المساعدات الإنسانية السعودية .. إصلاح ما أفسدته السياسة العالمية
تعد المساعدات السعودية الإغاثية والإنسانية بمثابة إصلاح لما أفسدته القرارات السياسية العالمية ومواراة سوأتها في حل تبعات هذه القرارات السلبية على المجتمعات والشعوب. وبرزت هذه المساعدات بشكل جلي خلال عام 2015 في اليمن، وسورية، إضافة إلى مساعدات قدمتها المملكة إلى الدول المتضررة من الفيضانات والزلازل والجفاف في دول مثل الصومال، وباكستان، وموريتانيا. وتربعت المساعدات السعودية إلى اليمن في 2015 على قمة الدول التي قدمت مساعدات إلى الشعب اليمني في 2015، حيث بلغت – بحسب تقارير صادرة عن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية - 524 مليون دولار بنسبة تصل إلى 32.1 في المائة من حجم المساعدات العالمية المقدمة لليمن.
وعلى مستوى التعاون ودعم المنظمات الإنسانية العالمية أبرمت المملكة ممثلة في "الصندوق السعودي للتنمية" اتفاقاً في الـ 31 آذار (مارس) الماضي مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تقدم بموجبه – بحسب موقع المفوضية على شبكة الإنترنت - مساهمة بقيمة إجمالية قدرها خمسة ملايين دولار لمساعدة النازحين السوريين. وتم توقيع الاتفاق على هامش مؤتمر المانحين السنوي المنعقد في الكويت، ومثّل الصندوق في التوقيع المهندس يوسف البسام نائب رئيس الصندوق السعودي للتنمية العضو المنتدب، فيما مثّل المفوضية أمين عوض مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مقر المفوضية بجنيف. وتأتي المساهمة من قبل حكومة المملكة في وقت تجاوز فيه عمر الأزمة السورية وقتئذ أربعة أعوام دفعت الملايين من السوريين إلى ترك منازلهم وممتلكاتهم الأساسية طلباً للأمن من جراء الحرب.
وأوضحت المنظمة على موقعها أنه "نظراً لعدم توافر ملاجئ ملائمة وموارد كافية، يضطر الكثير من النازحين للعيش في ملاجئ بديلة مزدحمة لا تصل إليها المرافق والمياه الصحية الكافية. وتهدف هذه المشاريع إلى إعادة بناء وتأهيل أربعة آلاف و650 مسكنا في كل من: ريف دمشق، وحمص، وحماه، ودرعا، وإدلب، إضافة إلى توفير المرافق والخدمات العامة التي سيستفيد منها ما مجموعه 23 ألفا و250 نازحا سوريا". وأعرب عوض، في بيان نشرته المفوضية عن شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وللشعب السعودي على مساهمته، مؤكداً أنها "جاءت في الوقت المناسب لمساعدة الملايين من النازحين السوريين، الذين تضرروا من هذه الحرب المستمرة، كما ستساعد هذه المساهمة المفوضية على ترميم وتأهيل مساكن النازحين السوريين".
ولتقديم مساعدات سعودية إنسانية إلى الصومال، وقعت المملكة ومفوضية شؤون اللاجئين اتفاقاً في التاسع من تموز (يوليو) الماضي لإغاثة الشعب الصومالي تقوم من خلالها الحملة الشعبية السعودية بتقديم الدعم العاجل لبرنامج المفوضية الإنساني الهادف لإغاثة ومساعدة النازحين الصوماليين في المناطق الوسطى والجنوبية وبلاد البونت في الصومال بقيمة إجمالية قدرها مليونان و411 ألفا و500 دولار، ما يعادل تسعة ملايين و43 ألفا و125 ريالاً.
وأوضحت المفوضية أنها بموجب هذا الدعم السعودي "ستتمكن من توفير وتوزيع نحو 15 ألف حزمة من المساعدات غير الغذائية الطارئة، ومواد البناء لإقامة 10 آلاف مأوى، إضافة إلى تقديم مساعدات تأهيلية وإعاشية متنوعة لإفادة الآلاف من الأسر الصومالية النازحة".
وأكد الممثل الإقليمي للمفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي عمران رضا، في تصريح عقب توقيع الاتفاق، أن هذه المساعدات "تنطوي على الأهمية البالغة من حيث القيمة والتوقيت والأثر الكبير المتوقع منها في تحسين أوضاع أعداد كبيرة من أبناء الشعب الصومالي الذي يواجه أزمة إنسانية معقدة ومتفاقمة". واستجابت المملكة للنداء الذي أطلقته الأمم المتحدة لمساعدة الشعب اليمني، وقدمت في السابع من أيلول (سبتمبر) الماضي دعماً لبرامج الأمم المتحدة في اليمن بلغ نحو 31 مليون دولار.
وقدمت حكومة المملكة ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مساهمة بقيمة إجمالية قدرها 31 مليون دولار يتم تخصيصها للاستجابة لنداء الأمم المتحدة العاجل لليمن.