القنصل الفرنسي: رمضان في جدة غير .. ونحن مرتبطون بها منذ القدم

القنصل الفرنسي: رمضان في جدة غير .. ونحن مرتبطون بها منذ القدم

رغم أنه لم يلبث في جدة سوى ثلاث سنوات، إلا أنك عندما تنظر في عينيه، تحس بمدى حبه لها وشعوره بالراحة بين سكانها، الدكتور لويس بلين القنصل العام الفرنسي في جدة، يصف لـ"الاقتصادية "رمضانه الثالث في المملكة، حيث يقول إن الأجواء الرمضانية في مدينة جدة تحديدًا أكثر من رائعة، والحياة الاجتماعية هنا غنية بالثقافات المختلفة، حيث يفد إليها مختلف الجنسيات ممن يؤدون العمرة ويتخذون جدة محطة وراحة لهم.
وأشار بلين إلى أن الأجواء الرمضانية في جدة لها شعور خاص نظرا لقربها من الحرمين الشريفين، كما يستمتع لويس بزيارته للمنطقة التاريخية في جدة في سهراته الرمضانية، حيث يقول إنه المعلم المميز خصوصًا المباني العريقة في البلد التي لم يفرط فيها أهلها، واستمتع بزيارة المهرجان التاريخي في سنته الأولى، وأكد حرصه على زيارته للمرة الثانية.
ويرى القنصل الفرنسي أنه من الضروري الاهتمام بمثل هذه الفعاليات والمناطق التاريخية، إذ إن الزائر يستشعر بوجود ماضيه في كل ركن من أركان هذا المهرجان الضخم، الذي شدد على أنه سيكون نقطة انطلاقة قوية لمدينة جدة سياحيا وللسياحة في السعودية بكاملها. وعن مشاركة الفرنسيين في تطوير المنطقة التاريخية، يقول بلين إنهم قدموا عديدا من الاقتراحات التي تخص ترميم البيوت التاريخية، مستعينين بمعهد ترميم الآثار في مدينة أفينيو الفرنسية الذي درس كيفية ترميم البيوت المصنوعة من الشعب المرجانية، مبينا أن هذه المقترحات وغيرها من الاستعانة بشركات فرنسية للترميم قيد الدراسة. وأوضح بلين أنه يحرص من خلال تخصصه الأكاديمي في التاريخ على إبراز وجود الفرنسيين في جدة، حيث كان لهم وجود منذ 175 سنة حسب قوله، مبينا أنه يحاول أن يحيي ذلك عبر الأفلام الفرنسية والمؤلفات والأدب الفرنسي والرحالة الفرنسية، كما ألّف القنصل الفرنسي كتابا عن المصادر الفرنسية لتاريخ شبه الجزيرة العربية، وكشف أنه يعمل حاليا على تجميع النصوص التي كتبها الأدباء الفرنسيون عن جدة.
القنصل الفرنسي عاشق التاريخ والآثار، ذكر أنه يحب أن يكوّن أصدقاءه من هواة التاريخ خصوصا في المغرب العربي، ولا يتوانى في أن يقبل عزيمة رجال الأعمال الكبار والمسؤولين والأصدقاء في جدة أثناء شهر رمضان المبارك على الإفطار أو السحور.
ويشير الدكتور بلين، إلى أنه لمس تطورا ملحوظا في الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين الفرنسيين الذين بلغ عددهم 80 ألف حاج ومعتمر على مدار السنة الماضية، حيث تقوم المملكة بالتنظيم لذلك طوال العام، ما جعل الحج والعمرة أيسر من سنوات سابقة.

الأكثر قراءة