب من بيتها وتلجأ إلى القضاء في العاصمة، فتواجه بشجاعة مواقف عبثية وتعبئ الرأي العام وتحصل في النهاية على طلاق شكل سابقة في البلاد.
واستوحت المخرجة أطوار الفيلم من قصة "نجود" الحقيقية التي سلط عليها الإعلام الأضواء عام 2008. ففي اليمن تزوج فتاة مقابل ثلاث قبل سن الـ18 وفتاة على سبع قبل الـ15، حسب "اليونيسيف". وفي 2013 هزت قصة روان بنت الثامنة من العمر الأسرة الدولية بعد أن لقيت حتفها ليل زفافها.
لكن خديجة السلامي، التي تحمل في رصيدها عديدا من الأفلام الوثائقية، عاشت بدورها هذا الواقع المر، فقالت خلال عرض فيلمها الإثنين في معهد العالم العربي في باريس "عشت نفس ما عاشته نجوم - نجود وأنا في الـ11 من العمر". وتابعت المخرجة المدافعة عن حقوق المرأة، وهي تتحدث باللغة الفرنسية "كافحت ضد عائلتي وضد المجتمع، وأردت اليوم أن أصنع فيلما يكون له وقع اللكمة".
وتنتقد السلامي في الفيلم وطأة التقاليد وضعف التعليم في بلاد يعيش أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر. لكنها لا تحكم على أحد، فحتى في مشهد الجلسة القضائية، لا يظهر الوالد والزوج في صورة مفترسين شرسين بل كجاهلين عاجزين عن فهم الخطأ. فتؤكد السلامي أن المشكلة في اليمن ليست تصرف الرجال أو العائلة بل "الفقر والأمية والجهل".
وتسعى خديجة السلامي، التي تعيش في باريس، إلى نشر الفيلم الذي لم يجد موزعا بعد، وذلك بهدف تغيير العقليات. فتوضح "لا يوجد في اليمن قانون يمنع الزواج قبل سن الـ18، لذلك وجب إيجاد سبيل آخر للتنديد بهذه العلاقات القسرية". ولا شك أن السينما هي الطريق الذي اتخذته المخرجة لتسليط الضوء على هذا الواقع المر. ورفعت السلامي التحدي رغم المصاعب والعراقيل وغياب ثقافة سينمائية وغياب التراخيص، فأصرت على تصوير الفيلم بالكامل في اليمن، ولو سرا. فتقول "كنت متكتمة كل الوقت"، مضيفة "صورت مشهد ليلة الزفاف في آخر يوم وآخر لحظة، وكذبت على المحكمة حتى أحصل على ترخيص التصوير داخلها فقلت إنني سأروي قصة فتاة ستطلق...". وتأمل المخرجة أن يعرض "نجوم" في "كل قرية" من بلادها وإن كان "فريق الفيلم طرد من بعض القرى وقوبلنا بقطع الكهرباء... كان الأمر سرياليا". سرياليا ؟ ...ربما. لكن يبقى هذا الفيلم أساسيا، إذ حظي الفيلم بترحيب قوي من وزيرة العدل الفرنسية، كريستيان توبيرا، التي حضرت العرض، وأثر فيها الفيلم إلى حد أنها احتضنت المخرجة تحت وابل من التصفيق وصرحت "تلقيت الفيلم في الصدر".

الأكثر قراءة