المستثمرون يتساءلون عن الهدف وراء تحرك بنك الشعب الصيني

المستثمرون يتساءلون عن الهدف وراء تحرك بنك الشعب الصيني

بعد يومين من إعلانه تخفيض قيمة العملة التاريخي والتحوّل إلى عملة أكثر استناداً إلى السوق، عقد البنك المركزي الصيني مؤتمرا صحافيا نادرا في غرفة في الطابق السفلي تحت مقرّه الرئيسي الفخم في بكين.
الرسالة كانت بسيطة وإن كانت غير متناسقة منطقياً - سعر صرف العملة الصينية سيتم تحديده الآن من قِبل السوق، لكن بنك الشعب الصيني يملك السلطة والموارد للتأكد من أن العملة يتم تداولها بأي مستوى يرى قادة الصين أنه مناسب، بدون أي تقلّبات فوضوية. يقول يي جانج، نائب مُحافظ بنك الشعب الصيني “نحن بحاجة إلى الوثوق بالسوق، واحترام السوق، والخشية من السوق، والتكيّف مع السوق. لكن لا يُمكننا أيضاً أن ننسى أن الحكومة يجب أن تلعب دوراً أكثر أهمية”.
في الفترة التي انقضت منذ ذلك الحين، أصبح واضحاً أن البنك المركزي سيتدخّل حينما يشاء، للتأكد من استمرار تداول العملة في نطاق ضيّق حول الدولار الأمريكي.
لكن كثيرا من المستثمرين العالميين يتساءلون لماذا قرّرت بكين التحرّك الآن وما الذي تأمل في تحقيقه. ويقول أشخاص مُطّلعون على البيروقراطية الصينية “إن تخفيض قيمة العملة كان بمثابة خطوة إصلاحية كلاسيكية من قِبل بنك الشعب الصيني، الذي كان يحاول منذ أعوام الانتقال إلى عملة قابلة للتداول بحرية أكبر. هذا من شأنه إزالة بعض التشوّهات في الاقتصاد والسماح لبكين بإدارة سياسة نقدية أكثر استقلالاً. لكن هذا تتم مُعارضته من قِبل عدة وكالات، مثل وزارة التجارة، التي تُمثّل مصالح المُصدّرين”.
لترويج هذه الخطوة لدى قادة بكين، عمل بنك الشعب الصيني على جعلها جذّابة من خلال طرحها بوصفها تخفيضا في قيمة العملة من شأنه مساعدة المُصدّرين وأنها في المصلحة الوطنية. لكن للعالم الخارجي، حاول تصوير الخطوة على أنها إصلاح قائم على السوق على الطريق إلى سعر صرف يتم تداوله بحرية أكبر.
يقول إسوار براساد، الرئيس السابق لوحدة الصين في صندوق النقد الدولي “استطاع (البنك المركزي) تدبير مزيج ذكي من خطوة لإضعاف الرنمينبي مع التحوّل إلى سعر صرف تُحدّده السوق أكثر، الأمر الذي تصدّى للانتقادات الخارجية لتخفيض قيمة الرنمينبي”. الشهور المقبلة ستكشف ما إذا كان تخفيض قيمة العملة، أو قوى السوق كان الدافع الأقوى وراء هذه الخطوة.

الأكثر قراءة