«الطيار» .. قلعة السياحة السعودية والعربية في منطقة الشرق الأوسط
تتمتع شركة مجموعة الطيار للسفر القابضة بمكانة دولية متميزة كإحدى الشركات الموثوق بها في مجال السفر والسياحة والشحن وخدمات النقل وتأجير السيارات في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتحفل مسيرتها المهنية والعملية بكثير من الإنجازات؛ فقد أسست شركة مجموعة الطيَّار للسفر عام 1980 في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، وتصنف الآن دولياً ضمن أفضل 25 شركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمجالات السفر والسياحة. وفي حوار مع "الاقتصادية" تحدث عبد الله بن ناصر الداود، العضو المنتدب في مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة، عن تجربة المجموعة التي تزامن إنشاؤها مع بداية عصر التنمية الشاملة في المملكة، وهي الآن تدخل مرحلة مهمة وجديدة من مراحل ازدهارها، وقد كان هذا التزامن التاريخي أحد عوامل التحدي التي أسهمت في إيجاد تطلعات كبيرة نحو المشاركة في بناء وتحقيق أهداف خطط التنمية الاقتصادية لوطننا العزيز.
وللمجموعة أن تفخر بما حققته وأنجزته من مشاركات واسعة وكبيرة في المشاريع الحيوية التي مكنتها من أن تصبح واحدة من أشهر وأهم المؤسسات الاقتصادية والسياحية المميزة، التي أسهمت في إيجاد فرص عمل في نطاق واسع جداً. إلى نص الحوار:
بداية.. كيف ترون مستقبل الاستثمار في قطاع السفر والسياحة؟
لا شك أن قطاع السفر والسياحة من القطاعات الموسمية، ومع ذلك فإن السوق المحلية حققت نمواً مستمراً في حجم الاستثمارات الخاصة بالقطاع خلال الأعوام الأخيرة، لافتا إلى الدور المهم للاستثمارات، التي أدت إلى افتتاح مزيد من المنشآت الفندقية وتطوير المطارات، فضلاً عن التوسعات المستمرة لشركات الطيران الوطنية والتوسع الكبير في عدد رحلات خطوط الطيران المختلفة من وإلى مطارات المملكة الإقليمية والدولية مثل القصيم وتبوك وأبها والطائف وغيرها، ومن المتوقع نمو حركة السفر في المملكة خلال العام الجاري بنسبة تتراوح بين 7 في المائة إلى 9 في المائة، مقارنة بمستوى النمو في عام 2014 البالغ 6 في المائة.
كما أن مستقبل الاستثمار في وكالات السفر والسياحة في المملكة من الاستثمارات الواعدة، مشددا على ضرورة الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة ومواكبة التطور العالمي من خلال تقديم الحلول والمنتجات التقنية المتطورة، مضيفا أن المستوى الكبير للعوائد على الاستثمارات في قطاع السياحة والسفر في المملكة دفع الكثير من المستثمرين لضخ استثماراتهم في هذا القطاع، متوقعا دوراً كبيراً للقطاع الخاص في الاستثمارات المستقبلية، ولاسيما في القطاع الفندقي والخدمات المرافقة.
وهناك دراسة اقتصادية أجريت العام الماضي، كشفت أن النسبة الكبرى من المسافرين بالمملكة من فئة الشباب (من 15 إلى 25 سنة)، الأمر الذي يفرض على وكالات السفر والسياحة الاتجاه للوسائل التقنية وبالتحديد تصميم تطبيقات تتناسب مع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، مبينا أن عدد وكالات السفر والسياحة المرخصة في المملكة تصل إلى 1000 وكالة، فيما يبلغ عدد الموظفين في قطاع السفر والسياحة ستة آلاف موظف.
وقد تناولت الدراسة جميع العوامل المؤثرة في قطاع السياحة والسفر سواء الإيجابية أو السلبية، حيث تطرقت لعدة محاور منها: المحور السكاني وتأثير النفط في قطاع السفر وكذلك العامل الجيوسياسي، مبينا أن الدراسة توقعت نموا كبيرا في قطاع السفر والسياحة خلال مونديال العالم في الشقيقة قطر عام 2022 بإذن الله.
ومناخ الاستثمار من الموضوعات المهمة المرتبطة بالقدرة التنافسية في جذب الاستثمارات المباشرة كمصدر أساسي لتمويل الاستثمارات في القطاعات الاقتصادية والسياحية والإنتاجية والخدمية في ظل ندرة الموارد المحلية، وبالتبعية تأثيرها المباشر في امتصاص البطالة وتقليص نسبة الفقر في المجتمع ورفع مستوى المعيشة للمواطن، وزيادة الإنتاج المحلي في ظل سياسة تنوع قاعدة الإنتاج والإحلال بهدف تحقيق فائض اقتصادي في الموازين الاقتصادية الكلية، ومن ثم تحقيق زيادة في معدل النمو الاقتصادي.
أعلنت مجموعة الطيار للسفر القابضة عن الاستحواذ على 40 في المائة من حصص شركة مجموعة "إيكونوكس" المحدودة.. ما أهمية هذا الاستحواذ؟
شركة إيكونوكس تختص بتقديم الاستشارات المتكاملة والاستراتيجيات الرائدة لإدارة الأصول في مجال صناعة الضيافة والفندقة كما تقوم بتوفير مجموعة كاملة من الخدمات المتخصصة في الاستشارات الفندقية من تطوير وتشغيل وإدارة الأصول، وتتميز كذلك بخبرة عريقة بإدارة الأصول الفندقية في مكة المكرمة، حيث تقدم خدماتها الاستشارية والإدارية لعديد من شركات الفندقة وملاك الفنادق في العاصمة المقدسة. وهذا الاستحواذ يتماشى مع استراتيجية المجموعة التوسعية في مجال سياحة الحج والعمرة والمعتمدة على استراتيجية التكامل العامودي لخدمات الحجاج والمعتمرين والقاضية بالتوسع في مجال الضيافة والفندقة وخدمات الإيواء، ما يتطلب بناء قاعدة إدارية وفنية ومهنية لازمة لإدارة هذه الأصول الفندقية.
المتابع لنشاط "الطيار" يلحظ توسعاً لافتاً في الأنشطة الاستثمارية.. كيف تنظرون لذلك؟
لدى الشركة خطط طموحة للاستحواذ والاستثمار في المجالات التي تتكامل مع النشاط الأساسي للمجموعة خاصة في قطاع السفر والسياحة والإيواء، كما يتم التركيز على الخدمات التي تتوافق مع الحج والعمرة ولا سيما بعد اكتمال مشاريع التوسعة والخدمات في المشاعر المقدسة، حيث إن سوق مكة السياحي واعد ومستمر ولا يتأثر عادة بالركود ومهم لإكمال نشاطات الشركة في مجال الحج والعمرة وتشغيل الفنادق.
ما الأثر المالي لمشاريع التملك والتوسع؟
إن الرؤية التي حددناها منذ البداية تركز دائما على أن تكون مشاريعنا ذات قيمة مضافة، تخدم توجه المنطقة التي نستثمر فيها، فقد أدركنا جيدا نوعية المشاريع التي تحتاج إليها المنطقة والمملكة، وبتنسيق وتواصل دائمين مع الجهات الرسمية المعنية في قطاع السياحة والسفر والفنادق والإيواء، وذلك امتدادا لاستثمارات متعددة استحوذت عليها "الطيار"، وكما أننا نعمل وفق خطط مميزة لتطوير مشاريع نوعية تناسب نوعية وحجم الطلب على منتجنا السياحي. مضيفا أن الاستحواذات المتعددة تأتي ضمن خطة المجموعة الاستراتيجية الرامية إلى التوسع في مجال خدمات السياحة والسفر والعمرة والحج، وهذه الاتفاقيات تندرج ضمن السياسة التوسعية العالمية التي تنتهجها مجموعة الطيار لتضم تحت مظلتها عددا متكاملا من الشركات، ما يسهم في دعم خدماتها بقارة أوروبا ودعم البنية الهيكلية للمجموعة عموما.
كما أننا نسعى لتوفير جميع الخدمات المتعلقة بالسفر والسياحة والشحن وتأجير السيارات، ونقوم بتقديم خدمات النقل الجوي والبحري والبري، وخدمات نقل الركاب داخل المدن وضواحيها. وسيكون الأثر المالي إيجابياً من ناحية الشمولية في جذب الإيرادات من الخدمات المختلفة وتنويع مصادر الإيرادات وتخفيض مستوى المخاطر.
حصدت شركة الطيار جوائز نظير تفوقها في مجال السياحة والسفر.. تعليقكم؟
بالفعل حصدت مجموعة الطيار على عديد من الجوائز لا يمكن حصرها، منها جائزة أفضل مشغل للسياحة من الحكومة الماليزية لعامين متتالين على مستوى الشرق الأوسط، وكذلك الفوز بجائزة أفضل وكيل لـ«الخطوط الجوية العربية السعودية» لأعوام عدة، كما كرمت شركة طيران ناس مجموعة الطيار للسفر القابضة ضمن فعاليات معرض السفر والاستثمار السياحي في الرياض، وذلك لتحقيقها أعلى نسبة مبيعات لـ"طيران ناس" على مستوى المملكة، وهذه الجوائز هي ثمرة جهد كبير قامت به مجموعة الطيار للسفر شارك فيه كل المنتسبين للمجموعة ممن نالوا الشهادات والخبرات العلمية والعملية وانخرطوا في مجال العمل بكفاءة عالية، ليحققوا نجاحات لا تخطئها العين في تخصصاتهم، لافتاً إلى أن جهود كل منتسبي "الطيار" في الفترة الماضية كان لها بالغ الأثر في رفع مكانة المجموعة عالياً، كما أن لهم دورا كبيرا في التطوير الشامل الذي تشهده المجموعة حاليا وفي المستقبل أيضا.
أبرمت المجموعة عددا من اتفاقيات لشراء حصص في شركات عقارية.. لماذا توجهت الشركة بقوة نحو القطاع العقاري؟.. وهل ستواصل عمليات التملك في الشركات العقارية؟
يعد قطاع العقارات في مكة المكرمة واحداً من أكثر القطاعات نمواً خلال الأعوام الأخيرة، في ظل الحجم الكبير للاستثمارات التي ضخت لافتتاح مزيد من المنشآت، تزامناً مع التوسعات الكبيرة التي تقوم بها حكومتنا الرشيدة لرفع البنية التحتية في مكة المكرمة والمدينة المنورة لزيادة الطاقة الاستعابية للحجاج والمعتمرين.
وبالنسبة لمجموعة الطيار فقد اهتمت المجموعة بالقطاع العقاري في مكة المكرمة منذ فترة وقامت بإبرام عديد من الصفقات، ومنها أنها استحوذت على فندق من فئة 5 نجوم في مكة المكرمة بمسافة لا تزيد على 70 مترًا عن الحرم المكي الشريف بقيمة 1.5 مليار ريال يحتوي على 759 غرفة وأجنحة مختلفة الأحجام، جاءت هذه الصفقة في إطار استراتيجية الطيار الرامية لتنمية قطاع الحج والعمرة، حيث يقع العقار داخل الخط الدائري الأول المواجه لساحات الحرم المكي الشريف، ويشكل منتجا جديدا في محفظة المجموعة من الفنادق في مكة المكرمة.
كما استحوذت "مجموعة الطيار" على 25 في المائة من شركة ذاخر للاستثمار والتنمية، والاستحواذ يتضمن ملكية حصص ضمن مشروع ذاخر السكني في مكة المكرمة الذي يضم أكثر من 100 برج سكني مخصصة للاستثمار الفندقي والإسكان الموسمي، ومن المباني والأسواق التجارية والمكتبية والشقق المعدة للتمليك، ومتحف للتراث المكي، ومرافق خدمية متنوعة، ويبعد مشروع مدينة ذاخر السكني والتجاري الاستثماري عن الحرم المكي مسافة تقدر بنحو 1.4 كم، الواقع على مساحة 320 ألف متر مربع شمالي الحرم المكي، ويتميز مشروع ذاخر كذلك بإمكانية الوصول إلى المشاعر المقدسة كافة بسهولة، إضافة إلى قربه من الطرق الرئيسة في مكة التي تصلها بجدة والمدينة المنورة، وتم ربط المشروع بالدائري الثالث في مكة بطريق إشعاعي يربطه بأنفاق الحجون للمشاة المتصلة بالحرم المكي مباشرة، حيث يعتبر الطريق الرئيس للداخل من مكة من الجهة الشمالية، ويتصل مباشرة بمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة بطرق سريعة دون توقف، وشركة ذاخر في مكة المكرمة يأتي امتدادا لاستثمارات سابقة استحوذت عليها الطيار، في مكة المكرمة، وتعمل وفق خطط مميزة لتطوير مشاريع نوعية تناسب نوعية وحجم الطلب على الوحدات الفندقية في مكة المكرمة. وهذا الاستحواذ في مشروع ذاخر يأتي ضمن خطة المجموعة الاستراتيجية الرامية إلى التوسع في مجال خدمات الحج والعمرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة. ولاشك أن مشروع ذاخر الذي تطوره وتملكه شركة ذاخر للاستثمار الذي يعد من أكبر المشاريع في المنطقة، وندرك جيدا أهمية استقطاب شركات وتحالفات، تعزز من رؤيتنا في توطين مشاريع نوعية في مكة تواكب التوجهات الحكومية في توسعة الحرم المكي، والمشاعر المقدسة.
كما تم عقد شراء شركة مثمرة للاستثمار العقاري ومن رأسمال الشركة بين شركة عطلات الطيار للسفر والسياحة المملوكة بالكامل للمجموعة وشركة مثمرة القابضة، يذكر أن شركة مثمرة للاستثمار العقاري تعد من الشركات المتخصصة في مجال التطوير العقاري وإنشاء الفنادق والوحدات السكنية في مكة، حيث تمتلك عددا من الفنادق والأبراج المكتبية في المنطقة المركزية للحرم المكي لخدمة الحجاج المعتمرين، وسيتم تمويل الصفقة من خلال التمويل الذاتي للشركة، ومن المتوقع أن هذه الصفقة سيكون لها أثر إيجابي على إيرادات وأرباح الشركة مستقبلا.
العلامة التجارية لـ "الطيار" باتت أكثر رواجاً وتميزاً.. برأيكم ما أهم الأسباب التي ساعدت في بروزها؟
العلامة التجارية هي علامة مميزة أو مؤشر وهي واجهة الشركات على عدة مستويات. وقد استطاعت مجموعة الطيار أن تكون علامة تجارية باتت أكثر رواجا وتميزاً وأعتقد أن أسباب ذلك هي:
- تمكن عملاء الشركة من تمييز منتجاتها أو خدماتها عن منتجات الشركات المنافسة أو خدماتها، ما يتيح للشركة إمكانية تسويق سلعها أو خدماتها على نحو أفضل.
- ولا تستعمل العلامات التجارية كأدوات تحديد فقط، بل تعدّ أيضا ضمانات للجودة المتواصلة. فالمستهلك الذي يرتاح لجودة منتج أو خدمة يثابر على شراء ذلك المنتج واقتناء تلك الخدمة بحثا عن الجودة التي يتوقعها من العلامة التجارية التي يعرفها. وأعتقد أن هذا ينطبق بصورة كاملة على العلامة التجارية لـ"الطيار".
- بعدما عرف المتعامل مع خدمات ومنتجات مجموعة الطيار ومميزاتها في مجال الإنتاج، ما يؤدي إلى بناء الثقة الدائمة في المنتج، وبالتالي تصبح علامة الطيار من العلامات التجارية ذات الجودة العالية.
وعموما فإن العلامة التجارية لـ"الطيار" تمتاز بسهولة تقديم الخدمات للعملاء، وبذلك تتضح أهميتها للمستهلك، خاصة في عصر يعرف وفرة المنتجات وتطور وسائل التقليد، ما يهدد حماية العلامة التجارية.
ما أهمية الشراكة التي عقدتها المجموعة مع هيئة السياحة والآثار؟
أن المبادرات والبرامج والمشاريع التي بدأت الهيئة العامة للسياحة والآثار بتنفيذها أو تعد لتنفيذها، تحفز المستثمرين وتقدم التسهيلات لهم للدخول في القطاع السياحي، إضافة إلى العمل على تجهيز منتج يواكب تطلعات السائح في فترات المواسم وغيرها، في الوقت الذي أصبح فيه المواطن ضاغطا على السياحة ويرغب بشكل ملح في أن يقضي إجازته ويستمتع بها داخل بلاده. وما تقوم عليه الهيئة هو دعم منظومة من الأعمال والخدمات التي تلبي رغبات المواطنين السياح وتوفير كل ما يلبي حاجاتهم، ومن ضمن المهام التي تقوم عليها الهيئة تقديم الدعم والحوافز للمستثمرين للدخول في قطاع السياحة. كما لفت إلى دور الشراكة بين الهيئة والقطاعات الحكومية المتعددة وحيوية هذه الشراكة بشكل مهني عالي المستوى، وذلك لتقديم كل ما يليق بالسائح، سواء في مجال السياحة أو الآثار أو التراث العمراني.
هذا وقد وقعت مجموعة الطيار للسفر القابضة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني برنامجاً للتعاون المشترك بين الجهتين، وذلك في مقر الهيئة العامة للسياحة والآثار في مدينة الرياض، ويتضمن برنامج التعاون بين الهيئة والمجموعة عدداً من المجالات، منها مجال الاستثمار السياحي وبحث مشروع الامتياز التجاري (الفرنشايز) وإيجابياته ومدى إمكانية استيعابه في اللوائح التنفيذية لتراخيص الأنشطة السياحية وعائدها في إيجاد فرص عمل إضافية للسعوديين.
كما تشمل مجالات البرنامج التعاون في المنتجات السياحية من خلال برنامج السياحة الزراعية، حيث تختار المجموعة بالتنسيق مع هيئة السياحة عدداً من المزارع المميزة في مختلف مناطق المملكة التي تتيح للسائح زيارة المزرعة والاستمتاع بعدد من الأنشطة المرتبطة بها، إضافة إلى مجال التسويق السياحي للاستفادة من برنامج عيش السعودية، والمشاركة في دعم البرنامج من خلال التعاون المشترك بين الطرفين والتسويق للفعاليات الكبرى في مناطق المملكة. علاوة على مجال التدريب وفتح فرص عمل للسعوديين للعمل في قطاع السفر والسياحة من خلال تصميم وتنفيذ البرامج التدريبية التي تستهدفها الهيئة لتهيئة الموارد البشرية في قطاع السفر والسياحة.
وهذا سيكون له دور كبير على تنمية الاقتصاد الوطني في مجال السياحة في كل المجالات سالفة الذكر، ويساعد الدولة على توفير الوظائف والقضاء على مشكلة البطالة، ويأتي توقيع برنامج التعاون في إطار مبدأ الشراكة والتعاون الذي تنتهجه الهيئة العامة للسياحة والآثار في علاقتها مع الجهات المختلفة في القطاعين العام والخاص، بهدف تحقيق أهداف وتوجهات الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية في المملكة.
ما دور "الطيار" في حج هذا العام؟.. وكيف تقيمون تجربة الشركة في مثل هذه المواسم؟
تعمل مجموعة الطيار للسفر على التحسين والتطوير الدائم للخدمات المقدمة لاستقبال ومغادرة الحجاج عبر المنافذ المختلفة، على أن تكون المتابعة على درجة كبيرة من الدقة، مبينا أن الطيار تقدم دائما أداء أفضل الخدمات لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزائرين، وتعمل وفق خطط التفويج الإلكترونية، حيث تتضافر فيها جهودها مع كل من وزارة الداخلية والحج والشؤون البلدية والقروية، وأضاف أن الطيار بدأت استعداداتها لأعمال الحج هذا العام بمجرد انتهاء الموسم الماضي، وذلك بوضع خطة تشغيلية للشركة، تغطي خمس مراحل، الأولى ما قبل وصول الحجاج إلى المملكة، والثانية عند الوصول إلى المنافذ الجوية والبرية والبحرية، ثم الثالثة بالوصول إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة والإقامة والتنقل فيهما، ثم الرابعة وهي التصعيد إلى المشاعر المقدسة والإقامة بها والتنقل، ثم المرحلة الأخيرة وهي المغادرة النهائية للحجاج، مضيفاً أنه في كل مرحلة هناك برامج للمجموعة ذات بُعد زماني ومكاني ومؤشرات أداء فعلي، وبالنسبة لموسم الحج السابق كانت هناك ردود فعل إيجابية للغاية من قبل الحجاج الذين التحقوا عن طريق الشركة بالحج.
وبالنسبة لدور "الطيار" في موسم الحج الحالي فإننا نريد أن يعود الحاج إلى بلده، وهو يحمل أجمل الذكريات الجميلة عن إنسان هذا البلد السعودي الأصيل، كيف استقبله؟ وكيف رحب به؟ ذاكراً أن هذه النقطة مهمة جداً، فنحن جميعاً عندما نسافر إلى الخارج ونجد فرداً "معبساً" في المطار، أو لم يتم استقبالنا بما يليق، حتى وإن كانت الفنادق جميلة والأماكن رائعة نظل نتذكر الاستقبال الضعيف، فما بالكم بضيوف الرحمن، لافتاً إلى أن هناك برامج رائعة جداً يتم إعدادها من قبل مجموعة الطيار للسفر وتتم متابعتها باستمرار، موضحاً أن هذه البرامج تستمر حتى في حالة المغادرة وليس الاستقبال فقط؛ لأن "الطيار" تريد أن تكون كل الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام مميزة وذات جودة عالية، كما ستوفر الطيار خدمة (vip) للحجاج الراغبين في هذه الخدمة المميزة.
كيف ترون تجربة شركة النيل للطيران؟ وما أهمية وجودها في السعودية؟
تعد شركة النيل للطيران، وهي شركة طيران مصرية خاصة, تأسست رسمياً عام 2008 وبدأت عملياتها منتصف 2010 حيث بدأت في البداية بأربع طائرات من طراز إيرباص A320 ومجموعة «الطيار للسفر والسياحة» هي الوكيل العام والحصري لشركة طيران النيل في كل إنحاء المملكة، وإن إطلاق شركة طيران النيل للخطوط الجديدة يأتي ضمن استراتيجية «النيل» للتيسير على راغبي السفر والسياحة، وعدم إهدار أوقاتهم في التنقل من مكان لمكان، وهو ما تجلى بوضوح في تعاملات عملاء الشركة خلال الفترة السابقة والحالية وبإذن الله مستقبلاً، وإشادتهم بحرص «الطيار للسفر والسياحة» و"طيران النيل" على توفير أرقى الخدمات لهم. وأخيرا تم إطلاق عديد من الرحلات الجديدة منها إلى الهفوف والجوف في المملكة العربية السعودية، وقد وصل عدد الوجهات إلى تسع وجهات للسفر، وستكون هناك وجهات أخرى في القريب العاجل، وأضاف: مثل هذه الرحلات تأتي دعما للسياحة والسفر من وإلى المملكة، وقد حرصت "الطيار" على تنظيم مثل هذه الرحلات لمناطق المملكة.
لديكم عدد من الاستثمارات الخارجية خصوصاً في بعض الدول العربية.. هل تأثرت تلك الاستثمارات بالأحداث السياسية الأخيرة؟
إن انتفاضات الربيع العربي في مطلع 2011 التي لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على السياحة في المنطقة لم تؤثر في عمليات الشركة، لكنها بوجه عام غيرت خريطة الوجهات السياحية في المنطقة، ولكن تأتي الاستثمارات الاستراتيجية للشركة ضمن الخطط المستقبلية التوسعية لمجموعة الطيار للاستفادة من البنية التحتية لشبكة الشركات التابعة لتنشيط السياحة العربية، لافتاً إلى أنه من المؤكد أن هذه الاستثمارات قد تأثرت بأحداث المنطقة، ولكن تم تجاوز هذه التأثيرات بفضل الله، ثم الجهود المبذولة من قبل مدير وموظفي هذه الشركات، إضافة إلى الخبرات السابقة لـ"الطيار" في أحداث حرب الخليج الثانية فإنني أتذكر أن "الطيار" كانت الشركة الوحيدة العاملة في منطقة الخليج أثناء الحرب الثانية، وكانت توفر الرحلات للجميع، ما أكسبها خبرة طويلة ساعدتها في تجاوز أحداث المرحلة الحالية، وقد أثبتت "الطيار" قدرة كبيرة على مواجهة التحديات والأزمات خاصة في ظل مرحلة التباطؤ التي تعرضت لها المنطقة خلال السنوات الماضية، مؤكداً على ثقة المتعاملين بـ"الطيار" في قدرتها على تجاوز الأزمات بكل عزم وجلد.
ما أهم خطط المجموعة الاستراتيجية خلال الفترة المقبلة؟
إننا نفتخر بوجود شركة وطنية خاصة ناجحة مثل «مجموعة الطيار للسفر القابضة»، تخدم شريحةً كبيرةً من المسافرين، وتسهل عليهم أسفارهم، وترتب أمور تنقلاتِهم ورحلاتِهم، وتسهر على عودتهم سالمين، وهي تقوم بدورٍ فعالٍ ومهمٍّ في هذا المجال لقد أصبحت شركة الطيَّار الرائدة في بلدنا في تقديم هذا النوع من الخدمات، ونرجو أن تبقى الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط في تقديم خدمات السفر والسياحة، والشركة تسعى لتعزيز مراكز قوتها بالخارج، ومن المتوقع إتمام صفقات عديدة للاستحواذ خلال الفترة المقبلة "هذه الاستحواذات هي فرص تعمل على تدعيم مركزنا لأن الشركة تحتاج إلى مراكز قوة في هذه المناطق، وتابع "المتغيرات التي تحدث بالسوق السعودي تساعدنا أكثر على النمو. وقد شهد موسم الصيف الماضي نموا في رحلات السفر إلى أمريكا وأوروبا والمسافرين إلى تلك المناطق يطلبون خدمات متكاملة. "ونحن نعمل على ذلك للوصول إلى رضا عملائنا في كل أرجاء المعمورة، وأوضح أن الشركة التي تعمل في تنظيم الرحلات السياحية وتقديم خدمة تأجير السيارات من خلال 28 شركة شقيقة داخل المملكة و18 شركة خارجها خصصت 300 مليون ريال للاستثمارات خلال الفترة المقبلة إلى جانب 200 مليون ريال لإنشاء فندق فئة أربع نجوم لرجال الأعمال في جدة وتوقع الانتهاء منه خلال 2016، كما بدأت الشركة خدمة الطيران الخاص بشرائها طائرة من طراز "تشالنجر 605" وتعتزم تأجيرها للمسافرين من كبار العملاء في خطوة من المتوقع أن تحقق مبيعات بقيمة تتراوح بين 25 - 30 مليون ريال سنويا.