خادم الحرمين سطر ملاحم ستبقى شاهدة على مر التاريخ
سطر خادم الحرمين الشريفين ملاحم كثيرة ستبقى شاهدة على مر التاريخ، فسار بعزم الفرسان، وقوة العظماء، حريصا على مصلحة أمتيه الإسلامية والعربية، فأنصف المظلوم، ووقف مع الضعيف، وأقام العدل، وأنقذ المكلوم، وحفظ الحقوق، وعاقب المقصر.
ارتبط اسم الملك سلمان بن عبدالعزيز ارتباطا وثيقا ومتلازما بحزم القرارات على مدى سنوات طوال، فلم يدخر جهدا في سبيل أن يرسم دروب النصر، آملا أن يعيد صياغة الواقع، ويحدد معالم طرق العزة، وأن يعيد أمجاد الماضي التي تلاشت مع أزمات الحاضر، فواجه كل الصعوبات بحكمة القائد، وهمة الزعيم، وفراسة المؤمن.
ستبقى أعمال وكلمات الملك سلمان منذ تولي إمارة الرياض شاهدة على حسن الأداء وغزارة العطاء في مجالات متعددة، وباقية أمد الدهر، إذ كان الملك سلمان دائم التوجيه والتنبيه على المسؤولين ورجال الأعمال في المملكة أن يضعوا الله - عز وجل - نصب أعينهم في كل تعاملاتهم استنادا لما دأبت عليه بلاد الحرمين في شتى المجالات، ففي لقاء جمعه ببعضهم في مقر الغرفة التجارية الصناعية في العاصمة الرياض قال لهم، إنكم مسؤولون مسؤولية كبرى أمام الله قبل كل شيء ثم أمام مواطنيكم ووطنكم أنتم وزملاؤكم في الغرف التجارية الصناعية الأخرى ورجال الأعمال في كل المجالات، مضيفا، "من أشاهده الآن أمامي من وزراء سابقين ونواب وزراء ووكلاء وزارات ومديري عموم في الدولة اكتسبوا الخبرة والتجربة من عملهم الرسمي وجاءوا في عمل آخر لا يقل أهمية على الإطلاق عن عملهم الرسمي الحكومي، فواجب الدولة عليكم أو عليهم أدوه، والآن يؤدون واجب آخر هو واجب الاقتصاد الوطني، الارتجال دائما أو القفز السريع ربما فيه بعض مكاسب، وربما البعض حقق بعض مكاسب منه لكن الشيء المبنى على أسس ثابتة هذا هو ما نريده".
ومن أوجه رعايته لمناشط الاقتصاد في المملكة افتتاحه لعديد من المعارض والندوات والفعاليات الاقتصادية ونذكر منها افتتاحه معرض الصناعات الوطنية والكهرباء، الذي وصفه خادم الحرمين الشريفين بأنه تجسيد للصورة الحقيقية للصناعة السعودية.
كما كان دائم المطالبة من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة أن تعطى فكرة كاملة عن الصناعات الوطنية حتى تصل لكل مواطني المملكة ويتعرفوا عليها ويستفيدوا منها أسوة بغيرها من المنتجات والصناعات.
وعلى المستوى الخارجي وضمن اهتمامات خادم الحرمين الشريفين بالقضايا العربية وصل إلى مدينة شرم الشيخ يوم الثامن من شهر جمادى الآخرة على رأس وفد السعودية للمشاركة في مؤتمر القمة العربية في دورته السادسة والعشرين.
وأكد الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمة ألقاها أمام القمة أن الواقع المؤلم الذي تعيشه عدد من البلدان العربية، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء، هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية، الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في المنطقة العربية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بعض الدول العربية.
وقال، "في اليمن الشقيق أدى التدخل الخارجي إلى تمكين الميليشيات الحوثية - وهي فئة محدودة - من الانقلاب على السلطة الشرعية، واحتلال العاصمة صنعاء، وتعطيل استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية التي تهدف للحفاظ على أمن اليمن ووحدته واستقراره"، لافتا الانتباه إلى أن الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة واستمرارها في تعنتها ورفضها لتحذيرات الشرعية اليمنية ومجلس التعاون ومجلس الأمن وللمبادرات السلمية كافة، والمضي قدما في عدوانها على الشعب اليمني وسلطته الشرعية وتهديد أمن المنطقة؛ ولذا فقد جاءت استجابة الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في "عاصفة الحزم" لطلب رئيس اليمن عبد ربه منصور هادي للوقوف إلى جانب اليمن الشقيق وشعبه العزيز وسلطته الشرعية وردع العدوان من ميليشيا الحوثي الذي يشكل تهديدا كبيرا لأمن المنطقة واستقرارها وتهديدها للسلم والأمن الدولي ومواجهة التنظيمات الإرهابية.
وأكد خادم الحرمين الشريفين أن الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وبما يكفل عودة الدولة لبسط سلطتها على جميع الأراضي اليمنية وإعادة الأسلحة إلى الدولة وعدم تهديد أمن الدول المجاورة، مؤملا أن يعود من تمرد على الشرعية لصوت العقل والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية والعبث بأمن الشعب اليمني العزيز والتوقف عن الترويج للطائفية وزرع بذور الإرهاب.
وقال في كلمته، "إن القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتنا، وموقف المملكة العربية السعودية يظل كما كان دائما، مستندا إلى ثوابت ومرتكزات تهدف جميعها إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة على أساس استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه المشروع في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأوضح أن الأزمة السورية ما زالت تراوح مكانها ومع استمرارها تستمر معاناة وآلام الشعب السوري المنكوب بنظام يقصف القرى والمدن بالطائرات والغازات السامة والبراميل المتفجرة ويرفض كل مساعي الحل السلمي الإقليمية والدولية، مشددا على أن أي جهد لإنهاء المأساة السورية يجب أن يستند إلى إعلان مؤتمر جنيف الأول، قائلا، "لا نستطيع تصور مشاركة من تلطخت أياديهم بدماء الشعب السوري في تحديد مستقبل سورية".
وقد كان خادم الحرمين الشريفين يؤمن أيما إيمان أن السعودة عامل مهم جدا ومتطلب وطني وشعبي في المجال الاقتصادي الخاص ولذلك فالدولة توليها جل الاهتمام وتشجع رجال الأعمال على تنفيذها لما تعود به من نفع وفائدة على التاجر والمواطن والدولة.
وحينما افتتح منتدى التنافسية الدولي شدد على أن الإصلاحات سوف تستمر بإذن الله وبالتزامن معها أعلن أن مشروعا متكاملا لإصلاح القضاء تم تبنيه بتخصيص سبعة مليارات ريال لإنجاحه وكذلك تم تبني مشروع متكامل آخر لا يقل أهمية وهو برنامج تطوير التعليم العام في المملكة وخصص له أكثر من (11) مليارا من الريالات.
ولا شك في أن اهتمام خادم الحرمين بتطور الاقتصاد السعودي يجسد اهتمام الحكومة الرشيدة بتحقيق معادلة اقتصادية أسسها بيئة اقتصادية جاذبة ورؤوس أموال ناجعة ومواطن ينهل الفائدة، في سبيل تحقيق عيش رغيد على أرض الحرمين الشريفين.
و"من فضل الله ونعمه، أن نحتفل كل سنة، بأهل القرآن من حفظته، وتاليه، ومجوديه، ومفسريه". "إن أكبر النعم من الله عز وجل، وهي كثيرة، أن نقرأ كتابه ونعمل به، وهذه البلاد، والحمد لله، دستورها كتاب الله".
هكذا يردد خادم الحرمين الشريفين في كل مرة يرعى فيها حفلا لتكريم حفظة كتاب الله الكريم أو حينما يفتتح جامعا أو مسجدا في المملكة، تلك الرعايات والافتتاحات التي لازمت اسم سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منذ أن كان أميرا للرياض حتى بات خادما للبيتين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وملكا لدولة هبط فيها الوحي وباتت قبلة للمسلمين في كل أرجاء المعمورة.
ويكفي ليعرف الجميع حجم اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالقرآن الكريم وأهله أن يخوض في معاني كلماته وهو يقول، "الحمد لله، ففي كل مدرسة، أو جامعة، أو مسجد، وفي كل منطقة، ومحافظة، وقرية، هناك من يعمل على تشجيع حفظ القرآن وتجويده وتفسيره، وهذه نعمة من الله، ديننا، والحمد لله، بما أنزله الله عز وجل، في كتابه، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أبان لنا ما لنا وما علينا في آخرتنا ودنيانا؛ لذلك من أوجب الواجبات على الإنسان منا، أن يدرس دستور بلاده، القرآن الكريم، وأن يدرس السنة، التي تفسر القرآن، كما فعل الرسول، صلى الله عليه وسلم".
يرافق رعايته للقرآن وأهله ما يقدمه من دعم معنوي، ومادي، لحفظة كتاب الله، حيث يأتي هنا على سبيل الذكر لا التعداد، تخصيصه مبلغ مليون ونصف المليون ريال لجائزته لأفضل حافظ وحافظة للقرآن الكريم، في مناطق المملكة المختلفة.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يؤكد في كل مرة أن اهتمامه بالقرآن الكريم وأهله؛ ينبع من اهتمام المسلم بدينه أولا، ثم لما نهجته السعودية، في رعايتها للإسلام والمسلمين، منوها بالدعم غير المحدود الذي يقدمه ملوك المملكة للجمعيات الخيرية.
لم يكن خادم الحرمين الشريفين، يرى أن رعايته واهتمامه بالقرآن الكريم، وأهله، واجبا وأمانة فقط، بل إنه عد رئاسته الفخرية لجمعية تحفيظ القرآن الكريم، ودعوته لرعاية أي نشاط أو حفل أو مسابقة للقرآن الكريم، بمنزلة التشريف الذي لا يتوانى في تقلده وتلبية طلب مقيمه وراعيه؛ لذا نجده يقول، "أي شرف أسمى وأكبر أن يحضر الإنسان في حفل تكريم حفظة كتاب الله الذي هو دستور هذه البلاد وما قامت عليه هذه الدولة".