اقتصاديات 2015 «1»
مر العالم بأحداث دراماتيكية هذا العام على جميع المستويات: السياسية والاقتصادية والتقنية والاجتماعية، وكعادتي في شهر ديسمبر أحب أن أكتب ما علق بذهني من الجانبين الاقتصادي والتقني خلال تلك الفترة.
الأهداف الإنمائية
وضعت "الأمم المتحدة" ثمانية "أهداف إنمائية" للألفية فيها خريطة طريق لتحسين مستقبل البشرية ومواجهات التحديات التي تواجهها.
ويتلخص الهدف الأول في ثلاث نقاط رئيسة:
- تخفيض نسبة السكان الذين يقل دخلهم اليومي عن 1.25 دولار إلى النصف في الفترة ما بين 1990 و 2015.
- توفير العمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للجميع، بمن فيهم النساء والشباب.
- تخفيض نسبة السكان الذين يعانون الجوع إلى النصف في الفترة ما بين 1990 و 2015.
ووفقا للتقرير الأخير الصادر هذا العام فقد ساعدت الأهداف الإنمائية للألفية على إخراج أكثر من مليار من البشر من دائرة الفقر المدقع، وتحقيق تقدم في مكافحة الجوع، وتمكنت البنات من دخول المدرسة بأعداد أكبر من أي وقت مضى.
التحديات لا تزال كثيرة والأهم أنها متسارعة بفعل عوامل كثيرة أبرزها تزايد التعداد السكاني للأرض وارتفاع فجوة الثراء والفقر. بعض المفكرين ذهب إلى أن السعي الحثيث للتعرف على المريخ هو من أجل اكتشاف عالم أفضل بعيدا عن مشاكل كوكب الأرض!
التغير المناخي
ثمة حقائق علمية أهمها أن التغير المناخي واقع بيئي يهدد المعيشة في كوكب الأرض وأن النشاط البشري أهم مسبباته.
ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة فهرنهايت في القرن الأخير ما نتج عنه انحسار الأمطار في بعض الأماكن والفيضانات وأثر سلبيا في الزراعة والإنتاج الغذائي الطبيعي في العالم.
يجتمع هذا الأسبوع زعماء العالم في مؤتمر باريس للمناخ لمناقشة التطورات. لوحظ أن الخطاب السياسي طغى على مناقشات المؤتمر فمثلا تحدثت إيران (!) عن دور الحروب والقلاقل في التغير المناخي، بينما تطوع نتنياهو (كعادته) بإبراز دور المقاومة الفلسطينية في إشعال فتيل النزاع بين الجانبين (ولست متأكدة كيف ربط المناخ بقصته). الجميل هو الدور البارز لأثرياء العالم الذي بات واضحا من خلال المبادرات التي قدمها "بيل جيتس" و"مارك زكربيرج" للمساهمة في احتواء المشكلة. وهذا حقيقة ما يعجبني في رجال الأعمال ذوي البعد والغاية الإنسانية حيث يطرحون حلولا عملية ومباشرة، أما السياسيون فدورهم الهتاف والتكرار الذي بالكاد يؤدي إلى نتائج ملموسة تواكب حجم المشكلة.
النفط
في مستهل العام كان سعر برميل النفط في حدود 70 دولارا ومنذ ذلك التاريخ مر سعر البرميل بمرحلتي هبوط سعري جديد: الأولى في شهر فبراير بسعر 55 دولارا والثانية في أغسطس بسعر 40 دولارا للبرميل. وكان مسلسل الهبوط (المدفوع بارتفاع العرض وتباطؤ اقتصاد الصين) قد بدأ منذ يونيو 2014، وتخللت هذه الفترة قفزات سعرية مؤقتة واصل بعدها الهبوط التدريجي (وأحيانا المفاجئ) وارتفع معدل حساسية النفط للعوامل السياسية والاقتصادية، وكان من الطبيعي أن تمر جميع الاقتصاديات النفطية بمرحلة من الضبابية خلال هذه الفترات خاصة في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يشهدها العالم.