أقوى وزراء «أوبك» يترجل .. وداعا النعيمي
لا أجمل من أن تكتب عن شخص ترك كرسيه، وأعطى ظهره للمناصب الكبرى ليفرغ لمهام جديدة أقل ضوءا وأبعد عن ضوضاء الإعلام وضوء كاميراته.
علي النعيمي الذي لم يبحث عن الكاميرات، ولكنها طاردته عاد ليعيش حياة ظل يعلن الرغبة في العودة إليها، حيث كشف في أكثر من لقاء عن رغبته في التقاعد ليهرب من جو الضغوط إلى الراحة ومن العمل إلى العمل، وهذه المرة الأعمال التي لطالما أجلها مع ركضه المستمر في ميادين الطاقة محليا ودوليا.
رحلة النعيمي منذ ولد في الظهران 1935 كانت في جلها ركضا نحو الإنجاز ليكون ابن الـ 80 عاما هذا اليوم قصة شاهدة للإنسان السعودي البسيط حين يرتقي في سلم المجد خطوة خطوة ليبلغ الآفاق ولتتناقل وسائل الإعلام الدولية قبل المحلية خبر إعفائه من منصبه أمس السبت كحد أهم التغييرات الحكومية التي أعلنها التلفزيون السعودي، باعتباره الرجل الأكثر نفوذا في منظمة أوبك المنظمة الدولية المسؤولة عن تنظيم الإنتاج والتصدير للدول المصدرة للنفط، حيث أهمية النعيمي من أهمية المملكة كأكبر منتج لهذه السلعة الاستراتيجية.
هذا الرجل الذي حاز اهتمام الأخبار العالمية في يوم التغييرات الهيكلية للحكومة السعودية بدأ عاملا في شركة النفط الأشهر "أرامكو" لينطلق منها عاملا متعلما ينهل من خبرة من سبقوه ويستزيد من علم من شاركوه ليتحول في أعوام قليلة إلى أنموذج يحتذى في النجاح وقصة ملهمة للكثيرين. كان علي بن إبراهيم النعيمي المولود لأسرة كانت تسكن بيت الشعر في شرق المملكة يعمل ويدرس في الوقت ذاته ليصعد السلم درجة درجة عمل في وظائف بسيطة متواضعة ليوفر قوت يومه وينأى بنفسه وأسرته ليعمل مراسلا في "أرامكو" ثم سافر إلى لبنان والولايات المتحدة في سبيل مزيد من العلم ليعود جيولوجيا من الطراز الأول وتكنوقراطيا يدير الأعمال بأحدث الأساليب الإدارية حينها.
حاز علي النعيمي الماجستير ويعد الشهادة التي قلما يحظى بها سعودي، فاكتفى بها ابن الشرقية الذي سرعان ما اكتظت أمامه الأعمال باعتباره أحد قادة التطوير في مؤسسة النفط وصولا لاستلامه دفة الوزارة قبل 21 عاما.