الدبق والدنانة والحدالة .. ألعاب الأجداد تجذب الأبناء
آباء يقفون طويلاً في أحد الأجنحة المخصصة لبيع الألعاب الشعبية المصنوعة من الخشب، يهمسون في آذان أبنائهم، ليحكوا قصصهم مع عدد هذه الألعاب في جناح القصيم، هذه هي أحد المشاهد المتكررة التي رصدناها في أول أيام مهرجان الجنادرية 30، حيث الإقبال الكبير على الألعاب الشعبية القديمة مثل الحدالة، الوشاشة، موتر بيبسي والدبق والدنانة.
ألعاب قديمة رغم بساطتها إلا أنها كان عامل تسلية للأطفال في ذلك الزمن الجميل، وكانت تعني لهم الكثير، لذلك حرص الآباء حين زيارتهم لدكاكين الحرف أن يشرحوا لأبنائهم طريقة كل لعبة، مستذكرين ذكريات الطفولة.
وعلى الرغم من قدم بعض الألعاب الشعبية التراثية في قرية القصيم في الجنادرية، التي تجاوز بعضها 50 عاماً، إلا أنها استطاعت أن تلفت أنظار الزوار.
وبعدد من الحرف المتنوعة جذب جناح القصيم الزوار للاطلاع على عادات هذه المنطقة، وما تتميز به من تقاليد وحضارة. ورصدت "الاقتصادية" إقبال الزوار على زيارة القرية، التي تحوي عدة أجنحة تمثل ماضي القصيم، ومن بين هذه الأجنحة دكاكين صناعة الألعاب القديمة، حيث حرص كثير من الآباء على اصطحاب أبنائهم، والتوضيح لهم عن كيفية استخدام هذه الألعاب البسيطة، التي كانت تعني لهم في الماضي الشيء الكثير رغم بساطتها.
فعديد من الحرفيين الذين التقيناهم كانوا يحكون لنا تاريخ هذه الألعاب، مشيرين إلى أنها كانت وسائل الترفيه الأولى.
وقال ناصر السلطان أحد الحرفيين وصاحب دكان داخل القرية لبيع وصناعة الألعاب: "إنني أقوم بصناعة بعض الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها المنطقة، كلعبة الحدلة (قرقاعانة) التي كانت تستخدمها الأمهات في السابق لتسكيت وإلهاء الطفل الصغير، وكذلك لعبة الوشاشة وهي عبارة عن خيط داخل قطعة جلدية يقوم الطفل بتحريكه، ومن بين الألعاب الشعبية التي تشتهر بها المنطقة قديماً النباطة، وأم تسع، وموتر بيبسي، الذي تصنع كفارته من علب البيبسي".
ويرى السلطان أن هناك رغبة من مرتادي الجنادرية على اقتناء كل ما يذكرهم بماضيهم من لعب وتراث، مستشهداً بإقبال زوار القرية على شراء الألعاب القديمة والتراثية، مشيراً إلى أن بعض مرتادي القرية، خاصة من كبار السن يصطحب أطفاله ويقوم بشرح هذه الألعاب لهم ويشتري منها لكي تكون ذكرى لهم.
ويشاركه الرأي أبو ناصر الذي تعد هذه هي المشاركة الـ 23 له من عمر المهرجان، منوهاً بأن صناعة ألعاب الأطفال سابقا تتكون من أدوات وخامات بسيطة غير مكلفة، من الأغراض المتداولة في المنطقة، وأن لكل مدينة وقرية في منطقة القصيم لعبة خاصة، وهناك بعض الألعاب المشتركة بين مدن وقرى المنطقة.
وتتنوع عدد الألعاب القديمة فهناك لعبة بعضها مخصص للأولاد وبعضها مخصص للبنات ومعظمها يحتاج إلى الحركة والخفة والقدرة البدنية والذكاء، كلعبة" طاق طاق طاقية.. رن رن يا جرس" ولعبة "شد الحبل" و"الدنانة" و"الكعبة" و"سبع الحجر"، إضافة إلى ألعاب البنات التي تحمل مسميات مختلفة كالمصاقيل والطبة والدبق.