بيوت الطين وصقل الجنابي والفنون الشعبية تعيد تاريخ نجران
بنماذج البيوت الطينية، التي يتقدمها الدرب والمشولق وبصقل الجنابي والخناجر والخرازة وألوان الفنون الشعبية لفتت القرية التراثية لمنطقة نجران بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة أنظار زوار المهرجان.
فالزائر الذي تنقل في القرية سيتعرف على موروثات هذه المنطقة، حيث سيشاهد الأعمال الحرفية في السوق الشعبي، وما يقوم الحرفيون به من مزاولة مختلف الحرف والتطرق للجوانب التاريخية عن نجران من خلال المعروضات والمعلومات المكتوبة والعروض المرئية، إضافة إلى ركن لجوانب الثقافة والفنون، كما تم تخصيص حيز لأداء الألوان الشعبية النجرانية في ساحة القرية وبيت شعر ومطعم وصالة لاستقبال الزوار الرسميين.
وتضم القرية نماذج من البيوت النجرانية الطينية التي يتقدمها الدرب والمشولق والمقدم، التي كان لكل منها عبقه وأصالته وعراقته التاريخية الضاربة في عمق الحضارة التي تحتفظ بها المملكة على مر الأزمنة ولها استخدامات متعددة سواء من حيث السكن أو طريقة البناء أو تعدد الأدوار.
ويتكون مبنى الدرب بالقرية من عدد من الطوابق تصل حتى سبعة أدوار مبنية من الطين مع استخدام الأخشاب والجريد في الأسقف وكان يستخدم طابقه الأرضي مخزنا للأعلاف واستخدامات أخرى والأول كمستودع للمواد الغذائية كالحبوب وخلافه والثاني حتى السادس كمجالس وغرف للنوم وقد يسكن الدرب أكثر من عائلة فيما يستخدم الطابق السابع والأخير كمطبخ وكان الحطب هو الوسيلة الوحيدة للطبخ ويضم هذا الدور غرفة "الخارجة".
ويعتبر مبنى المشولق من أقدم المباني في منطقة نجران وهو الأكثر انتشاراً ويتكون من طابقين إلى ثلاثة طوابق وغرفة على السطح ويأخذ شكل حرف "L" مع كسرة في الأمام وتطل جميع غرفه على المدخل وذلك للرقابة والإشراف على مدخل المبنى، حيث يستخدم الطابق الأرضي منه كمخزن وبعض الاستخدامات الأخرى والأول والثاني للسكن والضيافة والثالث والأخير كمطبخ إلى جانب مبنى المقدم الذي يبنى على شكل حرف "U" ويتكون من ثلاثة طوابق وحوش ويستخدم الطابق الأرضي منه كمجالس وغرف للتخزين والأول كمجالس وغرف للنوم والثاني كمطبخ وبعض الاستخدامات الأخرى.
وتزخر المنطقة بعديد من الصناعات اليدوية، التي كانت تلبي حاجات الأهالي بشكل كامل كالأدوات المنزلية والملابس والمصنوعات الجلدية وفرش البيوت وغيرها من الاحتياجات وبعض هذه الصناعات لا تزال تصنع حتى اليوم وخصص لها سوق شعبي في أبا السعود وخلال المهرجان، حيث يتم مزاولة عديد من الحرف اليدوية في السوق الشعبي في مقر القرية التراثية لمنطقة نجران مثل صقل الجنابي والخناجر والخرازة وصناعة سلال الجنابي والحدادة ونجارة الصحاف والشراحة وصناعة الخصف ورباب الدلال وصناعة الميضاف وخياطة الملابس الرجالية والنسائية التراثية وصياغة الفضة وعرض التراث والحياكة وصناعة المكانس وفتل الحبال ودباغة الجلود وصناعة الطبول.
وتعكس الفنون الشعبية بنجران ذوق وعادات وتقاليد المجتمع، حيث تتنوع ويختلف أداؤها ومسمياتها فبعضها يعتمد على اللحن فقط وبعضها على اللحن والإيقاع وتؤدى في مناسبات عديدة كالزواج والختان والأعياد ومن أبرزها الزامل الذي يعتبر أحد الفنون الشعبية، التي تؤدى في جميع المناسبات بحيث لا تقتصر على الأفراح، بل تشمل مناسبات التوسط في حل الخلافات التي تنشأ بين القبائل والأفراد وما شابهها ويؤدى دون استخدام الإيقاعات عندما تقوم مجموعة من الناس فور وصولها إلى مكان المناسبة بترديد بيتين من الشعر يحملان في معناهما تفسيراً لسبب قدومها من خلال لحن معين.
ويتم استقبال القادمين من قبل مجموعة أخرى تقوم بترديد بيتين أيضاً من الشعر بنفس اللحن ترد على الوافدين وتحمل الأبيات عادة في معناها الترحيب أو الاستعداد لتحقيق طلب المجموعة الوافدة عندما تتعلق المناسبة بحل خلاف وربما يكتفى بالترحيب دون الرد بأبيات شعرية وتكمن أهمية هذا اللون في كونه يعد البداية لأي مناسبة أياً كان نوعها.