سوق القيصرية في الهفوف ينقل التعامل الاقتصادي والاجتماعي إلى العاصمة
يمثل سوق القيصرية في جناح "بيت الخير" وخلال مشاركته في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 30 نقطة جذب للزوار الذين يستمتعون بمتابعة الحرفيين في دكاكين القيصرية.
ويمثل السوق الذي شيد بالتصاميم المعمارية نفسها والشكل الهندسي للسوق في محافظة الأحساء في المنطقة الشرقية نبذة عن الحركة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
ويعد سوق القيصرية بالأحساء أحد أشهر الأسواق التاريخية الأثرية الخالدة على مستوى منطقة الخليج العربي، ويقع سوق القيصرية وسط مدينة الهفوف، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1238هـ، ويضم السوق نحو 422 محلا، أغلبها دكاكين صغيرة مُستأجرة من قبل التُجَّار والأهالي، وهو عبارة عن صفوف من المحال تقع في ممرات مغلقة ومسقوفة.
ويتكون سوق القيصرية من مجموعة دكاكين صغيرة ومتقابلة، وفيه رواق خارجي للمواد الغذائية، كما يباع عند أهل "البادية" ثياب مخاطة يدويا، ويضم السوق "الحواجين" والعطارين الذين يبيعون أدوات العطارة، والأدوية الشعبية والتُراثية القديمة، وكان يمثل أهمية كبرى لدى كبار السِّن وأهل الحشمة الذين لا يلبسون ثيابا إلا تلك المخاطة باليد، أمَّا بعضهم الآخر فكان يشتري ثيابا مخاطة بالماكينة التي جلبت إلى الأحساء في الخمسينيات.
أمَّا هيئة الدكاكين في القيصرية فهي عبارة عن محال وأبواب من ثلاث قطع، قطعتان يجلس عليهما صاحب الدكان، وقسم مُتدلِّي إلى الأسفل، والقسم الثالث فيرفع إلى أعلى وتوضع خشبة لها في الباب محل في الحائط.
وتسمى أبواب القيصرية "كبنك" وتتألف من ثلاث قطع، قطعتان يجلس عليهما صاحب الدكان، ويضع فيها "القفَّة" المصنوعة من جريد النخل، ويضع فيها الأرز، والقهوة، وهذا النوع من الأبواب كانت تتميز به قيصرية الأحساء عن بقية القيصريات المنتشرة في الخليج.
وتشكل القيصرية إرثا تقليديا للثقافة بوجود الحرف المهنية ومنتجاتها، وتعتبر بيئة عمرانية تسويقية لضخامة المبنى وتشعباته وطوله المُمتد من الجنوب حتى الشمال، كما يمثل نموذجا فريدا على مستوى الجزيرة العربية من حيث التصميم المعماري.