الملك للفيصل بعد تركه المنصب: عرفكم العالم شارحا سياسة وطنكم وحاملا لواءها

الملك للفيصل بعد تركه المنصب: عرفكم العالم شارحا سياسة وطنكم وحاملا لواءها

بعدما ترجل الأمير سعود الفيصل من منصبه وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز برقية قال فيها: "تلقينا طلب سموكم إعفاءكم من منصبكم لظروفكم الصحية، وما حمله الطلب من مشاعر الولاء الصادقة لدينكم ومليككم ووطنكم، وهذا ليس بمستغرب على سموكم". "فقد عرفناكم كما عرفكم العالم أجمع على مدى 40 عاما متنقلا بين عواصمه ومدنه شارحا سياسة وطنكم وحاملا لواءها، ومنافحا عن مبادئها ومصالحها، ومبادئ ومصالح أمتكم العربية والإسلامية، مضحين في سبيل ذلك بوقتكم وصحتكم، كما عرفنا فيكم الإخلاص في العمل والأمانة في الأداء والولاء للدين والوطن فكنتم لوطنكم خير سفير ولقادته خير معين.
ويعلم الله أن تحقيق طلب سموكم من أصعب الأمور علينا وأثقلها على أنفسنا، إلا أننا نقدر عاليا ظرفكم، ونثمن كثيرا مشاعركم، وإننا وإن استجبنا لرغبة سموكم وإلحاحكم غير مرة فإنكم ستكونون -إن شاء الله- قريبين منا ومن العمل الذي أحببتموه وأحبكم وأخلصتم فيه وبذلتم فيه جهدكم بلا كلل ولا ملل، تتنقلون من موقع إلى آخر تخدمون فيه دينكم ثم وطنكم في مسيرة حافلة بالنجاح ولله الحمد، سائلا المولى القدير أن يمن على سموكم بدوام الصحة والعافية، وأن يحفظكم ويرعاكم ويسدد على دروب الخير خطاكم". بعد ذلك رفع الأمير سعود الفيصل الشكر والامتنان والاحترام لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على ما غمره به من كلمات في البرقية التي وجهها الملك له. مبينا أنها كلمات تعبر عن كرم نفسه وأصالة معدنه. جاء ذلك في تصريح له فيما يلي نصه:
"بسم الله الرحمن الرحيم .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. بداية أحمد المولى -عز وجل- أن شرفني بخدمة بلد الحرمين الشريفين وزيرا لخارجيتها وعلى مدى 40 عاما رافعا أكف الضراعة إلى العلي القدير أن يحتسبني من المجتهدين الذين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا نالهم أجر الاجتهاد.
إن أسمى آيات الشكر والامتنان والاحترام تظل عاجزة عن التعبير عما يجول في خاطري لمضامين رسالة مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وما غمرني به -حفظه الله- من كلمات أحسبها تعبر عن كرم نفسه وأصالة معدنه أكثر مما يستحقها شخصي المتواضع وأكبر من جهد المقل الذي صاحب عملي وزيرا للخارجية. ولا غرو فقد علمنا الملك سلمان الوفاء للوطن والمواطنين ولكل من ساهم ولو بجزء يسير في خدمة بلادنا العزيزة. وسوف أظل الخادم الأمين لهذا الوطن ولسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فيما شرفني به من مهام مستمدا العون من الله -عز وجل- مستنيرا بالتوجيهات الكريمة للقيادة الرشيدة أيدها الله بتوفيقه وسداده".
وكان الأمير سعود الفيصل قد صرح لأبناء وبنات الشعب السعودي قائلا: "تابعت ببالغ الحب والود والتقدير المشاعر الفياضة والكلمات النبيلة والثقة الكريمة التي غمرني بها أبناء وبنات الشعب السعودي الكريم سواء كان ذلك عبر وسائل الإعلام أو الرسائل الشخصية وأخص بالذكر مواقع التواصل الاجتماعي التي حملت معها جميل العبارات ودفئها، وكان لها عظيم الأثر في نفسي وأبت إلا وأن تكون أشبه بالوسام الذي أرجو أن أكون جديرا به".
وأضاف الأمير سعود الفيصل: "وأعظم ما أملك أمام هذه المشاعر الجميلة التوجه بالدعاء للمولى -عز وجل- أن يديم على هذا الوطن المحبة بين أبنائه ولحمته الوطنية، ويحفظ له أمنه واستقراره وازدهاره في ظل قيادتنا الرشيدة ".

الأكثر قراءة