الجبير: مساعدات السعودية للدول النامية فاقت 120 مليار دولار
قال عادل الجبير وزير الخارجية السعودي إن اقتصاد السعودية أسهم بإجمالي مساعدات وقروض ميسرة للدول النامية والأقل نموا بما يفوق 120 مليار دولار خلال الـ 30 سنة الماضية، معتبرا أن اقتصاد السعودية جزء من منظومة الاقتصاد العالمي.
وأكد أن أهمية بلورة شراكة قوية وفاعلة بين العالم العربي ودول أمريكا الجنوبية لا تقتصر فوائدها على الجانبين بل تمتد لتشمل خدمة خطة التنمية الدولية المستدامة، وفي إطار تعاون متعدد الأطراف تحت مظلة الشرعية الدولية، وذلك عبر ترسيخ مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأشار في كلمته التي ألقاها في افتتاح الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية التي ستعقد في الرياض، اليوم وغدا، إلى أن الاقتصاد العربي رغم كونه اقتصادا ناميا إلا أنه أسهم في مساعدة الدول الأقل نموا في العالم.
ونوه بالتوافق بين وجهات النظر بين الجانبين تجاه عديد من القضايا والمسائل، وفي مقدمتها مساندة دول أمريكا الجنوبية للقضايا العربية العادلة، مشيراً في السياق نفسه إلى أن الجانب العربي يسعى دائماً إلى مؤازرة هذه الدول في عديد من قضاياها.
وأشاد في هذا الصدد بالمواقف الإيجابية لدول أمريكا الجنوبية الصديقة من القضية الفلسطينية واعترافها بدولة فلسطين على حدود عام 1967م معرباً عن أمله بأن يسهم هذا الاعتراف الدولي الواسع بدولة فلسطين في الدفع بالعملية السلمية لتحقيق أهداف السلام العادل والدائم والشامل.
#2#
وأوضح أن القمة الأولى التي عُقدت في برازيليا في مايو 2005م دشنت مرحلة الشراكة والتعاون بين المجموعتين، وهذا ما سعت إلى تحقيقه قمتا الدوحة وليما من أجل تحقيق التقدم المتنامي في معدلات التبادل التجاري وحجم الاستثمارات والتجارة البينية والعمل على تطوير دور الروابط البحرية والجوية بين الإقليمين لتحقيق هذا الهدف.
وأبرز حرص الاجتماع العربي الوزاري الأخير في دورته الـ 144 بالتأكيد على تعزيز التعاون بين المجموعتين في مختلف المجالات والمشاركة في جميع النشاطات والاجتماعات المقرر إقامتها.
وقال إن البعد الجغرافي في الماضي شكل عائقاً أمام تطوير العلاقات بين المجموعتين إلا أن ثورة المعلومات مكنت شعوبنا من فهم ومعرفة ثقافة بعضنا بعضا، كما أن طفرة المواصلات قربت المسافات وسهلت التنقل فيما بيننا، يضاف إلى ذلك القواسم المشتركة وفي مقدمتها القيم والمفاهيم الإنسانية والأخلاقية التي تمثل الأساس الصلب لأي علاقة، علاوةً على القيم الدينية والحضارية المشتركة والروابط الأسرية للعائلات العربية المهاجرة لأمريكا اللاتينية.
وأكد أن جميع هذه الحقائق من شأنها إزالة أيّة مُعوقات لزيادة الفرص الواعدة بين الجانبين، خصوصاً في ظل ما نتمتع به من إمكانات كبيرة تحثنا على زيادة التجارة والاستثمار فيما بيننا، وفي عديد من مجالات التعاون المشترك.
وأعرب وزير الخارجية في ختام كلمته عن شكره للمشاركين في أعمال هذه القمة الرابعة متمنياً للجميع التوفيق والنجاح وتحقيق ما تصبو إليه القمة من أهداف ورؤى وطموحات مشتركة ومزيدا من التعاون البنّاء بين دولنا العربية ودول أمريكا الجنوبية.
من جهته، أبان الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية أن الاجتماع المشترك لوزراء خارجية الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، يهدف إلى إقرار مسودة إعلان الرياض الذي يتضمن الرؤية المشتركة للجانبين حول القضايا السياسية والتعاون في المجالات الاقتصادية تمهيدا لرفعها إلى القمة الرابعة بين الجانبين التي تعقد غدا في الرياض.
وقال العربي: نأمل أن تكون هذه القمة نقطة تحول في مسيرة التعاون التي بدأت منذ انعقاد القمة الأولى في برازيليا عام 2005 لتوطيد وترسيخ العلاقات بين دول أمريكا الجنوبية والدول العربية.
ووصف العلاقات بين الجانبين بأنها تاريخية ونابعة من حقيقة راسخة تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ الذي رسمت ملامحه حضارة الأندلس من جهة وقواسم مشتركة تتمثل في المفاهيم المشتركة والاحترام المتبادل وميثاق الأمم المتحدة من جهة أخرى.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن المؤتمر الرابع لرجال الأعمال في الجانبين الذي عقد على هامش القمة، من إحدى ثمار التعاون المهمة، مشيرا إلى أن انعقاد مثل هذه الفعاليات يوجد مجالات لرجال الأعمال من دول الإقليمين للتعرف على أهم الفرص الاستثمارية المتاحة.
وعدّ الأجواء الودية التي سادت النقاشات بين كبار المسؤولين ووزراء الخارجية, دليلا على ترسخ روح الصداقة, معرباً عن أمنياته أن يضيف إعلان الرياض للعمل القائم بين الجانبين ويبلور رؤية استراتيجية مشتركة لمسيرة التعاون بين الإقليمين لدعم القضايا المشتركة والسير نحو إقامة شراكة بناءة ذات مردود عملي يحقق مصالح الجانبين وتلبي طموحات شعوبهم.