محمد بن سلمان للمواطنين بجميع شرائحهم: «هذا طموحنا.. فشاركونا تحقيقه»
لم تكن أبدا لـ “الاستعراض الإعلامي”، وإلا لتمت دعوة وسائل الإعلام بمختلف أشكالها لتغطيتها، بل كانت وفي إجراء حكومي هو الأول من نوعه، وبمبادرة من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ورش عمل حول “التحول الوطني”، ربطت لأول مرة بين المسؤول على قمة الهرم ممثلا في الوزراء، والمواطنين من مسؤولين ومشايخ ومثقفين واقتصاديين وأكاديميين، وكتاب وإعلاميين ومشاهير، وأعضاء وعضوات في مجالس الشورى.. من كل الشرائح.
#2#
الهدف من تلك الورش التي عقدت بتنظيم من الأمانة العامة لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، في منتصف كانون الأول ( ديسمبر) 2015 ، داخل أروقة أحد الفنادق الشهيرة في العاصمة الرياض، استعرضت مكونات برنامج “التحول الوطني” ومبادرات واقتراحات الوزارات، وشرح لخطة البرنامج الذي يهدف إلى مضاعفة قدرات الاقتصاد الوطني في مختلف جوانبه وإطلاق حزمة من الإصلاحات الاقتصادية والتنموية، تضمنت عددا من المحاور بينها محور “المجتمع” ويشمل الإسكان، والترفيه والرياضة والثقافة، والتعليم والهوية الوطنية، والتدريب والتأهيل والتوظيف، والرعاية الصحية، وبيئة العيش والنقل والبنية التحتية، والعدل والحماية الاجتماعية وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني، والحج والعمرة.
فيما تضمن محور “القطاع الخاص” إزالة المعوقات الإجرائية والإدارية والمالية وتحفيز القطاع الخاص، وتنويع الاقتصاد ورفع المحتوى المحلي، وتحفيز الاستثمارات ودعم الصادرات غير النفطية وعولمة المنشآت المحلية، والاقتصاد المعرفي والابتكار والإنتاجية، والتوسع في الخصخصة.
#3#
فيما تضمن محور “القطاع الحكومي” الحكومة الشّفافة والخدمات الحكومية الإلكترونية، وإدارة الثروات الطبيعية والطاقة والأمن التنموي، ورفع كفاءة وإنتاجية القطاع العام.
وقال الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد حينها، إنه سيتم تطبيق برنامج “قياس الأداء” ومساءلة الوزراء والمسؤولين عن مهامهم وخططهم، بهدف تحقيق “التحول الوطني” الذي سيكون عام 2020 موعدا لقياس الأداء حول تنفيذ الخطط والبرامج المطروحة.
الأمير محمد بن سلمان، الذي بدا خلال الاجتماع مباشرا وواضحا وشفافا مع الجميع، بدأ حديثه بلمحات عن الوضع الحالي الذي تعيشه المملكة، مشيرا إلى أن المملكة أمام تحدٍّ كبير.
وقال “إننا قادرون على التحول وتحقيق طموحاتنا بالمستوى الذي تستحقه بلاد الحرمين الشريفين، ويحقق رفاه المواطن في هذه البلاد الكريمة، وصولا إلى بناء وطنٍ قوي”.
وأشار ولي ولي العهد إلى أن برنامج “التحول الوطني” سيتضمن تقييم عمل الوزراء وما تم تنفيذه من المشاريع، وفق الخطط والرؤى والمبادرات التي تعهد كل وزير بإنجازها، فيما سيتم قياس الأداء والإنتاجية، وتحقيق الخطط المرسومة، حيث سيشتمل هذا البرنامج على قياس أداء الوزراء، والقيادات الوسطى، والحد من الفساد المالي والإداري في القطاعين العام والخاص.
“التحول” وفق رؤية الأمير محمد بن سلمان هو العمل على إيجاد بدائل لدعم الاقتصاد الوطني تعتمد على القيمة المضافة للصناعات الوطنية، وصناعة السياحة، وخصخصة الأجهزة الحكومية، ودعم المنشآت الصغيرة، واستيعاب أبناء المملكة في وظائف جيدة.
وقد أجاب ولي ولي العهد في تلك الليلة، على استفسارات الحضور عن “برنامج التحول”، مركزا على تسلسل العمل وجديته وأنه سيحقق نقلة نوعية للمملكة في جميع المجالات، وحق المرأة في ممارسة التجارة، مبديا عزمه على تسهيل الإجراءات بما يحقق تذليل العقبات التي تواجهها وتحفظ حقوقها.
كما أكد الأمير محمد بن سلمان أن هناك توجها جادا لفرض ضرائب أعلى على استيراد “السجائر” ومواد التبغ، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن تكون السعودية بلد الحرمين هي الأرخص في سعر السجائر ومشتقاتها.
وزاد” مبالغ تلك الضرائب سيتم الاستفادة منها في المشاريع التنموية”.
كما أفصح عن خطة الحكومة لهيكلة الدعم الحكومي عن الكهرباء والماء لأصحاب الدخل العالي والتجّار وملاك القصور والمزارع، حيث سيقتصر الدعم على ذوي الدخل المتوسط فما دون، كم أعلن عن دراسات تتم لمعرفة نسبة السعوديين الذين يملكون سكنا، من غيرهم الذين لا يملكون السكن، في خطوة جادة لحل أزمة الإسكان، مشيرا إلى أنه سيتم إصدار القرارات التي تساعد على ذلك.
الورشة التي جاءت بهدف الاطلاع على أهداف ومبادرات برنامج “التحول الوطني” والاستماع لآراء المختصين والمعنيين حول المكونات الأساسية للبرنامج، لم تخل من الشفافية إلى جانب الجدية في الطرح، وتبادل الآراء والمقترحات بين أطياف مختلفة من الحضور، صاحبها عصفّ ذهني شارك فيه الوزراء إلى جانب المسؤولين والمختصين في مجالات اجتماعية واقتصادية وأدبية وإعلامية وأكاديميين وكذلك مشائخ وأعيان ومواطنون.
باختصار.. إن برنامج التحول الوطني الذي تعتزم السعودية تنفيذه بفعالية بدءا من هذا العام، هو طموح قيادة يحتاج إلى إخلاص وجهود أبناء، وقد أكد على ذلك ولي ولي العهد قبل أن ينهي حديثه للمشاركين في ورش العمل بالقول: “هذا هو طموحنا.. فشاركونا في تحقيقه”، مرحبا بكل المقترحات والآراء التي تصب في مصلحة البرنامج وتدعمه وتحقق نجاحه.