في الشتاء .. لا غنى عن «الفروة» عند السعوديين

في الشتاء .. لا غنى عن «الفروة» عند السعوديين

من النار إلى "الفروة"، مرورا بجهاز التكييف، تعددت وسائل التدفئة عبر التاريخ، واختلفت من مكان لآخر، إلا أن المواطن السعودي ظل متمسكاً بهويته في اللباس الوطني الخاص بفصل الشتاء. ومع دخول موسم البرد، يلاحظ المارة في شوارع وأزقة حائل، عديدا من الباعة الجائلين، الذين يتخذون من مداخل المدينة مقراً لتسويق بضاعتهم التي تجد رواجاً كبيراً لدى نسبة عظمى من أهالي المنطقة، والمتمثلة في المنتجات الصوفية الشامية المتنوعة.
وبرزت الملابس الشتوية المصنوعة من الصوف كالفراء والبشوت والجاكيتات، كأكثر المعروضات طلباً من قبل المستهلكين على الرغم من أسعارها المرتفعة، مقارنة بالأسعار السائدة في السوق، لا سيما أن الكثير من المستهلكين يبحثون عن أنواع الملابس من المنتجات اليدوية المصنوعة من الصوف الطبيعي ذي الجودة العالية، التي انقرضت في السنوات الأخيرة من الأسواق، وحلت محلها الملابس المصنوعة من الصوف الصناعي التي لا تقي من برودة الأجواء في المناطق الشمالية من السعودية. ولم يكتف الباعة الجائلون ببيع الملابس الشتوية، بل امتدت معروضاتهم إلى المصنوعات اليدوية من الصوف كالفرش والقطايف، وكذلك مجموعة متنوعة من دلال القهوة ذات الصناعة البغدادية والسورية، نادرة الوجود والأباريق الشامية والنجر وعديد من المنتجات اليدوية، التي تشتهر بها بلاد الشام، وتجد قبولا لدى شريحة كبرى من المستهلكين في المجتمع الشعبي في حائل، وتجد هذه البضائع المعروضة قبولاً كبيراً من قبل الحائليين بشكل لافت.
وقال عماد محمد أحد الباعة القادمين من الأردن، إنه يجول مناطق شمال السعودية، الجوف، طريف، عرعر، رفحاء، وحائل لعرض منتجاته الشامية المتنوعة، التي يعد سكان هذه المناطق من أكثر المستهلكين للمنتجات الشامية، بدءا من الفراء والجاكيتات والمشالح الشتوية والمصنوعة من الصوف الطبيعي، مبيناً أن هذه الأجواء هي من تشجع على تسويقها بالشكل المطلوب، مضيفا أن الدلال البغدادية والسورية لها طلب جيد في هذه المناطق، مقارنة ببقية مناطق السعودية. وفيما يخص الأنواع الأكثر مبيعاً من بضاعته المتنوعة المصطفة وسط سيارته "الدينا"، قال إن الفراء تعد الأكثر مبيعاً وأفضلها "نوع الطفال" وقيمتها تتراوح بين 1000-1500 ريال حسب جودة صناعتها، لافتاً إلى أن هناك أنواعا عديدة من الجاكيتات المصنوعة يدويا من الصوف الطبيعي لها طلب من العملاء، تتجاوز أسعارها 200 ريال مصنوعة من الصوف الطبيعي. وأكد محمد أن الفرش والزل والقطايف جميعها مصنوعة من الصوف الطبيعي وصناعتها بأيد سورية وعراقية، مضيفا أن هذه الأنواع لها طلب من محبي التراث الشعبي من قبل المواطنين السعوديين، فهي نادرة الوجود في السعودية، ولا تقل أسعارها عن 900 ريال، وتصل قطع منها إلى 10 آلاف ريال، حسب حجمها وطريقة صناعتها، مشيرا إلى وجوده المستمر متنقلاً بين مناطق السعودية الشمالية لحين تسويق جميع ما بحوزته من بضاعة.

الأكثر قراءة