استدامة الأندية الرياضية .. تسلل

حين يسدد اللاعب تجاه المرمى وهو في موقف تسلل فإن الهدف "غير صحيح"، وحين يختلط العمل المسؤول بالمفاهيم الخاطئة وممارسة غير المتخصصين فإن ذلك، في عرف "المسؤولية الاجتماعية للشركات"، "هدف تسلل"، وفي كلتا الحالتين لا بد من وجود حكم يضبط هذا التسلل للحد من تسجيل الأهداف الخاطئة.
الحال أيضا ينطبق على الاستدامة في القطاع الرياضي، وبالتحديد محليا، فعلى الرغم من أن المنشآت الرياضية حديثة عهد بالاستدامة إلا أن ذلك لم يمنعها من المضي في تبني "المسؤولية الاجتماعية للشركات"، رغم ما يشوبها من خلط بينها وبين "خدمة المجتمع" و"الأعمال الخيرية" التي لا تتسم بالاستدامة.
لكن هذا ليس مربط الفرس، فبرأيي أن البند الأهم والغائب عن طاولة المسؤولية الاجتماعية للمنشآت الرياضية هو الشفافية - Transparency وإصدار التقارير غير المالية أو ما يعرف بـ "تقرير الاستدامة".
في الواقع الشفافية هي خط دفاع الاستدامة، إذ تعكس مدى التزام المنشأة عبر الإفصاح حول ممارساتها وبيئة عملها، كما تلعب دورا مهما في تعزيز قيمة المنشأة على المدى البعيد، وتعزيز الثقة بأصحاب المصلحة والمجتمع وتحسين الأعمال، في حين يعمل "تقرير الاستدامة" كبار وميتر لقياس هذه البلورة.
لذا أرى أنه بات على المنشآت الرياضية المسارعة إلى تطبيق معايير الشفافية باعتبارها حجر الزاوية للاستدامة في القطاع التي تعد أيضا أساس مكافحة الفساد في هذا الوسط، خاصة بعد قضية الفساد التي هزت أروقة أعلى سلطة رياضية في العالم "الاتحاد الدولي لكرة القدم".
آن الأوان لإعادة النظر في تفعيل مبدأ الشفافية لضمان استدامة القطاع الرياضي وفق أطر سليمة ابتداء من ترتيب الأولويات لبرامج مستدامة تعنى بالشباب، إضافة إلى تبني سياسة الإفصاح، سواء في النادي أو الاتحادات، تجاه العقود والذمم المالية لأعضاء اللجان وإقرارها قبل دخولهم لعضويات الاتحادات أو مجالس الأندية عبر تشريعات واضحة من الجمعية العمومية، حيث الشفافية فيها تقطع الطريق على أي ممارسات غير مشروعة وتحد منها أو تعطي فرصة لملاحقتها قانونيا.
كما أن دور الحكومات والجهات المعنية محوري في مراقبة وضبط المخالفات التي ترتكب باسم الاستدامة ووضع التشريعات ومؤشرات الاستدامة التي تدفع المنشآت الرياضية للإفصاح حول آثارها البيئية والاجتماعية، والخطوات التي اتخذتها لتجنب الفساد، إضافة إلى أدائها المالي.
ختاما، الأمل معقود في الأمير عبد الله بن مساعد رئيس رعاية الشباب، وهو الخبير بالأروقة الإدارية والاستثمارية، في أن يكون الحكم الذي يضبط محاولات التسلل في المسؤولية الاجتماعية في القطاع الرياضي، لئلا تتخم الأهداف غير الصحيحة مرمى الوطن التنموي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي