توافق سعودي - أمريكي لمواجهة نشاطات إيران العدائية في المنطقة

توافق سعودي - أمريكي لمواجهة نشاطات إيران العدائية في المنطقة

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي باراك أوباما، أهمية تكثيف الجهود للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، خاصة في مواجهة نشاطات إيران الرامية إلى زعزعة الاستقرار، وفي هذا السياق عبّر خادم الحرمين الشريفين عن دعمه الاتفاق النووي الذي وقعته دول 5 + 1 مع إيران، الذي سيضمن حال تطبيقه عدم حصول إيران على سلاح نووي، ما سيعزز أمن المنطقة.
جاء ذلك في بيان مشترك عقب جلسة مباحثات رسمية أول أمس اجتمع خلالها خادم الحرمين الشريفين بالرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض.
ووفقا للبيان، عقد الزعيمان جلسة مباحثات إيجابية ومثمرة استعرضا خلالها العلاقات المتينة بين البلدين، حيث نمت هذه العلاقة وتعمقت خلال العقود السبعة الماضية في كافة المجالات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والأمنية، والثقافية، وغيرها من المجالات ذات المصالح المشتركة.
وأكد الزعيمان أهمية الاستمرار في تقوية علاقاتهما الاستراتيجية بما يعود بالنفع على حكومتيهما وشعبيهما. وأشاد الرئيس بدور المملكة القيادي الذي تلعبه في العالمين العربي والإسلامي.
وعبر الزعيمان عن ارتياحهما لنتائج قمة كامب ديفيد التي عقدت بين قادة الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس أوباما خلال شهر مايو الماضي، التي تهدف إلى تقوية الشراكة الأمريكية الخليجية وتعزيز التعاون الدفاعي، والأمني، كما أكد الزعيمان عزمهما على التزامهما بتنفيذ كافة الموضوعات التي تم الاتفاق عليها في كامب ديفيد.
كما استعرض الزعيمان التعاون العسكري القائم بين البلدين في مواجهة ما يسمى بتنظيم داعش في سورية، وفي حماية المعابر المائية ومحاربة القرصنة، كما ناقشا تسريع الإمدادات العسكرية إلى المملكة، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والأمن البحري، والأمن السيبراني، والدفاع ضد الصواريخ البالستية.
وأكد الزعيمان أهمية مواجهة الإرهاب والتطرف، كما جددا التزامهما بالتعاون الأمني بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك الجهود المشتركة لمواجهة "القاعدة"، و"داعش"، وأشادا بتعاونهما للحد من تدفق المقاتلين الأجانب ومواجهة حملات "داعش" الإعلامية الداعية إلى الكراهية، ولقطع إمدادات تمويل المنظمات الإرهابية.
كما أكد الزعيمان الحاجة إلى جهود طويلة المدى تمتد لعدة سنوات لمواجهة الإرهاب والقضاء على "القاعدة" و"داعش"، ما يتطلب تعاوناً مستداماً من بقية دول العالم.
وفي الشأن اليمني، أكد الجانبان ضرورة الوصول إلى حل سياسي في إطار المبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216، وأبدى الزعيمان قلقهما من الوضع الإنساني في اليمن، وأكد خادم الحرمين الشريفين التزام المملكة بتقديم المساعدة للشعب اليمني والعمل مع أعضاء التحالف والشركاء الدوليين بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة للسماح بوصول المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة وشركائها، بما في ذلك الوقود، للمتضررين في اليمن، والعمل على فتح الموانئ اليمنية على البحر الأحمر لتشغيلها تحت إشراف الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الواردة من الأمم المتحدة وشركائها. ووافق الزعيمان على دعم ومساندة الجهود الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة.
وعلى صعيد النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد الزعيمان أهمية مبادرة السلام العربية التي قدمت في عام 2002 م، والحاجة إلى الوصول إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة لهذا النزاع، قائمة على حل الدولتين لتحقيق الأمن والسلام، كما أنهما شجعا الطرفين على القيام بخطوات بهدف المحافظة على حل الدولتين وتطويره.
كما شدد القائدان على أهمية الوصول إلى حل دائم للصراع في سورية قائم على المبادئ التي اشتمل عليها إعلان جنيف 1، لإنهاء معاناة الشعب السوري، والحفاظ على مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية، والمحافظة على وحدة سورية وسلامة أراضيها، ولتكون دولة مسالمة تمثل كافة أطياف المجتمع السوري خالية من التفرقة والطائفية، كما أكد الزعيمان أن أي تحول سياسي حقيقي يجب أن يشتمل على مغادرة بشار الأسد، الذي فقد الشرعية لقيادة سورية.
وأبدى الزعيمان دعمهما لجهود الحكومة العراقية للقضاء على "داعش"، والتطبيق الكامل للإصلاحات المتفق عليها وتلك التي أقرها البرلمان أخيراً، وأن تطبيق هذه الإصلاحات يمثل دعماً لأمن العراق واستقراره ويحافظ على وحدته الوطنية وسلامة أراضيه، كما أنه يوحد الجبهة الداخلية لمحاربة الإرهاب الذي يمثل تهديداً لكل العراقيين.
وأكد الزعيمان دعمهما القوي والمتواصل للبنان، وسيادته، وأمنه، واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية في سعيها لتأمين لبنان وحدوده، ومقاومة التهديدات المتطرفة، كما أكد الطرفان الأهمية القصوى لانتخاب البرلمان اللبناني العاجل للرئيس وفقاً للدستور اللبناني.
وناقش الزعيمان تحديات التغير المناخي واتفقا على العمل سوياً لتحقيق نتائج ناجحة في مفاوضات باريس في شهر ديسمبر المقبل، مع مراعاة الظروف الخاصة للمملكة.
وأخيراً ناقش الزعيمان شراكة استراتيجية جديدة للقرن الحادي والعشرين، وكيفية تطوير العلاقة بشكل كبير بين البلدين، وقدم الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية إيجازاً للرئيس اشتمل على رؤى المملكة حيال العلاقة الاستراتيجية، وقد أصدر خادم الحرمين الشريفين والرئيس توجيهاتهما للمسؤولين في حكومتيهما بوضع الآلية المناسبة للمضي قدماً في تنفيذها خلال الأشهر المقبلة.
وقد رحب الرئيس بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة المملكة العام المقبل لاستكمال تنفيذ "الشراكة الاستراتيجية" للقرن الحادي والعشرين بين السعودية والولايات المتحدة. وكان الرئيس باراك استقبل في البيت الأبيض أول أمس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وفي بداية الاستقبال صافح خادم الحرمين الشريفين كبار المسؤولين الأمريكيين، فيما صافح الرئيس الأمريكي أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين.
عقب ذلك عقد الرئيس الأمريكي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جلسة مباحثات رسمية. وقد أقام الرئيس باراك أوباما مأدبة غداء عمل احتفاء بخادم الحرمين الشريفين ومرافقيه بمناسبة زيارته الولايات المتحدة الأمريكية.
رافق خادم الحرمين الشريفين، الوفد الرسمي وهم: الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، والدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة، والدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام، وعادل الجبير وزير الخارجية، والمهندس خالد الفالح وزير الصحة وخالد الحميدان رئيس الاستخبارات العامة.

الأكثر قراءة