«معادن» تضاعف أصولها من 6 مليارات ريال إلى 84 مليارا في 7 سنوات .. وتقفز بمبيعاتها إلى 10.8 مليار ريال

تعمل شركة التعدين العربية السعودية "معادن" التي تأسست بأمر ملكي عام 1997، بغرض مباشرة مهمة تطوير الثروات المعدنية في مناجم السعودية بكل اقتدار على ترجمة رؤى الدولة في بناء قطاع التعدين كركيزة ثالثة للصناعة السعودية.

وتركزت أنشطة معادن في البداية على زيادة إنتاجها من الذهب الذي يشمل عديدا من المناجم حول المملكة، إضافة إلى دخولها مجال الاستثمار في قطاعي "الفوسفات" و"الألمونيوم"، وهي كذلك تعمل باستمرار على توسيع محفظة أعمالها واستكشاف وتقييم مكامن لمعادن جديدة، حيث يجري العمل على تقييم الإمكانيات المتاحة على صعيد عدد من المعادن الصناعية والمعادن الأساس لتوسيع محفظتها التعدينية.

وتعد شركة معادن من بين أسرع الشركات نموا، حيث حققت قفزات تاريخية في الفترة بين 2007م حتى 2014م، ففي حين كانت تملك خمسة مناجم أضافت إلى نشاطها الاستثماري مجمعا متكاملا للفوسفات ومجمعا متكاملا للألمونيوم ومنجما للنحاس.

وضاعفت من حجم مبيعاتها في الفترة ذاتها 44 مرة لتسجل 10.8 مليار ريال، وفي حين كان يعمل فيها 800 موظف فقط، تضم اليوم نحو ستة آلاف موظف في مشاريعها المنتشرة في المناطق السعودية، كما تضاعفت أصول الشركة 14 مرة من ستة مليارات ريال لتصل إلى نحو 84 مليار ريال.

التقرير التالي يرصد أبرز نشاطات "معادن" والقطاعات التي تستثمر فيها.. إلى التفاصيل:

أفضل القدرات

ترتكز "معادن" لتحقيق أهدافها على مجموعة من القيم التي تسير دفة أعمالها لتتمكن من القيام بمختلف أوجه النشاط التعديني، وتتمثل هذه القيم، في النزاهة، العناية، العمل الجماعي، الملكية والمسؤولية.

وتعمل "معادن" على استثمار الاحتياطيات عالية الجودة مع التركيز على القدرة التنافسية من حيث التكلفة وتسويق المنتجات عالميا، مع استهداف الشركة زيادة مناسبة في قيمة حقوق المساهمين والنمو، في سبيل أن تكون شركة متنوعة النشاطات قائمة على السلع المعدنية مع التركيز مبدئيا على المعادن الحالية، والتوسع مستقبلا في المعادن الأخرى من خلال الاستكشاف المكثف.

#2#

وفي حين تضع "معادن" الصناعات التحويلية في عين الاعتبار فإنها تباشر تطوير أفضل القدرات المدعومة بالمعرفة الداخلية، وتعمل على توسيع قاعدة المواهب من خلال إقامة شراكات بحسب احتياجاتها.
وتتماشى خطط "معادن" مع سياسة حكومة المملكة الداعية إلى ضرورة الاستفادة من ثروات المملكة الهائلة من المعادن والعمل على إقامة تجمعات صناعية تحويلية.

وتمضي الشركة قدما في تنفيذ مشاريعها التعدينية وفقا لاستراتيجيتها للنمو المتوازن، ما سيسهم بفاعلية في المشهد الصناعي والتنموي في المملكة وتطوير صناعة التعدين، الأمر الذي أفضى لأن تكون "معادن" أكبر شركة تعدين في منطقة الشرق الأوسط باستثمارات تصل إلى أكثر من 90 مليار ريال في قطاعي الألمونيوم والفوسفات، فضلا عن استثماراتها في مشاريع الذهب والمعادن الصناعية الأخرى.

الذهب ومعادن الأساس

تتولى شركة معادن للذهب ومعادن الأساس "وهي شركة مملوكة بالكامل لشركة معادن" تطوير وتشغيل أعمال الذهب ومعادن الأساس التابعة لشركة معادن.

وتشغل شركة معادن للذهب ومعادن الأساس حاليا خمسة مناجم للذهب في المملكة العربية السعودية هي: مهد الذهب، بلغة، الصخيبرات، الأمار، والسوق، بجانب التوسع المتوقع من خلال إضافة المناجم الموجودة في الدويحي، الرجوم، مسرة ومنصورة.

وقد بلغ إنتاج هذه المناجم خلال العام الماضي أكثر من 150 ألف أوقية. إضافة إلى ذلك، تقوم شركة معادن للذهب ومعادن الأساس بتطوير مناطق جديدة للذهب في المنطقة المركزية للذهب وسط المملكة، كما تنفذ برنامجا واسعا لتطوير واستكشاف المعادن النفيسة و"معادن" الأساس في السعودية.

النحاس

أسست "معادن" بالشراكة مع الشركة الكندية باريك للذهب "باريك" شركة ذات مسؤولية محدودة تقوم بالاستحواذ على مشروع النحاس في جبل صايد وتطويره وتشغيله، وتستثمر "معادن" ما يقارب من 810 ملايين ريال (216 مليون دولار) للاستحواذ على 50 في المائة من حقوق المشروع وأصوله ومنشآته القائمة دون أي ديون أو التزامات خارجية، وذلك بعد صدور الموافقة المبدئية من وزارة البترول والثروة المعدنية على الصفقة وعلى تحويل رخص التعدين والكشف الخاصة بالمنجم إلى الشركة الجديدة.

#3#

ويمثل جبل صايد أهم مناجم النحاس المكتشفة في المملكة وهو منجم يقع تحت سطح الأرض، تقدر احتياطاته بـ 650 ألف طن، وستصل طاقة المشروع الإنتاجية من 45 إلى 60 ألف طن في السنة، على أن يبدأ الإنتاج فيه في الربع الرابع من عام 2015، وبحسب الدراسات المتوافرة لاحتياطات النحاس في منجم جبل صايد، فإن العمر الافتراضي للمنجم يصل إلى 15 عاما تقريبا، يمكن زيادتها من خلال عزم الشركة الجديدة التوسع في أعمال الاستكشاف ضمن رخص الاستكشاف والتعدين التابعة لها، ويوفر المشروع أكثر من 400 وظيفة مباشرة وأخرى غير مباشرة.

الفوسفات

ينظر إلى "معادن" على أنها مساهم رئيس في صناعة الفوسفات عالميا لما تملكه المملكة من احتياطات من خام الفوسفات شمال المملكة يقارب 7 في المائة من الاحتياط العالمي للفوسفات، ويدعمها في ذلك قرب الأسواق المستهلكة كالهند، وتوافر مصادر الطاقة الرخيصة والبنية التحتية الملائمة كالسكك الحديدة والموانئ.

وبدأت "معادن" الإنتاج من مجمع الفوسفات في رأس الخير في عام 2011 وتسير للوصول إلى الطاقة المستهدفة لإنتاج 2.92 مليون طن من الأسمدة الفوسفاتية سنويا، وتعتمد على المادة الخام من منجم الفوسفات في حزم الجلاميد المنقول بواسطة القطار إلى رأس الخير.

وكانت الشركة قد أبرمت مع "سابك" اتفاقية شراكة لمشروع الفوسفات في عام 2007 لإنشاء مشروع مشترك من خلال شركة معادن للفوسفات المملوكة بنسبة 70 في المائة لشركة معادن ونسبة 30 في المائة لشركة سابك.

ومنذ ذلك الحين، طور فريق شركة معادن للفوسفات مشروع الجلاميد - رأس الخير لسماد الفوسفات ثنائي الألمونيوم.

وتعمل "معادن" على تطوير مجمع متكامل على مستوى عالمي لإنتاج الفوسفات في المملكة في مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية بتكلفة تقديرية تصل إلى 30 مليار ريال سعودي بنسبة 60 في المائة لشركة معادن و25 في المائة لشركة موزاييك العالمية و15 في المائة لشركة سابك.

وسيكون المجمع الجديد واحدا من أكبر المجمعات الصناعية المتكاملة للفوسفات في العالم، حيث سيضاعف الإنتاج الحالي لشركة معادن من الأسمدة الفوسفاتية والمركبة مع إضافة منتجات تحويلية جديدة مهمة إلى القدرات الإنتاجية للشركة.

الألمنيوم

دخلت المملكة في 12/12/2012 عصرا صناعيا جديدا ببداية إنتاج الألمنيوم لأول مرة من مجمع شركة معادن المتكامل للألمنيوم في رأس الخير، الذي من شأنه دعم قيام عدد من الصناعات التحويلية في مقدمتها صناعة السيارات، ونجحت مع شريكتها "الكوا" رائدة صناعة الألمنيوم العالمية في إنتاج أول كمية من الألومينا ـــ المنتج الذي يشكل أساس صناعة الألمنيوم - المستخرج من خام البوكسايت من منجم البعيثة وذلك في المصفاة التي تم بناؤها وتشغيلها في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية كأول مصفاة ألومينا من نوعها في المنطقة.

وبهذا الإنجاز تكاملت الوحدات الصناعية للمدخلات الأساسية والتصنيعية في مجمع معادن للألمنيوم ما يرسخ استراتيجية "معادن" في تحقيق صناعة تكاملية تبدأ من المنجم إلى المنتج النهائي.

وتقوم مصفاة الألومينا بمعالجة البوكسايت الخام الذي يصل إليها من منجم البعيثة في منطقة القصيم عبر خط سكة حديد يقارب طوله 600 كيلومتر، لتزود بدورها مصهر الألمنيوم بكميات الألومينا المطلوبة، حيث يتم نقل الألومينا آليا بواسطة أحزمة النقل إلى المصهر لإنتاج 740 ألف طن سنويا من منتجات الألمونيوم عالية الجودة لعملاء الشركة في منطقة الخليج والأسواق الدولية.

ويتم في المصهر إنتاج الألمنيوم المصهور بأشكال متعددة تتضمن سبائك الألمنيوم التي يتم تحويلها في مصنع معادن للدرفلة إلى صفائح ألمنيوم تستخدم في تصنيع علب المشروبات والأغذية وهياكل السيارات.

وبهذا سيصبح مجمع معادن للألمنيوم الأكثر كفاءة على مستوى العالم.

وتبلغ استثمارات "معادن" في هذا المجمع بالشراكة مع الشريك الأمريكي "الكوا" 40.5 مليار ريال تملك "معادن" ما نسبته 74.9 في المائة في حين تملك "الكوا" النسبة المتبقية 25.1 في المائة.

المعادن الصناعية

بجانب المشاريع التعدينية في الذهب والألمونيوم والفوسفات فإن الشركة لديها مشاريع من أهمها، مشروع المغنيزايت لاستثمار خام المغنيزايت في منطقة حائل لإنتاج مادتي المغنيزيا الكاوية والمغنيزيا الخامدة وبعض الأنواع الأخرى من الحراريات السائبة ذات الخصائص الفيزيائية والكيميائية عالية الجودة في مصنع المعالجة الموجود في المدينة الصناعية في المدينة المنورة، وكذلك منجم الزبيرة للبوكسايت منخفض التركيز والكاولين في منطقة حائل.

المساهمة الأساسية في تأسيس المدن الصناعية في رأس الخير ووعد الشمال

تفخر "معادن" بمساهمتها الأساسية تحت مظلة وزارة البترول والثروة المعدنية مع شركائها من وزارات ومؤسسات الدولة في تطوير مدينة رأس الخير التي تحتضن الجزء الأكبر من منشآت "معادن" للفوسفات والألمنيوم على الشواطئ الشرقية للمملكة.

وهي مدينة صناعية متعددة المنتجات، تعزز من القيمة المضافة لتكامل مجمعاتها الصناعية في موقع واحد وكذلك ترفع من كفاءتها التشغيلية وتتمتع ببنية تحتية متكاملة ترتبط بسكة حديد بطول 1500 كم ومحطة لتحلية المياه وإنتاج الكهرباء تعد الأكبر من نوعها في العالم وميناء حديث ومتطور يضم تسعة أرصفة حاليا وسيتم رفعها لتصبح 15 رصيفا مستقبلا.

وبحسب التقديرات، فإن المرافق الصناعية لمدينة رأس الخير والبنى التحتية المرتبطة بها تسهم بما يعادل 1 في المائة من الناتج المحلي في المملكة ـــ منها 28 مليار ريال في مساهمات مباشرة، وتسعة مليارات في أخرى غير مباشرة، في حين تم تطوير 20 ألف فرصة عمل جديدة.

وبناء على النجاح الذي تحقق في تطوير مدينة رأس الخير، شرعت "معادن" بتكليف سامٍ ورعاية من وزارة البترول والثروة المعدنية ومشاركة مختلف وزارات ومؤسسات الدولة ذات العلاقة في وضع اللبنات الأولى لتطوير مدينة وعد الشمال التي يبلغ حجم الاستثمارات فيها ما يقارب 36 مليار ريال، تتوافر فيها كافة مقومات الصناعة والتنمية المستدامة لتوفير الفرص الوظيفية للشباب وتطوير المناطق الشمالية، ولتكون هذه المدينة والمشاريع عند اكتمالها إنجازا آخر للوطن مماثلا للإنجاز الذي تم في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية وقبلها في مدن الجبيل وينبع ورابغ الصناعية.

ومن المتوقع أن يوفر مشروع تطوير مدينة وعد الشمال عند اكتماله، آلاف الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة.

وسيضيف ـــ بإذن الله ـــ أكثر من 15 مليار ريال إلى الناتج المحلي، إضافة إلى عدد من الفرص الاستثمارية الأخرى.

ويعزز من نجاح المدن الصناعية التعدينية في رأس الخير ووعد الشمال، خط السكة الحديدية الذي يربط مناجم الفوسفات في حزم الجلاميد بمنطقة الحدود الشمالية ومنجم البوكسايت في القصيم بمناطق التصنيع في رأس الخير على الخليج العربي مرورا بمناطق الجوف وحائل والقصيم والمنطقة الشرقية بطول يبلغ 1400 كيلومتر.

التنمية المستدامة

التنمية المستدامة هي جزء من هوية "معادن" التي لن تحيد عنها، وهي مسؤولية واضحة لا جدال فيها تبرز من خلال المشاريع التنموية الواعدة التي أسستها الشركة في مختلف مناطق المملكة.

وشركة "معادن" مستمرة في رفع المعايير التنموية لقطاع التعدين في المملكة وتسخير مشاريعها نحو التنمية الشاملة والمتوازنة لمناطق المملكة، وتحقيق العوائد المجزية والتنافسية لمساهميها، منطلقة من إيمانها بأن التنمية الحقيقية ليست في التنمية الاقتصادية فحسب، بل في التنمية التي تمس حياة الإنسان.

ومن أجل تحقيق التنمية، تعتمد "معادن" أفضل الممارسات العالمية، بهدف تعظيم قيمة الموارد المعدنية وعوائدها للوطن أولا، ثم لمساهميها وللمجتمعات القريبة من أعمالها وشركائها، إدراكا من الشركة لأهمية الاستفادة من مميزات وخيرات المناطق الواعدة في المملكة، وأن دورها يتمحور في المساهمة الجادة لتنميتها وتحفيز تنافسيتها.

وتتميز مشاريع "معادن" بأنها تحمل قيمة تنموية مضافة، فهي تملك قدرات خاصة في تطوير المجتمعات النائية، وطرح المشاريع ذات الاستدامة التي تنعكس إيجابا على اقتصاديات تلك المجتمعات ونمط الحياة فيها من خلال توفير فرص التدريب والتطوير والتأهيل لآلاف الشباب خاصة في المناطق النائية والمحيطة بمواقع أعمال الشركة التعدينية إضافة إلى دعم الاقتصاديات المحلية والمؤسسات المتوسطة والصغيرة في تلك المناطق من خلال المشتريات المحلية.

كما بادرت "معادن" بتطوير تقنيات كانت لها مساهمة مهمة في تطوير الاستدامة البيئية، ففي محافظة الطائف أنشأت خط أنابيب لنقل المياه المعالجة بطول 450 كيلومترا إلى مواقع مناجم الذهب في المنطقة المركزية للذهب الواقعة بين الرياض والطائف ما سيسهم بدوره في تنمية المناجم في المنطقة والمحافظة على المياه في المنطقة.

وفي رأس الخير تملك الشركة نظاما مبتكرا لإدارة مياه الصرف الصحي المبتكر ويعتبر الأول من نوعه في معالجة المياه المستنفدة الناتجة عن الصرف الصحي أو الصرف الصناعي، ويقلل هذا النظام من الطلب على المياه إلى نحو سبعة ملايين ونصف مليون ليتر يوميا.