ناصر الطيار .. واستراحة المحارب

أتحدث اليوم عن رجل محارب، نحت في الصخر حتى يصل لما طمح إليه، فلم يولد وفي فمه معلقة من ذهب، إنما جاهد وثابر وعمل وتعب حتى كوّن إمبراطورية اقتصادية سياحية يشار إليها بالبنان، وأصبح حلمه حقيقة راسخة، فهو رجل عصامي بنى نفسه بنفسه حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، إنه المحارب الدكتور ناصر بن عقيل الطيار.
وهذا ليس كلاما مرسلا، ولكن هذه حقائق تعبر عنها سيرته الذاتية التي نستعرض بعضا منها خلال هذا المقال...
فبداية من المهم أن تختار أن تدون داخل بطاقة هويتك “إنسان”، فالإنسانية ليست ترفا أو اختيارا أو مرحلة، بل هي مساحة بين نقطتين تصل عبر خط مستقيم إلى تجربة يظل الله - سبحانه وتعالى - يحميها ويدافع عنها، ويملؤها بالبشرى والإيمان...
وهذا ينطبق بكل المقاييس على الدكتور ناصر، فقد ولد عام 1957، في قريته العقلة الواقعة جنوب الزلفي، ولم يكن أبدا هذا الفتي الغض الذي نشأ على اليسر والسهولة، بقدر ما اشتد عوده، واكتمل صبره على نفوذ الطبيعة القاسية، من مناخ وظروف وقسوة حياة.
ففي الثامنة من عمره حضر إلى الرياض مع أبيه عقيل بن عبدالله بن أحمد بن عقيل الطيار.
وقد بدأ الدكتور ناصر العمل وهو في سن الثالثة عشرة، وكان يدرس في المرحلة المتوسطة ويعمل في “سيتي بنك”، ثم انتقل إلى العمل في خطوط الطيران السعودية في سن الثالثة عشرة في وظيفة كاتب حسابات براتب شهري 900 ريال، وكان ذلك عام 1975، ثم عمل في وزارة الخارجية السعودية، لكنه استقال وفضل دخول عالم الأعمال والمال والتجارة، عن طريق اقتراض مبلغ 250 ألف ريال من بعض أصدقائه، وقام بافتتاح مكتب صغير للسفر والسياحة في شارع التخصصي، وهذه كانت بداية رجل الأعمال الدكتور ناصر الطيار، الذي كون إمبرطورية السياحة المعروفة حاليا بمجموعة الطيار للسفر والسياحة...
ثم ننتقل إلى وجه آخر للدكتور ناصر، وهو وجه الخير، فإنني أشهد بأن هذا الرجل - بحكم قربي منه، فقد عملت معه في مواقع كثيرة - رجل محب لفعل الخير بطريقة تذهل من يعمل معه، فإذا تحدثت عن كم أعمال الخير التي يفعلها فإنه يحتاج إلى مجلدات كبيرة لسرد أفعال الخير التي يقوم بها، فقد استقطع من أرباح شركته نسبة ثابتة للمشاريع الاجتماعية والخيرية، وللمساهمة في هذه المشاريع، إضافة إلى مشروع الطيار الخيري، وقد تنازل عن جزء من حصته في مجموعة الطيار لمصلحة الجمعية الخيرية.. وله مواقف عديدة من الجمعيات الخيرية في المملكة، وأذكر منها أنه تكفل بشكل كامل بتكاليف زواج 40 عريسا كفيفا و43 عروسا كفيفة من جمعية كفيفة، كما قام بمساعدة 100 شاب على الزواج، حيث خصص مبلغ مليون ومائة واثنين وعشرين ألف ريال لإتمام ذلك العمل الخيرى، وذلك في جمعية ابن باز الخيرية.
أما الوجه الثالث للدكتور فيتمثل في حبه الشديد لأسرته المعروفة بأسرة الطيار، فالأسرة هي هاجسه الأول، التي بنى عليها كل أحلامه الماضية والحالية والمستقبلية، فيحرص الدكتور ناصر على تنظيم احتفالية سنوية، يدعو فيها جميع أفراد أسرته من جميع أنحاء العالم ليتجمعوا ويكرموا أبناءهم وبناتهم المتفوقين، ويشعروا معا بصلة الرحم الواحدة.
فجأة وبدون مقدمات استقال الدكتور ناصر من منصبه نائبا لرئيس مجلس الإدارة وعضوا منتدبا لمجموعة الطيار، التي أسسها وبنى إمبراطوريتها السياحية في المملكة والخليج ومنطقة الشرق الأوسط والعالم، وذلك نظرا لظروفه الشخصية والأسرية، ورغبته في التفرغ لها، وأنه يرى أن يعطي الفرصة للجيل الجديد الذي تم تعيينه منذ ثلاث سنوات لتحمل المسؤولية.
وختاما.. فإنني أناشد جميع المسؤولين في المملكة لتكريم هذا الرجل المعطاء، الذي أعطى الكثير والكثير لوطنه وأبناء وطنه، وضحى بحياته كي يقيم صرحا اقتصاديا تفخر به المملكة، وكان ضلعا أساسيا في عملية التنمية الاقتصادية والسياحية في المملكة، وله أياد بيضاء على كثير من أبناء الوطن العزيز، ومشاريعه الخيرية والاقتصادية تشهد على ذلك، كما أتوجه - على الخصوص - إلى مجلس إدارة مجموعة الطيار بضرورة إقامة حفل تكريم كبير يليق بهذا الرجل الذى بنى هذه الإمبراطورية بالكد والعرق والكفاح والمثابرة، وأدعو الله أن ينعم عليه بموفور الصحة والعافية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي