موظفون وطلاب يبيعون السوبيا في رمضان لمضاعفة الدخل

موظفون وطلاب يبيعون السوبيا في رمضان لمضاعفة الدخل

في وقت تتنافس فيه السوبيا والتوت الشامي على موائد إفطار السعوديين في رمضان، فإن شوارع الرياض وأسواقها تشهد حالة تنافس مماثلة بين من يقومون ببيع تلك العصائر، فهناك قوانين غير مكتوبة لكنها متعارف عليها بين البائعين الجائلين، فمثلا لا يسمح لأكثر من بائع بالوقوف بسيارته أو التجول بالشارع نفسه، فعليه أن يختار شارعا آخر لكيلا يؤثر التنافس على ربحهم.
الإقبال على شراء السوبيا والتوت والعصيرات في رمضان جعل بيعهم لا يقتصر على العاطلين أو ممتهني تلك المهنة فقط، فهناك موظفون حكوميون وطلاب يقبلون على بيعها في رمضان طلبا للربح، فكل المطلوب هو سيارة وعصير وثلاجات محمولة لحفظ العصير.
من يشتري السوبيا من الباعة يجذبه إليه منظر العصير المثلج في هذا الحر وخبرته مع البائع، لكنه لا يعرف أي من الجهات مسؤولة عن سلامتها وعدم تلوث الأكياس الموجودة فيها، فبحسب سؤال لـ "الاقتصادية" عن الجهات المسؤولة عن سلامة تلك العصائر التي تباع تحت درجة حرارة تقارب 50 درجة مئوية، فإن هيئة الغذاء والدواء تنفي مسؤوليتها عنهم قائلة إنها شبيهة بالطعام المعد بالمنازل ولا تملك الهيئة الرقابة على صلاحية أطعمة المنازل.
من ناحيته يؤكد حمد بن سعد العمر المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون البلدية والقروية أن وعي المواطن له الدور الأكبر بالقضاء على ظاهرة بيع العصير في الشوارع أو الحد منها، فعلى الرغم من أن الوزارة تقوم خلال المواسم كرمضان بتكثيف الجولات الرقابية الصحية على الباعة بالشوارع ويتم منع غير السعوديين أو من يبيعون بضائع مخالفة للاشتراطات الصحية كالأطعمة مجهولة المصدر أو الوقوف بأماكن غير محددة من البلديات، إلا أن الدور المهم على المواطن لأن الجولات لا تستطيع منع تلك الظاهرة نهائيا، فالوزارة تستطيع الرقابة على المحال والمنشآت ذات العلاقة بالصحة التي لها أماكن محددة، لكنها غير قادرة على تغطية جميع شوارع الرياض.
يقول حمود الهزازي بائع سوبيا بطريق الملك فهد إنه موظف إلا أنه يعتبر بيع السوبيا في رمضان وسيلة لزيادة دخله، واقتبس فكرة البيع من جيرانهم الذين يبيعون العصائر كل رمضان، فانتهج نهجهم واستأجر سيارة خاصة طوال الشهر ويضع فيها ثلاجتين ويقوم بوضع أكياس السوبيا التي يشتريها من الموزع فيها.
يشير إلى أن البيع يعتمد على المكان الذي تقف فيه، وعليك أن تحاول حجز المكان قبيل شهر رمضان، فلا يصلح أن تقف سيارتان أو بائعان بجانب بعضهما، معتبرا أن كل بائع ورزقه من الله إلا أن هناك شوارع مميزة بالبيع كالملك فهد والعليا والملز، فهو مثلا يقف بجوار مدرسة نجد ويبيع 300 كيس يوميا في أوائل الشهر ويقل هذا العدد مع اقتراب الشهر من نهايته، قائلا إن سعر الكيس 15 ريالا، موضحا أن هذا السعر قد يقل بأواخر الشهر بحسب السعر الذي يشتريه الباعة من الموزعين، فالموزع بآخر شهر رمضان يبيع الكيس على أربعة ريالات بينما بأول الشهر يكون ثمنه تسعة أو عسرة ريالات.
لا يعتبر حمود أن تلك العصائر أو الأكياس قد تكون ملوثة، قائلا إنها تحفظ بثلاجات تمنع عنها حرارة الجو والشمس، كما أن الزبون قادر على التمييز إذا كان العصير فاسدا أو لا، مشيرا إلى أن الزبون الذي يشتري مرة من السيارة يرجع لها كل يوم في حال أعجبه مذاق السوبيا.
لا يحبذ فكرة وجود أماكن مخصصة للمراقبة، قائلا إن تلك الأماكن ستتطلب إيجارا، وباعة السوبيا يبيعونها لأنهم بحاجة لكل ريال، ولن يقبل أحد على دفع إيجار لمكان وهو لا يعلم إذا كان سيشتري منه أحد أم لا، كما أن المشترين بالعادة يفضلون الشراء وهم بطريقهم لبيوتهم أو أماكن عملهم لا يقصدون جهة معينة للشراء وإلا فستكون المحال المخصصة للعصير وجهتهم لا الأماكن المخصصة لباعة السوبيا الجائلين لو وجدت.
ونوه الهزازي إلى أنه لا توجد أهازيج لبيع السوبيا على غرار ما يحصل بالتوت الشامي، فهم يقفون بسيارات لن يسمعهم أحد، كما أن من يتجولون بالشوارع يبيعون لسيارات مكيفة لن تسمعهم فهم فقط يتجولون لإغراء قائدي السيارات ومن فيها بمنظر الثلج والعصير ليشتروه على مسؤوليتهم واعتمادا على ضمير البائع وخبرتهم معه، فلا يوجد حتى الآن جهة تضمن سلامة العصير أو صحته.

الأكثر قراءة