مختصون: الجسر البري بعد استراتيجي مهم للتواصل المباشر بين السعودية ومصر
أكد مختصون في الشأن السياسي والاقتصادي أن مشروع جسر الملك سلمان الرابط بين مصر والسعودية، يمثل بعدا استراتيجيا مهما للتواصل البري المباشر بين السعودية ومصر، موضحين أنه سيكون له أثر كبير في تقوية أواصر التبادل الاقتصادي والتجاري والجوانب الاجتماعية والإنسانية بين البلدين.
وقال الدكتور مشاري النعيم المستشار السياسي للأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن للتواصل البري المباشر عبر الجسر بين السعودية ومصر أهمية في زيادة وسائل التواصل بين الدول والشعوب العربية، وسيكون عامل بناء في تقوية العلاقات العربية - العربية، حيث إنه من الوسائل التي تعين على زيادة تعامل الأفراد مع بعضهم وتواصلهم على المستوى الشخصي والجماعي، ما يُعطي بُعدا شعبيا مختلفا يقوّي من أواصر العلاقات التي عادة تتخذ إما صورة رسمية أو بين نخب معينة مثل رجال الأعمال والمستثمرين، وقال إن هذا الجسر يعطي بعدا استراتيجيا مهما للعلاقات بين الدول، حيث سهولة الانتقال للأشخاص والبضائع والمركبات على مستوى الأفراد والعاملين، لتصبح الحركة في كلا الاتجاهين أكثر من ذي قبل، كما تكون البضائع مباشرة بين البلدين، ما يؤدي إلى زيادة التبادل التجاري وزيادة انتقال البضائع وتسهيلها وإزالة عوائق كانت تبرز أحيانا بسبب نوعية وسائل المواصلات، وهذا كله سيعطي مردودا إيجابيا على مظاهر كثيرة في التواصل الاجتماعي والتبادل السلعي بين السعودية ومصر، وبالتالي ينظر إليه على أنه ركيزة استراتيجية أساسية للعلاقات بين السعودية ومصر.
وقال عبد الغني الأنصاري عضو الغرفة التجارية بالمدينة المنورة سابقاً إن مبادرة إنشاء الجسر تعد مشروعا استراتيجيا بالغ الأهمية وله أبعاد متنوعة من عدة جوانب منها الجانب الاقتصادي في زيادة التبادل التجاري بين البلدين، إضافة إلى اتفاقيات ترفع حجم التبادل، ما يزيد من توفير فرص تجارية واستثمارية، مشيراً إلى أن الجسر الذي يستغرق السير من خلاله عشر دقائق يجعل البلدين كأنهما بلد واحد، كما أنه يقوي من الأواصر الثقافية بين الطرفين ويسهم في زيادة نموها، ويعزز الجوانب الاستراتيجية بعيدة المدى وله أبعاد سياسية؛ فهو يقدم رسالة بأن العلاقات بين البلدان والشعوب أكبر مما يتخيله البعض، كما يثبت أنه جسر محبة وعلاقات قوية، وسيمثل تغييرا في الخريطة الاقتصادية بين آسيا وإفريقيا، وهذا يجعل مصر محورا ومركزا تجاريا، والسعودية قد تنشئ مناطق حرة في المنطقة السعودية في نهاية الجسر، وستكون أهم منطقتين اقتصاديتين تربطان العالم القديم – الأصل في التجارة – وهذا هدف استراتيجي بعيد قرأته القيادات في الدولتين، ومن المتوقع أن يتغير وضع التجارة العالمية في العشر سنوات المقبلة بسبب هذا الجسر.
من جانبه، قال الدكتور عاصم عرب رئيس اللجنة الوطنية للمكاتب الاستشارية، إن الجسر المزمع إنشاؤه بين السعودية ومصر سيؤدي إلى زيادة التبادل التجاري بين دولتين كبيرتين في العالم العربي، ويربط بين إفريقيا وآسيا، ويقرّب البلدين من بعضهما، حيث ينمي وجود الجسر الأواصر بين هاتين الدولتين والشعبين.
وأضاف أن الجسر سيربط المغرب العربي بالمشرق العربي، ويجعل الشخص يستطيع أن يغادر من أقصى الشرق العربي إلى أقصى المغرب العربي بالسيارة، وهذه الخطوة ستؤدي إلى إنشاء سكك حديدية بين المشرق العربي والمغرب العربي، ومتى بدأ إنشاء هذا الجسر البري سيؤدي إلى إنشاء جسر آخر، فهذا الجسر ثمرة من ثمار زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر، حيث إن التفكير في هذا المشروع منذ نحو 20 سنة، إلا أنه تم اتخاذ القرار في الوقت المناسب.