تباطؤ حركة السفر في أوروبا وسط مخاوف من الإرهاب

تباطؤ حركة السفر في أوروبا وسط مخاوف من الإرهاب

أصبحت "ستيج كوتش" أول مجموعة نقل في المملكة المتحدة تُحذّر من أن الأرباح ستكون أقل من المتوقع هذا العام بعد أن تضرّر الطلب من الركّاب بسبب الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس.
قالت المجموعة أمس الأول إن الركّاب خفّضوا رحلاتهم إلى المدن الكبيرة منذ الهجوم على العاصمة الفرنسية في الشهر الماضي، الذي أسفر عن مقتل 130 شخصا. وخفّضت توقعات أرباحها السنوية 5 في المائة. وقال روس باتيرسون، المدير المالي للمجموعة: "لقد خضنا أحداثا مماثلة من قبل، مثل تفجيرات لندن، لذلك سبق أن شهدنا العمل يتفاعل بهذا الشكل (...) وتجربتنا تخبرنا أنه سيتعافى، لكنه سيستغرق بعض الوقت".
شركات الطيران منخفضة التكاليف، بما في ذلك "ريانير" و"إيزيجيت"، أشارت من قبل إلى انخفاض الطلب بعد هجمات 13 تشرين الثاني (نوفمبر)، لكن مجموعة ستيج كوتش هي الأولى التي تحذّر من أن هذا يُمكن أن يُلحق الضرر بالأرباح. كارولين ماكول، الرئيسة التنفيذية لشركة إيزيجيت، قالت الشهر الماضي إن شركة الطيران الاقتصادي شهدت "تراجعا" في الطلب على السفر إلى فرنسا، لكنها تتوقع استئناف الخدمة الطبيعية بسرعة. في الوقت نفسه، قالت شركة ريانير الأسبوع الماضي إنها شهدت تخفيفا طفيفا في التسعير في الأسابيع الأولى القليلة بعد الهجمات، لكن لا يوجد شيء "جوهري".
وقالت شركة يوروستار التي تربط لندن عن طريق السكة الحديدية بباريس وبروكسل، إنها لن تُعلن عن عدد ركابها حتى موعد النتائج المالية للعام بالكامل في العام المُقبل. بالنسبة لمجموعة سيتج كوتش، ظهرت آثار الأحداث الأخيرة على عدة أجزاء من أعمالها، من أعمال الحافلات "ميجاباس" التي تنقل الركّاب إلى مدن منها لندن وباريس وبروكسل، إلى الطلب خلال عطلات نهاية الأسبوع في "ساوث ويست ترينز"، التي تعمل في محطة ووترلو في لندن. وقال باتريسون: "ليس من المُستغرب أن الأجزاء التي كانت الأكثر تأثّراً بباريس هي التي تتعلّق بالمدن الكبرى". وأضاف: "كان هناك عدم رغبة في السفر من تلك المدن الكُبرى في الأسابيع الأخيرة".
ولاحظ محللون أن الانخفاض لم يكُن فقط بسبب الهجمات الأخيرة على باريس. وقالت مجموعة ستيج كوتش إنها تُعاني أيضاً إيرادات أقل من المتوقع في عدد من شركات الحافلات الإقليمية التابعة لها في المملكة المتحدة، التي تضرّرت من فيضانات الأسبوع الماضي في كامبريا وزيادة الازدحام في بعض المدن. جعلت الفيضانات بعض الطُرق في كامبريا لا يمكن الوصول إليها، في حين أن محطة الحافلات التابعة لها في كارلايل أصبحت تحت الماء. وقال باتريسون: "لسنا قادرين على استخدام المحطة وهذا بالتالي يسبب لنا بعض التحدّيات التشغيلية. لحسن الحظ، تمكّن الفريق من إخراج مركباتنا، وبالتالي تجنّبنا أي ضرر يلحق الحافلات".
وقال جيرالد كو، المحلل في شركة ليبيرام: "بحسب ما يقولونه عن الأرقام، هناك شعور قوي بأن معظمه لا علاقة له بما حدث في بارس. كان هناك تخفيف عام في الحافلات المحلية أخيرا".
مجموعات الحافلات والسكك الحديدية الأخرى في المملكة المتحدة كانت مُتردّدة في الإشارة إلى وجود تباطؤ في الطلب بسبب هجمات باريس. ستيف مونتجومري، المدير الإداري للسكك الحديدية في فيرست جروب، قال إنه يشعر بأن "من السابق لأوانه" التوصل إلى أي استنتاجات.
شركة جو أهيد توافق، قائلةً إنه لم يكُن لديها أي دليل للإشارة إلى أن هجمات باريس أثّرت في أعداد الركّاب. لكن على عكس مجموعة ستيج كوتش، لا تعمل قطارات "جو أهيد" بين المدن وأغلبية زبائنها يسافرون إلى لندن بشكل يومي.
وأدى تحذير مجموعة ستيج كوتش إلى انخفاض أسهمها نحو 14 في المائة لتُصبح 307 بنسا أمس الأول، على الرغم من أن المجموعة حقّقت ارتفاعا بنسبة 27.5 في المائة في إيرادات النصف الأول التي وصلت إلى 1.97 مليار جنيه.
وارتفع إجمالي الأرباح التشغيلية في المجموعة من 123.5 مليون جنيه إلى 137.2 مليون في الأشهر الستة المنتهية في 31 تشرين الأول (أكتوبر) بسبب قسم السكة الحديدية الخاص بها. وهذا إلى حد كبير كان بعد إطلاق امتياز "فيرجن ترينز إيست كوست" الخاص بها في في آذار (مارس)، التي تملك مجموعة ستيج كوتش فيه 90 في المائة. وانخفضت الأرباح قبل الضرائب 7 في المائة لتُصبح 90.8 مليون جنيه.
وارتفعت الإيرادات في قسم السكة الحديدية في المملكة المتحدة التابع للشركة بنسبة 63 في المائة إلى 1.09 مليار جنيه، مقارنة بـ 664 مليون جنيه قبل عام. لكن من المُقرر أن ينتهي العديد من امتيازات السكة الحديدية خلال عامين ونصف، بما في ذلك خط ساوث ويست ترينز المُربح وإيست ميدلاندز. وبالأمس لم تنل مجموعة ستيج كوتش العطاء الذي قدّمته لتشغيل خط قطار ترانسبيناين إكسبرس، الذي تم منحه للشركة البريطانية المنافسة، فيرست جروب.
وقال كو إن الشركة تواجه ضغطاً على المدى القصير، فضلاً عن المخاطر على المدى الطويل من خطة الحكومة لنقل صلاحيات النقل إلى السلطات المحلية.
واعترف مارتن جريفيث، الرئيس التنفيذي، بأن التحدّيات على المدى القصير لا تزال موجودة في هذا القطاع، لكنه أضاف: "أساسيات الأعمال في السكك الحديدية والحافلات لا تزال قوية. نحن مُتحمّسون فعلاً بشأن الفرص من إدخال ميجاباس إلى أوروبا".

الأكثر قراءة