لتعزيز قيم الكسب الحلال .. مدارس تشجع طلابها على ممارسة التجارة
شرعت بعض المدارس في تشجيع المبادرات التسويقية لدى الطلاب، وتخصيص أوقات لها، وذلك في خطوة لاستثمار المواهب التي يمتلكونها في إنتاج الأفكار وترسية قواعد السياسة المالية، وتعزيز قيم البيع والشراء، حيث قامت المدارس بإنشاء أسواق خاصة، ضمن أنشطتها تشجع فيها الأفكار الإبداعية التي تقدم من الطلاب، لتعزز قيم الأمانة والكسب الحلال لديهم.
ونفذت مدرسة الإمام المزي الابتدائية هذه التجربة على طلابها، التي حملت مسمى "التاجر الصغير"، حيث قدموا نحو 50 مشروعاً استثمارياً متنوعاً في سوق خاصة بهم داخل المدرسة، وبتشجيع من معلميهم، الذي أصبحوا كمختصين ومرجعا لهم.
ورصدت "الاقتصادية" خلال حضورها للبرنامج همة الصغار في التسويق لسلعهم، وبمهارة التجار أصحاب الخبرة، حيث اشتمل السوق على فروع للرقابة الصحية والتجارة لمراقبة سير السوق، والتزام الباعة بالأنظمة التي أبلغت لهم قبل انطلاق السوق، إضافة إلى برامج توعية لنشر الوعي الصحي بين الطلاب وتطبيق البرامج الصحية.
وأوضح الدكتور أنور بن عبد الله أبو عباة مدير إدارة النشاط الطلابي في تعليم الرياض، أن مثل هذه البرامج تهدف لتوعية الطلاب بأهمية البيع والشراء، وتأسيس جيل من المواهب القادرة على الاعتماد على الذات والتخطيط لمستقبل واعد، وذلك في سن مبكرة عن طريق تبادل الأفكار والخبرات، والعصف الذهني، واستخراج الأفكار لديهم مع تبسيط المفهوم ومراعاة قدرات المشاركين التعليمية. وبالعودة إلى برنامج التاجر الصغير، تؤكد إدارة المدرسة أن المشروع يهدف إلى البعد عن "التقليدية" في تنفيذ البرامج المدرسية، وتشجيع الطلاب، وفتح آفاق في عالم الأعمال الذي يوجد فيه عديد من فرص العمل والكسب الطيب، والرزق الحلال.
ويرى عبد المحسن الطريقي قائد ابتدائية الإمام المزي، أن الهدف من هذا البرنامج تعزيز القيم التربوية في نفوس الصغار، والمهارات العملية، فهو منشط تربوي هادف، يعود بالنفع الكبير على الطلاب، من خلال تربيتهم وتعليمهم كيفية البيع والشراء، وتعزيز الثقة بالنفس.
ويشاركه الرأي عمر الطرباق رائد النشاط، منوها بأن النشاط، ومن خلال مثل هذه البرامج التي تقدم تضيف إلى الطالب ما يحتاج إليه في حياته العلمية والعملية ويكمل شخصيته، منوهاً بأن البرنامج يعتبر من التجارب الفريدة والرائعة التي تحقق كثيرا من الأهداف والقيم التربوية والتعليمية، لإكساب الطلاب المهارات العملية في البيع والشراء عمليا من خلال أركان متنوعة في المعرض، وتعليمهم فنون البيع والشراء، وكسر حاجز الخوف والتردد بغرس روح الشجاعة وحسن اللباقة.
وبين أن السوق تحتوي على متاجر متنوعة، تنوعت فيها مجالات البيع من الإلكترونيات والمأكولات والترفيه وغيرها، موضحاً أنه تم فتح باب المشاركة لجميع طلاب المدرسة الذين أبدعوا بأفكارهم وطريقة تنفيذهم لهذه الدكاكين.