«السمن» و«العسل» .. منتجات رمضانية طائفية منذ أكثر من نصف قرن

«السمن» و«العسل» .. منتجات رمضانية طائفية 
منذ أكثر من نصف قرن

ارتبط عددٌ من المحال التجارية في السوق القديمة أو كما تسمى "سوق البلد"، في محافظة الطائف، بشهر رمضان المبارك، وذلك من خلال ما يُباع فيها من مأكولات تنشط تجاريا خلال هذا الشهر الكريم، كـ"السمن والعسل"، إلا أن البون يعتبر شاسعا بين الزمن الماضي، والحاضر، في كل شيء، سواء على مستوى طبيعة السوق، أم أسعار البضائع، والإيجار السنوي لتلك المحال.
ويظل "السمن"، و"العسل"، الذي تُقدمه تلك المحال للمُستهلكين، التي لا يتجاوز عددها خمسة محال، والواقعة في منطقة السوق، ضمن مكان يُسمى"الهجلة"، من المأكولات التي ينشط الإقبال عليها خلال هذه الأيام في الزمن الماضي، وكذلك الحاضر، وذلك على مدى 60 عاما مضت، جاء ذلك في ظل تخصص تلك المحال ببيع هذه الأصناف، من خلال تمسك مُلاكها بالبضائع نفسها التي كانوا يُتاجرون فيها قبل 60 سنة، في الوقت الذي اندثر فيه عددٌ من المأكولات الرمضانية التي كانت تُباع في محال مُختصة عُرفت بها، في منطقة السوق.
وقال لـ"الاقتصادية" عيسى القصير، باحث تاريخي، إن هناك أربعة أو خمسة محال تجارية تعتبر تراثية وهي مرتبطة بشهر رمضان، ومُلاكها هم أهل السوق، وهم بأنفسهم من يبيعون السمن، والعسل، والحبوب، فهُم التجار الباقين من تجار تلك الحقبة الماضية، مشيرا إلى أن عمر تلك المحال يصل لـ 60 سنة، لافتا إلى أن النشاط التجاري لها طول العام، ولا سيما في شهر رمضان المبارك، وأضاف، "السمن والعسل في السابق كانا يُباعان بأقل الأثمان، حيث كان سعر الأكة من السمن بعشرة و15 ريالا، أما الآن فالكيلو بـ 200 ريال، أما العسل فكان سعر الكيلو يراوح بين 20 و 50 ريالا، أما اليوم فهو يُباع بـ 500 ريال"، وتابع، "الأكة كان التعامل بها قبل الكيلو، وهي تُعادل من خمسة إلى ستة كيلوجرامات، وأوقف التعامل بها في بداية التسعينيات الهجرية، حيث تم التعامل بعد ذلك بالكيلو".
وزاد الباحث القصير، "عدد من المحال التجارية في سوق البلد، والمختصة ببيع السمن والعسل، لا يزال أهل السوق مُتمسكون بالبيع فيها، وهم من أهل السوق، كالجهني، والدهان، ومحمد علي قدوري، وعبدالسلام عابد"، وعن إيجار المحال في السابق، قال: "كان إيجار المحل بـ 100 و 200 ريال سنويا، في حين أصبح الآن يراوح بين العشرين والخمسين ألفا"، منوها إلى أن عددا من المحال تقع الآن في موقعها نفسه التي كانت به في السابق أي قبل 60 عاما، في منطقة في السوق، تدعى "الهجلة"، إلا أن الفرق يكمن في نوع بنيانها، ففي الماضي كانت شعبية من الطين، وأبوابها من الخشب، وتُغلق بـ"الضبة والمفتاح"، أما الآن فبنيانها مُسلح، مبينا أن في الماضي كان هناك عديد من المحال التي كانت تبيع مأكولات اشتهر بها رمضان، حيث كانت تباع إلى يوم العيد، إلا أنها اندثرت الآن.

الأكثر قراءة