جسر علاقات فوق العادة
أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمس، أنه اتفق مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، على إنشاء جسر بري يربط بين مصر والسعودية. ووصف خادم الحرمين الشريفين هذا الاتفاق بالخطوة التاريخية في الربط البري بين القارتين الآسيوية والإفريقية، كما وصفه بأنه نقلة نوعية سترفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة، إضافة إلى كونه منفذا دوليا للمشاريع الواعدة بين البلدين ومعبرا أساسيا للمسافرين.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خادم الحرمين الشريفين عقب جلسة المباحثات التي عقدها والرئيس المصري في قصر الاتحادية بالقاهرة.
#2#
واستهل خادم الحرمين الشريفين كلمته بقوله: "يسرنا اليوم ونحن نزور أرض الكنانة، بلد التاريخ والحضارة والعلم والثقافة، أن نتقدم بالشكر لكم وللشعب المصري الشقيق على ما لقيناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، إن زيارتنا هذه تأتي في إطار سعينا لتعزيز صرح العلاقات التاريخية الوطيدة بين بلدينا الشقيقين، والتي تصب في خدمة شعبي البلدين، وتوثيق عرى التعاون المشترك، وخدمة قضايا أمتنا العربية والإسلامية، ودعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وأضاف خادم الحرمين الشريفين: "لقد حرص الملك المؤسس عبدالعزيز على ترسيخ أساس صلب للعلاقات السعودية - المصرية. وكانت زيارته إلى مصر عام 1946 هي الزيارة الخارجية الوحيدة التي قام بها طيلة فترة توليه الحكم، ما أكد الأهمية الكبيرة التي كان يوليها لهذه العلاقة الفريدة والمتميزة، ولقد وقفت المملكة منذ ذلك التاريخ إلى جانب شقيقتها مصر بكل إمكاناتها وفي مختلف الظروف، مما جعل بلدينا حصناً منيعاً لأمتنا العربية والإسلامية".
#3#
وتابع: "إننا إذ نشيد بما نشهده اليوم من إبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية والتي ستعود بالخير على بلدينا وشعبينا الشقيقين، نود أن نعبر عن تقديرنا لرئيسي وأعضاء الجانبين في مجلس التنسيق السعودي- المصري لما بذلوه من جهود موفقة للارتقاء بمستوى العلاقات في مختلف المجالات، وفقاً لما تم الاتفاق عليه في إعلان القاهرة، وخدمة لمصالح بلدينا وتطلعات شعبينا الشقيقين".
وقال خادم الحرمين الشريفين: "وامتداداً لهذه الجهود المباركة فقد اتفقت مع الرئيس على إنشاء جسر بري يربط بين بلدينا الشقيقين اللذين يقعان في قلب العالم. إن هذه الخطوة التاريخية، المتمثلة في الربط البري بين القارتين الآسيوية والإفريقية، تعد نقلة نوعية ذات فوائد عظمى، حيث سترفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة، وتدعم صادرات البلدين إلى العالم، كما سيشكل الجسر منفذاً دولياً للمشاريع الواعدة في البلدين، ومعبراً أساسياً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح، إضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها الجسر لأبناء المنطقة". وأضاف: إننا فخورون بما حققناه من إنجازات على كافة الأصعدة والتي جعلتنا نعيش اليوم واقعاً عربياً وإسلامياً جديداً تشكل التحالفات أساسه، فلقد اتحدنا ضد محاولات التدخل في شؤوننا الداخلية، فرفضنا المساس بأمن اليمن واستقراره والانقلاب على الشرعية فيه، وأكدنا تضامننا من خلال تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب شمل 39 دولة هو الأقوى في تاريخ أمتنا الحديث، وبعثنا قبل أيام برسالة إلى العالم عبر رعد الشمال، نعلن فيها قوتنا في توحدنا. وقد كانت مصر وكعادتها من أوائل الدول المشاركة بفاعلية في هذه التحالفات وهذا التضامن الذي دشن لعصر عربي جديد يكفل لأمتنا العربية هيبتها ومكانتها. كما نأمل أن تكلل بالنجاح الجهود المبذولة لإنشاء القوة العربية المشتركة".
#4#
واختتم خادم الحرمين الشريفين كلمته بقوله: "أدعو الله عز وجل أن يبارك جهودنا، وأن يوفقنا إلى ما فيه خير شعوبنا وأمتنا العربية والإسلامية".
وقلد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قصر الاتحادية أمس، خادم الحرمين الشريفين قلادة النيل أرفع الأوسمة تقديرا له لما قدم من خدمات إنسانية جليلة.
وقال الرئيس المصري في كلمة وجهها إلى خادم الحرمين الشريفين: "إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم على أرض الكنانة في هذه الزيارة التاريخية التي تحلون فيها أخاً كريماً وضيفاً عزيزاً في بلدكم وبين أهلكم، الذين يحرصون دوماً على أن ينقلوا إليكم مشاعر الود والأخوة والإعزاز التي يكنها الشعب المصري لكم وللشعب السعودي الشقيق".
#5#
وأضاف: "إن هذه الزيارة إنما تأتي توثيقاً لأواصر الأخوة والتكاتف القائمة بين بلدينا وتُرسي أساساً وطيداً للشراكة الاستراتيجية بين جناحيّ الأمة العربية مصر والسعودية، وتفتح المجال أمام انطلاقة حقيقية بما يعكس خصوصية العلاقات الثنائية خاصة في مجال العمل المشترك، وبما يسهم في مواجهة التحديات الإقليمية غير المسبوقة التي تواجهها الأمة العربية".
وتابع: "تمر أمتنا العربية والإسلامية بمرحلة دقيقة نتحمل فيها مسؤولية كبرى أمام شعوبنا خاصة الأجيال القادمة، وأثق بأن خصوصية العلاقات المصرية السعودية، وما تنطوي عليه من عمق ورسوخ سوف تمكننا سوياً من مواجهة التحديات المشتركة والتعامل الجاد مع كل من يسعى للمساس بالأمن القومي العربي أو الإضرار بالمصالح العربية، أو تهديد الأمن والاستقرار الذي تتطلع إليه شعوبنا".
وقال: "إن ثقتي كاملة في أن التنسيق المشترك بين مصر والسعودية يمثل نقطة انطلاق حقيقية لمعالجة العديد من أزمات المنطقة على نحو ما نشهده في القضية الفلسطينية واليمن وليبيا وسورية وغيرها من الأزمات".
#6#
وأردف: "ورغم ما تعانيه بعض دول المنطقة من صعوبات نتيجة احتدام الصراعات، فإن زيارتكم تدفعني إلى التفاؤل بأن نُعيد معاً الاعتبار لمفهوم الدولة الوطنية الجامعة للوقوف في مواجهة الإرهاب والتطرف اللذين يقوضان الاستقرار ويُمثلان خطراً على مستقبل الإنسانية بأسرها".
وقال: "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يرحب بكم اليوم 90 مليون مصري عهدوا فيكم أخاً محباً وداعماً لمصر وشعبها، فالشعب المصري لم ينس يوماً مواقفكم النبيلة، وتطوعكم مع أشقائكم في القوات المُسلحة المصرية في التعبئة العامة لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ودوركم في دعم المجهود الحربي إبان حرب الاستنزاف التي تكللت بنصر أكتوبر المجيد، وهي مواقف تنم عن أصالة وشهامة عربية خالصة كانت وستظل دائماً محل إعزاز وتقدير من شعب مصر الوفي لشخصكم الكريم.
#7#
واليوم ندشن معاً صفحة جديدة على درب العمل العربي المشترك، ونضيف لبنة في صرح العلاقات المصرية السعودية ونسطر سوياً فصلاً جديداً سيُسجله التاريخ وستذكره الأجيال القادمة، فزيارتكم إلى وطنكم الثاني مصر إنما تفتح آفاقاً ممتدة لمجالات التعاون الثنائي، حيث نشهد اليوم التوقيع على اتفاقيات في العديد من مجالات التعاون المشترك، وهو الأمر الذي يمثل نقلة نوعية في إطار سعينا الدؤوب لتأمين المستقبل المشترك للأجيال القادمة من أبناء البلدين الشقيقين".
واختتم الرئيس السيسي كلمته بقوله: "لقد جاء تقليدكم يا خادم الحرمين الشريفين أرفع الأوسمة المصرية، قلادة النيل، تعبيراً عن مشاعر الإخاء والإعزاز والمحبة التي تكنها لكم مصر، رئيساً وحكومة وشعباً".
#8#
عقب ذلك شهد خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتعاون بين البلدين في عدد من المجالات.
1 - اتفاقية قرض مشروع جامعة الملك سلمان بن عبد العزيز بمدينة الطور ضمن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء، وقعها من الجانب السعودي الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية، فيما وقعها من الجانب المصري الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي.
2 - اتفاقية قرض مشروع التجمعات السكنية ضمن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء، ووقعها من الجانب السعودي الدكتور إبراهيم العساف، فيما وقعها من الجانب المصري الدكتورة سحر نصر.
3 - اتفاقية قرض بشأن مشروع توسعة محطة كهرباء غرب القاهرة، وقعها من الجانب السعودي الدكتور إبراهيم العساف، فيما وقعها من الجانب المصري الدكتورة سحر نصر.
4 - اتفاقية قرض بشأن مشروع مستشفى قصر العيني، وقعها من الجانب السعودي الدكتور إبراهيم العساف، فيما وقعها من الجانب المصري الدكتورة سحر نصر.
5 - اتفاقية بين الحكومة السعودية والحكومة المصرية لتجنب الازدواج الضريبي ولمنع التهرب الضريبي في شأن الضرائب على الدخل، ووقعها من الجانب السعودي الدكتور إبراهيم العساف، فيما وقعها من الجانب المصري الدكتور عمرو الجارحي وزير المالية.
6 - اتفاقية للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بين الحكومتين السعودية والمصرية، ووقعها من الجانب السعودي الدكتور هاشم يماني رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، ومن الجانب المصري الدكتور عاطف عبد الحميد عبد الفتاح رئيس هيئة الطاقة الذرية.
7 - اتفاقية تعاون بين السعودية ومصر في مجال النقل البحري والموانئ، ووقعها عن الجانب السعودي، المهندس عبد الله المقبل وزير النقل وعن الجانب المصري الدكتور جلال سعيد وزير النقل.
8 - مذكرة تفاهم في التعاون في المجالات الزراعية بين وزارة الزراعة السعودية ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية، ووقعها من الجانب السعودي المهندس عبد الرحمن الفضلي وزير الزراعة، فيما وقعها من الجانب المصري الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.
9 - مذكرة تفاهم تنفيذية بين السعودية ومصر في مجال الكهرباء، ووقعها عن الجانب السعودي المهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء، وعن الجانب المصري المهندس محمد المرقبي وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.
10 - مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإسكان بين وزارة الإسكان السعودية ووزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية المصرية، ووقعها من الجانب السعودي ماجد الحقيل وزير الإسكان، فيما وقعها من الجانب المصري المهندس مصطفى مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.
11 - مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التجارة والصناعة بين وزارة التجارة والصناعة السعودية ووزارة التجارة والصناعة المصرية، ووقعها من الجانب السعودي الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة، فيما وقعها من الجانب المصري المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة.
12 - مذكرة تفاهم في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد بين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد السعودية وهيئة الرقابة الإدارية المصرية، ووقعها عن الجانب السعودي الدكتور خالد المحيسن رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وعن الجانب المصري محمد عرفان جمال الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية.
13 - مذكرة تفاهم في مجالات العمل بين الحكومتين السعودية والمصرية، ووقعها من الجانب السعودي الدكتور مفرج الحقباني وزير العمل، فيما وقعها من الجانب المصري محمد سعفان وزير القوى العاملة.
14 - برنامج تنفيذي تربوي تعليمي بين وزارة التعليم السعودية ووزارة التربية والتعليم المصرية، ووقعها من الجانب السعودي الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم، فيما وقعها من الجانب المصري الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني.
15 - البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين وزارة الثقافة والإعلام السعودية ووزارة الثقافة المصرية، ووقعها من الجانب السعودي الدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام، فيما وقعها من الجانب المصري حلمي النمنم وزير الثقافة.
16 - برنامج تنفيذي للتعاون في مجال الإذاعة والتلفزيون بين الحكومتين السعودية والمصرية، ووقعها عن الجانب السعودي الدكتور عبد الملك الشلهوب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون المكلف، فيما وقعها عن الجانب المصري عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون.
17 - اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين السعودية ومصر، ووقعها عن الجانب السعودي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، فيما وقعها عن الجانب المصري المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء.
حضر مراسم التقليد وتوقيع الاتفاقيات الأمراء والوزراء أعضاء الوفد الرسمي والمرافق لخادم الحرمين الشريفين في زيارته الحالية لمصر.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد استقبل في قصر الاتحادية أمس، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وعقدا جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها بحث روابط التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وفرص تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، إضافة إلى مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية.
#9#
حضر جلسة المباحثات من الجانب السعودي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، والمهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء، والدكتور فوزان الربيعة وزير التجارة والصناعة، والدكتور عصام بن سعيد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والمهندس عبد الله المقبل وزير النقل، والدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام، والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير الزراعة، وعادل الجبير وزير الخارجية، والدكتور مفرج الحقباني وزير العمل، وماجد الحقيل وزير الإسكان، والدكتور أحمد العيسى وزير التعليم، وأحمد قطان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر.
#10#
فيما حضر الجلسة من الجانب المصري المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وسامح شكري وزير الخارجية، ومصطفى شريف رئيس ديوان رئيس الجمهورية، والدكتور محمد مختار وزير الأوقاف، والمهندس محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور عصام عثمان وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وحلمي النمنم وزير الثقافة، والمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، والدكتور جلال سعيد وزير النقل، والدكتور عمرو الجارحي وزير المالية، ومحمد سعفان وزير القوى العاملة، واللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس، وناصر حمدي سفير مصر لدى المملكة.