«معهد أبحاث الحج»: أعددنا 1000 برنامج ودراسة عن الحج والعمرة بمشاركة نخبة من الباحثين
قال الدكتور عاطف أصغر، عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة “إن المعهد أعد أكثر من ألف دراسة وبرنامج بحثي، وإن بعض المشاريع التي تنفذ حاليا تدل على نجاح دراسات المعهد وتقديمه كثيرا من البرامج البحثية التي تم الأخذ بها واعتمادها، ومنها توسعة المسعى والمطاف وتوسعة المسجد الحرام وتوسعة جسر الجمرات”، مؤكدا أن هذه الدراسات لها معطيات مؤثرة في اتخاذ القرار في بعض المشاريع القائمة والمنفذة، لافتا في حواره مع “الاقتصادية” إلى أن المعهد يتولى في موسم حج هذا العام الوقوف على خطط التشغيل وتقييمها، كمشروع القطار ومراحل التفويج التي تتم فيه وكذلك النقل الترددي، مضيفا أن “هناك دراسات بيئية وصحية سنوية يجريها المعهد”.
ما خطة معهد أبحاث الحج والعمرة لموسم حج العام 1436؟
يجري المعهد 31 دراسة وبرنامجاً مستمراً بمشاركة 90 باحثاً ومساعدا، حيث تشارك نخبة من باحثي المعهد يقدمون خلاصة خبراتهم في الدراسات المتعلقة بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والمنافذ الجوية، التي تغطي عدداً من المجالات مثل الاقتصاد، والتغذية، والتوعية والإرشاد، والنقل، وإدارة الحشود، والجوانب البيئيـــة والصحــــية، والمنظـــومة المعلوماتية والإحصائية، إضافة إلى البرامج التي يجريها المعهد في كل عام ليصبح عددها الإجمالي 31 دراسة وبرنامجا.
ما أبرز الدراسات التي ستنفذ في موسم حج هذا العام؟
هذا العام تستكمل كافة الدراسات التي أعدها المعهد ويعدها في كل عام، وتتعلق أغلب هذه الدراسات بالمستجدات والمتطلبات المنوطة بالمعهد ومنها على سبيل المثال، الأمور التشغيلية التي تحصل سنويا، حيث يتولى المعهد الوقوف عليها وتقييمها كمشروع القطار ومراحل التفويج التي تتم فيه وكذلك النقل الترددي الذي يتم تقييمه من خلال برنامج أعده المعهد بخصوص ذلك، كما أن الجديد في هذا العام أن المعهد يعكف على تقييم مرحلة التفويج في جبل الرحمة وتنظيم الأفواج إضافة إلى برنامج سنوي مستمر وهو برنامج النفرة وتحديد تقريبي لعدد الحجاج الذين وقفوا في مشعر عرفات وهو البرنامج الوحيد الذي يرصد الأعداد الموجودة في مشعر عرفات، بخلاف دراسات بيئية وصحية سنوية ودراسات أخرى تتعلق بالتغذية والنفايات الصلبة وتصنيفها ودراسة تتعلق بالمناخ وتلوث الهواء، كما يجري المعهد دراسة سنوية تتعلق بالسجل العلمي والتاريخي لماء زمزم، وهذا البرنامج تجاوز أكثر من 30 عاما ويتم من خلاله تحليل مياه زمزم والاستفادة من هذه التحاليل لقياس جودة المياه.
كم عدد الدراسات التي نفذت خلال مسيرة المعهد التي تصل إلى 40 عاما؟
بدأ المعهد في عام 1390 هـ كوحدة بحثية وفي عام 1401 تحول إلى مركز وفي عام 1418 تحول إلى معهد، وخلال هذه المسيرة أجرى المعهد كثيرا من البرامج والأبحاث تجاوز 1000 برنامج ودراسة بحثية، حيث تدل بعض المشاريع التي تنفذ حاليا على نجاح دراسات المعهد وتقديمه كثيرا من البرامج التي تم الأخذ بها واعتمادها ومنها توسعة المسعى والمطاف وتوسعة المسجد الحرام وتوسعة جسر الجمرات، حيث لم تتوقف هذه الدراسات منذ إنشائه وكانت معطيات مؤثرة في اتخاذ القرار في بعض المشاريع القائمة والمنفذة إضافة إلى مشاريع أخرى كمشروع الإفادة من الهدي والأضاحي ومشروع النقل الترددي، حيث تم تنفيذه من قبل المعهد في عام 1415 – 1416 هـ وما زال المعهد يتابع هذا المشروع ويتولى تقييمه سنويا.
كما نفذ المعهد مشاريع أخرى منها دراسة خطوط المشاة من مشعر عرفات إلى مشعر منى إلى المسجد الحرام، وكان المعهد أول من بدأ التخطيط لهذه الدراسة وتولى المعهد تطوير هذه الدراسة، أيضا لا أنسى دراسة إدارة الحشود وما زال يعمل عليها في مناطق مثل جبل الرحمة ومسجد نمرة والميقات والمسجد الحرام والساحات المحيطة، وسنويا يعمل المعهد على مناطق مختلفة، ويتولى تقييم المناطق الحرجة. والمسؤوليات الملقاة على عاتق معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، والثقة التي توليها حكومتنا الرشيدة – أيدها الله – لهذا المعهد، تتطلب منا بذل مزيد من الجهد والوقت والموارد.
ويرتكز عمل المعهد على البحث العلمي الذي أصبح ركيزةً أساسية لكل عمل يراد له تحقيق الجودة والاستدامة، نظراً إلى الدعم السخي والاهتمام المتواصل الذي توليه حكومتنا الرشيدة للبحث العلمي ورجالاته، حيث ازدادت الجهود البحثية في كثير من الجهات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن، إدراكاً منها لأهمية البحث العلمي ودوره في تطوير العمل، والمعهد اليوم يعد مرجعاً استشارياً للجهات التنفيذية العاملة في الحج، والقائمين على المعهد يستشعرون هذه المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقهم، في ظل التوسعات الكبيرة والمشاريع العملاقة التي تنفذها الدولة لاستيعاب مزيد من أعداد قاصدي الديار المقدسة، فضلاً عما يحظى به المعهد من ثقة ولاة الأمر -حفظهم الله - بإحالة عديد من الأفكار والمقترحات والرؤى لدراستها وتمحيصها علمياً وميدانياً، ونعدكم ببذل مزيد من الجهد وتسخير الإمكانات البحثية والخبرات العملية، وبالتعاون مع الجهات العاملة في الحج لتحقيق الهدف السامي لتطوير منظومة الحج والعمرة والزيارة في خدمة ضيوف الرحمن.
ذكرت أن المعهد خلال مسيرته أنجز قرابة 1000 دراسة.. إلى أين يرفع المعهد نتائج برامجه؟
بعد الانتهاء وإكمال الدراسات المختلفة ذات العلاقة بالحج يتم رفعها إلى لجنة الحج العليا ولجنة الحج المركزية وإلى بعض الجهات ذات الصلة بهذه الدراسات والبحوث، ويتم عقد عديد من ورش العمل مع تلك الجهات.
بعد هذا النجاح للمعهد، كانت هناك فكرة تحويله ليعمل على أسس تجارية ويقدم خدمات للقطاع الخاص.. أين وصلت في ذلك؟
فكرة ومقترح تطوير المعهد وتحويله إلى أكاديمية لخدمة القطاع الخاص وتوسيعه ليشمل برامج دراسات عليا على غرار فكرة إنشاء جامعة الملك عبدالله بجانب أعماله السابقة، ما زالت قيد الدراسة، ولم يتخذ أي قرار بشأنها.
ما دور المعهد في تطوير المشاعر المقدسة؟
فيما يتعلق بتطوير المشاعر المقدسة المعهد يشارك في أحد اللجان التي تدرس مقترح البناء في سفوح الجبال وفي تطوير خيام مشعر عرفات وغيرها، لكن المعهد يفضل دراسة الجوانب التشغيلية في الحج، ولا يستطيع المعهد بحث كافة الجوانب والمقترحات، لكن المعهد يبدي الأولوية لقضايا مهمة وحرجة منها الحشود والتجمعات حيث يتولى المعهد توثيق هذه الجوانب إعلاميا من خلال التصوير الفوتوغرافي والمرئي إضافة إلى دراسة الحالات، كما أن المعهد يستقبل كثيرا من الأفكار والمقترحات، ومنها إيصال قطار المشاعر إلى الحرم، وخط شمالي خاص بالقطار، لكن المعهد يرى أن النقل الترددي من أنجح الوسائل الموجودة، ومنذ أن عمل هذا المشروع حقق نجاحات جيدة، ولا نغفل دور القطار في حل جزء من المشكلة التي تتمثل في الازدحام إلا أن المعهد يرى أنه لا بد من ضرورة وجود توازن في ملفات النقل المختلفة بين الترددية والقطار ودراسة مزيد من الجوانب التشغيلية في كافة ملفات النقل، حيث تتولى الترددية نقل ما يقارب 500 ألف حاج ويتولى القطار نقل 360 ألف حاج، أيضا النقل بالحافلات وصلت الطاقة التشغيلية له ما يقارب 600 ألف تقريبا في هذا العام، وأعتقد أن وزارة الحج تعمل على دراسات مستفيضة في هذا العام إضافة إلى طرق المشاة التي تمت تهيئتها وتطويرها ودعمها بالخدمات المختلفة في الفترة الأخيرة، وهو ما يحقق استيعاب هذه الطرق لأعداد المشاة بشكل أكبر ويساعد على مرونة النقل والحركة بين المشاعر.
كم عدد الباحثين المنفذين الدراسات في موسم حج هذا العام؟
المعهد يضم هذا العام في جوانبه المختلفة أكثر من 90 باحثا ومساعدا وفنيا ومهندسا، وبلغ عدد الطلاب 330 طالبا.
يقوم المعهد بحصر أعداد الحجاج وهناك جهات لها نفس المهمة.. هل هناك تعارض بينكما في موسم الحج؟
لا يمكن استيضاح قياس نجاح الحج النظامي إلا من خلال معرفة أعداد الحجاج، حيث يتولى المعهد حصر الحجاج في مشعر عرفات، أيضا من خلال معرفة حجاج الداخل وحجاج الخارج، ومن هنا يمكن معرفة الزيادة واستيضاح المخالفين وتتم معرفة أعداد الحجاج بطريقة علمية وهي قديمة نوعا ما، إلا أنها تثبت دائما فاعليتها، ودائما ما يكون الرقم الذي يتوصل إليه المعهد مشابها لبعض الجهات ومخالفا لأخرى، وهذه الطريقة تتم تجربتها منذ أكثر من 20 سنة وغالبا يكون الرقم قريبا لأعداد الحجاج الفعليين وتتمثل طريقة الاحتساب يدويا من خلال توزيع أعداد كبيرة من الطلاب على مداخل عرفات وتحويل المشعر إلى مربعات ومن ثم حساب عدد الحجاج في كل مربع وحساب عدد المركبات التي تمر من خلال المداخل ومن ثم نصل إلى العدد التقريبي الحجاج، ولا يتسبب قياسنا لأعداد الحجاج في أي اصطدام مع أي جهة أخرى معنية بهذا الأمر، فالجميع يتكامل في هذه الجهود.