الخميس, 1 مايو 2025 | 3 ذو القَعْدةِ 1446


الملك يدشن عرس الثقافة والتراث والأدب

رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني بالجنادرية. ولدى وصول الملك إلى مقر المهرجان بالجنادرية، كان في استقباله، الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان، واللواء ركن تركي بن عبدالله بن محمد قائد لواء الأمير تركي بن عبدالعزيز الآلي، والأمير خالد بن عياف آل مقرن وكيل وزارة الحرس الوطني لشؤون الأفواج، والأمير عبدالله بن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير سعد بن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وعبد المحسن بن عبدالعزيز التويجري نائب وزير الحرس الوطني نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان.

بعد ذلك استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير قطر، والشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالإمارات، والشيخ سلمان الصباح السالم الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب بالكويت، وسعد بن محمد السعدي وزير الشؤون الرياضية بسلطنة عمان. وبعد أن أخذ وضيوفه مكانهم في المنصة الرئيسة عزف السلام الملكي، ثم بدأ الحفل المعد بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
#2#
وألقى الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان كلمة وزارة الحرس الوطني رحب خلالها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقال: "أهلا بك في رحاب المهرجان الوطني للتراث والثقافة، أهلا بك راعياً وقائداً ووالداً بين أبنائك على أرض الجنادرية، حيث الأصالة والتراث، أهلا بك وأنت تستنهض روح الأمة وعزيمتها وتبعث الأمل للتفاؤل لكل الشعوب نحو الأمن والأمان، والاستقرار والرخاء".

وأضاف: "خادم الحرمين الشريفين، ضيوفنا الأعزاء من هنا من هذا المكان نستذكر بكل الإجلال والاعتزاز أخيكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - أحد قادة مسيرة هذا الوطن وبناة مجده، الملك القائد الإنسان الذي سخّر حياته خدمة لدينه وشعبه وأمته، وهو المخلص لهذا الوطن ومقدساته وتراثه وتاريخه، وما هذا المهرجان إلا أحد المكتسبات الوطنية التي أطلقها - رحمه الله - قبل 32 عاماً مشروعاً حضارياً شاملاً يجمع أبناء الوطن بكافة مكوناته وتنوع ثقافاته وفنونه وتراثه على صعيد رحب يضيف للإنسان فكراً ومعرفة، ويعكس صورة مضيئة لما يربط بين أبناء هذا الوطن لتكون الجنادرية مصدر إشعاع ثقافي وفكري على مستوى العالم، تسعى للحوار والتقارب والتعايش وتعزز قيم الأمن والسلام".
#3#
وتابع قائلا: "ها أنتم تسيرون على نفس النهج في الاحتفاء بالعلم والمعرفة وتقودون شعبكم إلى آفاق العزة والكرامة والمنعة في مسيرة تصنع التاريخ وتقيم شرع الله وحدوده تعلو بالحق ويعلو بها وتقيم العدل وتقوم عليه، حيث إن أبناء الحرس الوطني تملؤهم السعادة والفخر والاعتزاز بوجودكم بينهم قائداً وموجهاً وهم ينظمون هذا المهرجان في كل عام, مثلما أنهم يتشرفون بأن يقفوا وقفة العز والشرف في الحد الجنوبي من بلادنا الغالية, مع إخوانهم في كافة القطاعات العسكرية حصناً حصيناً ودرعاً متيناً منفذين لأوامرك ردعاً للعدوان وحماية للمقدسات والمكتسبات".

ورحب خلال كلمته بضيوف المهرجان وقال: "اسمحوا لي باسمكم وباسم شعب السعودية أن أرحب بضيوفنا الأعزاء من المفكرين والأدباء ورجال الإعلام من الدول الشقيقة والصديقة ومن كافة أنحاء العالم ليسهموا مع مثقفي المملكة وأدبائها في إثراء البرنامج الثقافي للمهرجان بندواته ومحاضراته في كل ما يتعلق بالفكر والسياسة والأدب". وأكمل: "في كل عام يستضيف المهرجان دولة شقيقة أو صديقة لتقدم ثقافتها وتراثها، وفي هذا العام يسعد المهرجان باستضافة دولة ألمانيا الصديقة، ويسرني أن أرحب بالوفد الألماني برئاسة فرانك فالتر شتاين ماير وزير خارجية ألمانيا الاتحادية، حيث تشكل مشاركتها في الجنادرية إضافة مهمة لفعاليات المهرجان لما تمثلة من مكانة تاريخية وحضارية إلى جانب ثقلها السياسي والاقتصادي ودورها والمحوري على مستوى العالم، كما أن المهرجان وكعادته في كل عام يقوم بترشيح شخصية ثقافية لتكون شخصية العام، وقد تفضل مقامكم الكريم بالموافقة على اختيار الأديب أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ومنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى باعتباره الشخصية الثقافية المكرمة لهذا العام، إزاء ما قدمه من إسهام فاعل للحركة الفكرية والإبداعية وتتويجا لمسرته الطويلة في مجال الكتابة والأدب".
#4#
واختتم الأمير متعب كلمته قائلا: “خادم الحرمين الشريفين من هذا المقام نجدد العهد الصادق بالمحافظة على هويتنا العربية الإسلامية وتراثنا وثقافتنا وأصالتنا في ظل توجيهاتكم السديدة ورعايتكم, حفظكم الله قائداً ورمزاً لهذا الوطن, وأدام على بلادنا الغالية أمنها واستقرارها.
ثم ألقى فرانك فالتر شتاين ماير وزير خارجية ألمانيا كلمة الدولة الضيف قال فيها: “يُشرفنا بالغ الشرف أن نلبي الدعوة لنشارك في هذا المهرجان كضيف شرف، ويسعدني أن ننتهز هذه الفرصة لنقدم من خلال الجناح الألماني التقاليد والابتكارات الألمانية لجمهور واسع في السعودية، ونحن ندعوكم جميعاً لزيارة الجناح الألماني للتعرف على ثقافتنا وقيمنا وتقاليدنا والحياة الألمانية اليومية، ومن خلال الجناح الألماني سوف نقدم لكم برنامجا واسعا عبر الأيام المقبلة، حيث يتضمن البرنامج عروضاً وحلقات نقاش متنوعة”. وأضاف: “سوف نكتشف من خلالها القواسم المشتركة الكثيرة بيننا، حيث إن الجناح الألماني سيشهد مشاركة عديد من الشركات الألمانية الرائدة في مختلف المجالات”.
#5#
وأكد وزير خارجية ألمانيا في ختام كلمته: “أنا سعيد جداً أن يرافقني اليوم ممثلون لعديد من القطاعات في ألمانيا تمثل السياسة والفنون والثقافة وغيرها، وآمل أن تحقق هذا المشاركة الهدف المنشود منها”.

عقب ذلك ألقيت كلمة ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين ألقاها نيابة عنهم الدكتور محمد بن عيسى رئيس مهرجان الأصيلة قال فيها: “شرفني صفوة المثقفين من باحثين ومفكرين ومبدعين من المشاركين في فعاليات الدورة الثلاثين لمهرجان الجنادرية لأعرب عن تقديرنا وإعجابنا بالدور الثقافي الرائد الذي يضطلع به المهرجان في توطيد عروة التواصل الثقافي وتعميم سيرة الحوار بين الشعوب من خلال رموز الفكر والإبداع فيها”.
وأكد أن مهرجان الجنادرية الذي أسسه الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - قبل أكثر من ثلاثة عقود جاء ليوطد سبل التعاون والتعايش والتفاهم بين الشعوب من خلال رأسمالها الرمزي المتمثل في قيمها وتراثها ومُثلها العليا، كما كان للملك الراحل - رحمة الله - دوره الرائد في تعزيز القيم الثقافية والتراثية لربط الأجيال بها وبتاريخهم بحزم وإرادة ثابتة ومخلصة وبتشييده هذا الصرح الثقافي الكبير الذي أسهم في انفتاح على مختلف الثقافات بتوازن واعتدال في أفق تعزيز التفاهم بينها إلى أن بادر - يرحمه الله - في إقامة مؤسسة بشراكة مع الأمم المتحدة ترعى حوار أتباع الأديان والثقافات على مستوى العالم.
#6#
وتابع: “اليوم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لهذا المهرجان تواصلون وتكملون رسالة سلفكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله - في عهدكم الميمون، ويتم تأصيل وتفعيل رسالة الإسلام للتسامح والاعتدال، كما أن قراراتكم الأخيرة للم شمل العرب لما فيه استقرارهم وقوتهم تأتي مكملة لهذه المسيرة الثقافية الرائدة للمملكة، وهكذا أصبحت الجنادرية فضاء فكريا أدبيا وفنيا وموعدا منتظما مفتوحاً يوفق بتواز لأنشطته وبرامجه بين الأصيل والجديد”.

وأوضح أن السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين تؤكد من خلال هذا النهج الثقافي الرفيع أنه مهما تفاقمت الأزمات وكثرت المصاعب فإن مهرجان الجنادرية بمقاصده المتجددة ونجاحه في استقطاب النخب المؤثرة يفتح باب الأمل في بزوغ غد مشرق تسود فيه قيم الاعتدال والتسامح كونه سمادا مخصبا لتشييد دعائم الأمن والاستقرار واحترام الخصوصيات الحضارية والقيمية للشعوب. ثم انطلق الشوط الأول من سباق الهجن الكبير. عقب ذلك ألقى الشاعر معيض بن علي البخيتان قصيدة بالفصحى، كما ألقى كل من الشاعر الرائد مشعل بن محماس الحارثي، والشاعر يوسف بن عبدالرزاق العصيمي قصيدتين نبطيتين. إثر ذلك كرم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الشخصية السعودية لهذا العام أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.
#7#
ثم كرم الملك الرعاة والداعمين للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين. وعقب نهاية السباق سلم خادم الحرمين الشريفين الفائزين بالمراكز الخمسة الأولى جوائزهم. كما تسلم الفائزان الأول والثاني هدايا مقدمة من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، سلمها لهما الشيخ سيف بن زايد آل نهيان. وقد جاءت نتائج الشوط الأول على النحو التالي: المركز الأول: الحزم، للأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز. المركز الثاني: القرم، للأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز. المركز الثالث: نجد، للأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز. المركز الرابع: خزام، للأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز. المركز الخامس: صوغان، لمالكه سعود بن سعد القرشي. بعد ذلك أدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين وضيوف المملكة والحضور صلاة المغرب، ثم شرف خادم الحرمين الشريفين وملك البحرين حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة، بحضور الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين من داخل الممكلة وخارجها.

#8#
#9#
#10#
#11#
#12#
#13#
#14#

الأكثر قراءة