نشاط متزايد لـ «الكدادة» في العشر الأواخر من رمضان
في هذا الشهر الفضيل ومع دخول العشر الأواخر وتزايد وفود المعتمرين وزوار الحرمين من خارج السعودية أو داخلها، موسم «الكدادين» الأفضل. بعض منهم يستعد قبل رمضان، فيقوم بصيانة مركبته والتأكد من سلامتها، ويتجه الآخر إلى شركات التأجير في حال لم تتوافر لديه مركبة. شركات التأجير هي الأخرى ترى رمضان موسماً مهماً لها، فغالباً لا تجد سعراً ثابتاً لها.
يقول أحد "الكدادين" ويدعى سامي العوفي لـ "الاقتصادية" شهر رمضان هو الموسم المفضل بالنسبة للكدادين، فعندما يقبل رمضان يتجه الكدادون من جميع مناطق المملكة إلى منطقة مكة المكرمة التي تزدحم بالمعتمرين وزوار المسجد الحرام من داخل المملكة وخارجها، ليقوموا بنقل المعتمرين.
وأضاف: يكون تمركزنا إما في مطار الملك عبدالعزيز أو في مواقيت الحج والعمرة أو في أماكن حجز المركبات قبل دخولها الحرم أو مواقف نقل المعتمرين، نظراً لكثرة الركاب في هذه الأماكن.
وأوضح أن الأسعار ليست ثابتة ومتفاوتة لأسباب كثيرة، منها نوع المركبة فهذا يمتلك سيارة جديدة لن يكون سعر ركوبها كمن يمتلك أخرى قديمة، وليس هناك نظام واضح يربطهم بتسعيرة موحدة.
ويذكر أحمد الغامدي "كداد" عند اقتراب شهر رمضان أذهب إلى شركات تأجير السيارات وأقوم باستئجار مركبة مدة معينة، لكي أعمل عليها في نقل الركاب من جدة إلى مكة المكرمة أو إلى المدينة المنورة.
وأضاف: من المشكلات التي تواجه الكدادين هي المخالفات المرورية التي تعتبر رعباً حقيقياً بالنسبة لنا، فبلا شك أن قائد المركبة سيسهو ولو لوهلة، فيزيد سرعته وتكون المخالفة له بالمرصاد، مما يعكر عليه صفو ذلك اليوم، وكل هذه الظروف تجبرهم على رفع الأسعار. ومخافة الأنظمة الصارمة دائماً في حسبان كل "كداد" وتعد الهاجس الأكبر لنا جميعاً.
ويبين أحمد القرشي أنه يجد مضايقة نظراً لمخالفة الأنظمة، ولكن نحن نريد أن نقوت أسرنا، وليس أمامنا حل إلا أن نتحمل إلاجراءات الصارمة التي تهدف إلى التأكيد على سلامة المعتمرين وقائدي المركبات.
مضيفاً: بفضل الله يكون دخلنا في رمضان أضعاف دخلنا في الأيام الأخرى، وذلك لكثرة المعتمرين وزائري المسجد الحرام والمسجد النبوي في شهر رمضان.
ويرى محمد الخالدي (أحد الركاب) أن الكدادين أرخص، وكثيراً ما استخدمت التنقل معهم، وصراحة أسعارهم أقل بكثير من أصحاب سيارات الأجرة الرسميين على رغم ارتفاعها الملحوظ، ولعل هذا الأمر هو السبب الأبرز الذي يجعل التوجه إليهم يكون بشكل أكبر.
وزاد على الجهات المختصة التشديد على أصحاب سيارات الأجرة، ومنعهم من التلاعب بالأسعار في المواسم والزيادة المبالغ فيها، فهذا الأمر سيحد من انتشار الكدادين المخالفين.
ويذكر أمجد ناصر (أحد الركاب) أنه يفضل التنقل بواسطة الكدادين على سيارات الأجرة، نظراً لروحهم المرحة التي يتسم بها معظمهم، وقصصهم الشيقة التي تعبّر عن معاناة أحدهم أو تدل على خيال واسع يمتلكه آخر.
وأضاف الكدادون هم أبناؤنا أو إخواننا ممن أجبرتهم الظروف، فلم يجدوا غير هذا العمل، وبدلاً من أن نعتبرهم مخالفين يجب أن نساعدهم ونقف معهم جنباً إلى جنب، ومحاولة إيجاد الطرق المناسبة لجعلهم نظاميين. ويقول ثامر الزهراني (أحد الركاب) في غالب تنقلاتي أستخدم سيارات الأجرة، ولا أرافق الكدادين إلا نادراً، ويكمن السبب في إمكان محاسبة سائقي سيارات الأجرة في حال كانت الخدمة سيئة أو رأيت منه تصرفاً سيئاً، وأما الكدادون فعديد منهم مخالفون ولا يمكن محاسبتهم، بل ربما يكون الراكب عرضة للجزاء.
وزاد ، الأسعار مرتفعة نوعاً ما، وهذا من استغلال المواسم ولا يمكن لأحد أن يجبرهم على سعر معين لعدم وجود الرقابة اللازمة.