الثقافة الإيجابية جزء من الهوية

الثقافة الإيجابية جزء من الهوية

الإنسان ليس آلة صماء. إنه كتلة من المشاعر والأحاسيس يتأثر بمن حوله وبما يحيط به. الإدراك العميق لذلك يجعلنا أمام استحقاق مهم وبين، وهو أن العلاقات بمختلف مستوياتها وامتداداتها عموديا وأفقيا تعد جزءا رئيسا وأصيلا في المنظومة الإدارية بغض النظر عن منهجيتها أو المدرسة التي تنتمي إليها، ومن ثم فإن بيئة العمل لهذه المنشأة أو تلك تعد منصة صلدة لما يمكن أن تكون عليه المخرجات المنتظرة.
ولما كانت العلاقات العامة ذلك القطاع الذي يناط به بناء جسور الثقة بين المنشأة والجمهور من المستفيدين مباشرة أو غيرهم، من داخل المنشأة أو خارجها، وتمتين تلك الجسور بما يعود على الطرفين بالفائدة، فإنه من الضرورة بمكان أن يكون لدى القائمين على العلاقات العامة المقدرة والمحفزات في آن معا على تأدية المهام المنوطة بهم على وجه حسن ومأمول.
ولم يعد من الرفاه الادعاء بأهمية تحقيق الرضا الوظيفي لدى منسوبي المنشأة لتحقيق الأدوار المطلوبة منهم بصورة مناسبة، ومن باب أولى الذين يتصدون لمهام العلاقات المباشرة مع الآخرين داخل منشآتهم أو خارجها. إلتون مايو Elton Mayo، مؤسس مدرسة العلاقات الإنسانية التي تبنت نظريات تدور حول الإنسان باعتباره العنصر الفعال في العملية الإدارية، قدم عدة دراسات خلص فيها إلى أن العنصر الإنساني أهم عنصر في العمل، وأن دوافع العمل ليست فقط مادية، إضافة إلى أهمية تعرف الإدارة على الرغبات النفسية للعاملين على أن تشبعها بالأجور والحوافز.
وقد أجرى معهد مستقبل العمل الألماني دراسة، كانت إحدى أهم النتائج فيها أن المنشآت التي تقوم بتوظيف عمال يرتبطون بعلاقات صداقة طيبة في ما بينهم تحقق نتائج أفضل مقارنة بغيرها من الشركات الأخرى.
إن العلاقات تمثل التنظيم غير الرسمي في أي منشأة، وهو ما ينبغي على القيادات الوعي به وإدراكه والارتقاء به، كون ذلك يشكل مرتكزا حقيقيا لإنجاز المهام الوظيفية من منسوبيها وتحقيق أعلى مستويات الأداء الوظيفي.
ولأنه من الضرورة بمكان تمتع المنضوين في قطاعات العلاقات العامة بصفات شخصية مثل قوة الشخصية واللباقة والموضوعية والشجاعة ومواجهة التحديات، فإن من الأهمية تمتعهم قبل ذات ببيئة عمل نموذجية تسهم في تطوير أدواتهم، لتحقيق الأهداف العليا للمنشأة.
وقد أدرك القائمون على اللجنة أهمية العنصرين المادي والمعنوي في تحسين أداء منسوبي اللجنة على تعدد مستوياتهم ومهامهم، ولم تكن بيئة العمل بمنأى عن ذلك، بل كانت حجر الزاوية في كل مشروع تنفذه اللجنة أو تشارك فيه، وهو ما أسهم يوما بعد آخر في تراكمية الثقافة الوظيفية الإيجابية حتى أضحت جزءا من هوية اللجنة ولله الحمد.

الأكثر قراءة